قال شهود عيان، إن مصابين سقطوا أمس (الجمعة)، في اشتباكات بالحجارة بين متظاهرين يؤيدون جماعة «الإخوان المسلمين» التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي ومناوئين لهم في ميدان التحرير، بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وعند منتصف نهار أمس احتشد المئات من المتظاهرين في ميدان التحرير استجابة لدعوة جماعة «الإخوان المسلمين»، التي ينتمي إليها مرسي، للاحتجاج على تبرئة مسئولي النظام السابق من تهم قتل المتظاهرين خلال الثورة التي أطاحت بمبارك.

القضاة المصريون يعلنون وقوفهم مع النائب العام الذي أقاله الرئيس

مواجهات في القاهرة بين أنصار الرئيس مرسي ومعارضيه

القاهرة - رويترز، أ ف ب

قال شهود عيان إن مصابين سقطوا أمس الجمعة (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) في اشتباكات بالحجارة بين متظاهرين يؤيدون جماعة «الإخوان المسلمين» التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي ومناوئين لهم في ميدان التحرير، بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس المخلوع حسني مبارك مطلع العام الماضي.

وقال شاهد لوكالة «رويترز»: «رأيت فتى وجهه غارق في الدماء. رأيت ملتحياً والدم ينزف من جبهته. رأيت ثالثاً يضع يده على رأسه». وقالت شاهدة أخرى «رأيت رجلاً مصاباً في كتفه». وقال مسعف إن مصاباً نقل إلى المستشفى للعلاج. ويسمع دوي صفارات سيارات إسعاف بالميدان وفي أكثر من شارع يؤدي إليه. وكان عشرات الشبان الذين يعتقد أنهم أعضاء في جماعة «الإخوان المسلمين» رشقوا نشطاء فوق منصة بالحجارة والزجاجات الفارغة بعد أن هتف أحدهم «يسقط يسقط حكم المرشد» في إشارة إلى المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، محمد بديع ثم صعدوا إلى المنصة وحطموا أجهزة الصوت وطردوا نحو عشرة نشطاء كانوا فوقها.

ولاحقا فكك مؤيدو «الإخوان» المنصة ومزقوا قماشاً كان يعلوها للاحتماء به من أشعة الشمس. وتبادل الجانبان الرشق بالحجارة في شارع محمد محمود الذي فر إليه النشطاء مع بداية الاشتباكات لكن مؤيدي «الإخوان» أمسكوا بعدد منهم وأوسعوهم ضرباً. وكان الناشط الذي ردد الهتاف المناوئ للمرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» قال بعد صلاة الجمعة إن المنصة مقامة لمحاسبة مرسي على المئة يوم الأولى من فترة رئاسته.

ورد عليه مؤيدو «الإخوان» قائلين «انزل انزل... مرسي مرسي». وهتف مؤيدو الإخوان وهم يلاحقون النشطين في شارع محمد محمود «حرية وعدالة مرسي ورآه رجالة» ورد عليهم النشطاء بهتاف مناوئ يصف أنصار الرئيس المصري بالقمامة. ويشير هتاف مؤيدي «الإخوان» إلى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة الذي كان مرسي رئيساً له قبل فوزه بأول انتخابات رئاسية حرة في مصر.

وعند منتصف نهار أمس احتشد المئات من المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط القاهرة استجابة بصفة خاصة لدعوة جماعة «الإخوان المسلمين»، التي ينتمي إليها مرسي، للاحتجاج على تبرئة مسئولي النظام السابق من تهم قتل المتظاهرين خلال الثورة التي أطاحت بمبارك.

جاء ذلك فيما ذكرت الصحف المصرية الرسمية أمس إن عدداً من كبار القضاة أعلنوا دعمهم للنائب العام المصري عبدالمجيد محمود الذي رفض ترك منصبه بعد أن أقاله منه الرئيس محمد مرسي أمس الأول (الخميس)، ما يفتح الباب لصراع جديد بين السلطتين التنفيذية والقضائية.

وكان النائب العام عبد المجيد محمود أعلن أمس أنه باقٍ في منصبه مؤكداً أن القانون لا يسمح للسلطة التنفيذية بإقالة أعضاء في الجهاز القضائي وذلك بعد أن أصدر الرئيس أمس الأول قراراً بتعيينه سفيراً لمصر في الفاتيكان غداة أحكام البراءة هذه.

ويشكل هذا القرار فصلاً جديداً في صراع القوى بين القضاة الذين عينوا في عهد مبارك وبين الرئيس مرسي الذي حاول عبثاً إعادة البرلمان الذي يهيمن عليه التيار الإسلامي بعد أن تم حله بقرار قضائي. وأعلنت المؤسسة القضائية دعمها للنائب العام باسم «سيادة القانون ومبدأ الفصل بين السلطات»، بحسب ما أوضح رئيس نادي القضاة، المستشار احمد الزند الذين اجتمعوا مساء أمس الأول لبحث هذه المسالة.

وقال الزند إن القضاة سيعقدون اجتماعاً عاجلاً «لمواجهة الأزمة الحالية». وكانت مجموعة احمد الزند عارضت بشدة في يونيو/ حزيران الماضي انتخاب مرسي الذي وعد بإعادة محاكمة مبارك ومسئولي نظامه بتهمة قتل نحو 850 شخصاً خلال انتفاضة العام الماضي.