العدد 3696 - الجمعة 19 أكتوبر 2012م الموافق 03 ذي الحجة 1433هـ

حوار بالدبلوماسية في الدبلوماسية

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قال وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة: «إن من يريد الحوار، عليه الذهاب إلى المنطقة الدبلوماسية، بدلاً من السفر إلى الخارج».

ربما كان الوزير يشير في هذه الكلمة الغامضة إلى أن الحوار يجب أن يكون في العاصمة المنامة، وليس في أية عاصمة عربية أو أجنبية أخرى، وهذا ما نتمناه في أن يكون الحل لأزمتنا الداخلية شأناً داخلياً، من دون إقحام أي أطراف خارجية على الإطلاق.

نعم. الحوار شأن داخلي، ولكن ما دخل المنطقة الدبلوماسية فيه؟ فهل الحوار في مبنى وزارة العدل والشئون الإسلامية فقط؟ وهل كان هناك حوار؟ وإذا كان هناك حوار، فهل وزارة العدل قادرة على إدارته؟ وهل تملك الصلاحية اللازمة لذلك؟ وهل بيدها القرار لتتحاور وتتفاوض؟

ما حدث في الدبلوماسية وفي وزارة العدل، وبحسب بيانات الوزارة المتكررة، هو لقاءات لـ«دفع التفاهمات» فقط، فلم يصدر أي بيان عن وزير العدل بعد لقاء الجمعيات السياسية وذكر فيه كلمة «حوار»، وكل ما كنا نسمعه هو «دفع التفاهمات» و «رفض العنف وإدانته»، والرضا بالمؤسسات الدستورية الحالية والعمل تحت مظلتها.

إذاً، لم يكن هناك حوار في الدبلوماسية، وما شهدناه هي «دبلوماسية» سياسية لترويج إعلامي يخاطب الخارج، ولا يكترث بالداخل وتطلعاته، وبالتالي فإن الواقع يقول إن المنطقة الدبلوماسية لم تكن مسرحاً للحوار، ومبنى وزارة العدل لم يشهد غير لقاءات ثنائية بين الوزير والجمعيات، كان فيها الحديث من طرف واحد وفي اتجاه واحد، ولتحقيق غاية واحدة، وهي خلق هالة إعلامية لـ «حوار» غير مرئي لم تستطع الوزارة ذكره في بيان من بياناتها، خلال لقاءات عرفها الناس بـ «دفع التفاهمات» وهو مصطلح جديد اخترع من أجل الهروب من استحقاقات كلمة «الحوار» في حال ذكرها في أي بيان رسمي.

ربما أكثر كلمة يضيق منها الإنسان البحريني في هذه المرحلة كلمة «حوار» لأنها أكثر كلمة تجتر ولا تطبق، وتثير «الغثيان» و «الشك» و«الريبة» و «القلق»، حتى أصبحت منبوذةً من كل الفرقاء السياسيين! ولا تبرز إلى الساحة حتى تتوتر الأوضاع وتشحن النفوس وتزداد الآلام. والسؤال لكل من يطرح فكرة حوار: مع من يراد الحوار؟ هل سيكون مع المحتجين في الشوارع الذين يعتبرون فئة خائنة ومندسة؟ أم مع المعارضة السياسية التي تتهم بأنها مرتهنة للخارج، تتلقى أوامرها عبر قنصليات وسفارات أجنبية، وتروج الأكاذيب في الخارج، والتدخل في شئون دول شقيقة؟

إذاً مع من يراد الحوار؟ ولمن تفتح الأبواب؟ بالتأكيد ليس للمحتجين من الفئة «المندسة» في الشوارع، وليس مع المعارضة «الخائنة».

الحقيقة أنه لا يوجد حوار حقيقي، وما هو موجودٌ للاستهلاك الإعلامي الخارجي فقط لا غير، وحتى الرأي العام العالمي فطن للقضية، وأصبح يطالب بحوار جاد وحقيقي و «ذي مغزى».

هل الحوار سيكون فقط مع الموالين؟ فهم ليسوا محتاجين للحوار أصلاً، فنراهم يبصمون بالعشر على كل ما تقوله السلطة، وإن رأوه خطأً!

إذاً، لا تستغرب عزيزي القارئ، عندما يتم الحديث عن حوار، وفي الوقت ذاته عن عملاء وخونة وحملة ولاءات خارجية ومخططات صفوية، وأجندات تخريبية! لا تستغرب عندما تجد أن المدعو للحوار، هو ذاته المتهم بالخيانة، وأن من تجرى معه لقاءات التفاهم وتلاقي الرؤى هو ذاته العميل الخائن! بصدق لا تستغرب فما يحدث هو «إعلام» ومعارك للكلام.

لا تستغرب، أنت في البحرين، بأجوائها وسياساتها المتقلبة، فالحوار نهج قديم، وفي الوقت ذاته وعلى رغم قدمه، إلا أنه لابد من «تمهيد أرضيات» و «تقديم مقدمات» و «دفع تفاهمات» للدخول فيه!

لا تستغرب فالحوار نهج راسخ كما يقال في كل التصريحات، ولكن أيضاً على رغم رسوخه، فإنه يتطلب مقدمات وتفاهمات ليترسخ، فمع أنه راسخٌ إلا أنه يحتاج أيضاً إلى الترسيخ!

لا تستغرب! فقد تكتشف في يوم من الأيام أن الفئة الخائنة أصبحت شريفة ومخلصة! وأن الخونة هو أبناء الوطن الحقيقيون الذين يخافون على مصلحته!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3696 - الجمعة 19 أكتوبر 2012م الموافق 03 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 5:24 م

      ربما

      ربما يقصدون بالحوار هي منطقة اسمها حوار

    • زائر 35 | 5:24 م

      ربما

      ربما يقصدون بالحوار هي منطقة اسمها حوار

    • زائر 36 | 5:24 م

      ربما

      ربما يقصدون بالحوار هي منطقة اسمها حوار

    • زائر 34 | 5:24 م

      ربما

      ربما يقصدون بالحوار هي منطقة اسمها حوار

    • زائر 31 | 1:43 م

      مشكل يازائر

      عاااااد ارجوك خلنا نتحاور.. لا لا لا عن جد سامحني وحاورني
      ما ادري انتون مجانين .. مو صاحين.. ضاربتنكم ام الديفان
      بعدكم في حفلة الزار مصدقين روحكم
      احنا اللي ما نبي هراركم.. حواركم اضحكوا فيه على روحكم
      احنا مستمرين في الاحتجاجات لانها مشروعة

    • زائر 30 | 10:54 ص

      حسبي الله على أبليسك يا ولد الفردان

      أنت مبدع والكل ينتظر جديد إبداعاتك يا إبن الفردان
      المقال في غاية الروعة وإنه يكشف زيف المزيفيين ودجل الدجاليين
      شكراً لك وشكراً لمنتسبي الوسط

    • زائر 29 | 10:03 ص

      عندي لك وزارة

      الفقرة الاخيرة من المقال فهذا عشم ابليس في الجنة ان يكون الخونة الذين يخافون علي مصلحة الوطن

    • زائر 28 | 7:57 ص

      لماذا لا يكون في مدينة عيسى؟

      لماذا لا يكون الحوار في وزارة العمل بمدينة عيسى؟؟ حيث أن هذه الوزارة العتيدة احتضنت حوارا مع الجمعيات الأربع قبل حوالي سبع أو ثمان سنوات و لها تجربة في ذلك؟؟

    • زائر 26 | 4:39 ص

      صدقت حوار استهلاك خارجي

      لا يوجد حوار في البحرين سواء للاستهلاك الخارجي والدول الغربية تعرف يقينا انه لا يوجد حوار وان المطالب سوف توخذ ولان تعطى

    • زائر 25 | 4:16 ص

      ميته جاهلية

      عزيزي هاني، تحتاج أن تكون قريب أكثر من الموالين الذين يبصمون بالعشر لتستغرب أكثر مما أنت عليه من استغراب.
      أن تخرج في مسيرة بمطالب مغايره لما يريده النظام فتكون ميتتك ميته جاهلية ان وافتك المنية دون استغفار !!!
      لم أسمع هذا الكلام ولكنني قرأته في كتب الموالين.

    • زائر 24 | 4:14 ص

      أحسنت

      كلام جداً منطقي وأتحدى أي كاتب أو موالي للحكومة أو محايد او او او او يستطيع يرد على هذا الكلام المنطقي جداً

    • زائر 23 | 4:13 ص

      داحس والغبراء وعودة الجاهلية

      لا والف لا نموذجا للفكر الطائفي المتخلف والعمى السياسي الذي لا شفاء منة ونداءات الجاهلية هل هذة تعاليم الاسلام من التسامح والتكافل ويتهم الاخرين بالحقد وهو كلامة سموم من الحقد هل هذا اسلام سليمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي رضي الله عنهم جميعا ونسأل الله الهداية للجميع والعقل من يميز الانسان عن الحيوان!

    • زائر 22 | 3:57 ص

      روعه يا هانى ضربت المسمار فى مكانه

      لا تستغرب! فقد تكتشف في يوم من الأيام أن الفئة الخائنة أصبحت شريفة ومخلصة! وأن الخونة هو أبناء الوطن الحقيقيون الذين يخافون على مصلحته!
      كلام منطقى لا صحاب العقل ؟ سلمتك يداك يا هنى؟

    • زائر 21 | 2:56 ص

      الحمد لله

      الزائر 5 : للمعلومات الشعب البحريني الشريف مثقف ولايحتاج الى ايران او اي جه اوخرى فماعليك الا ان تطهر قلبك من الحقد الدفين صمود صمود .شكرا الى الاستاد هاني الى المزيد عطهم من الامواس الجارحه

    • زائر 18 | 1:48 ص

      الحوار بمعناه البحريني تعالوا لنملي عليكم ما نريده وعليكم السمع والطاعة فقط

      هذا هو المقصود من كلمة الحوار في البحرين وكل الحراك الحاصل هو لتغير معنى هذا المصطلح فبني آدم كلهم سواء وليس لاحد فرض ما يريد من مصطلحات مخالفة للمعاني المتفق عليها بشريا.
      ما لم يقبل الطرف الآخر بوجودنا كشريك في هذا الوطن له ما لنا وعليه ما علينا فلن يكون هناك حوار وهذا مربط الفرس فكلمة الحوار خاضعة لمعنى الاملاء من طرفهم ولمعنى التسليم من قبل الشعب وهذا امر لم يعد مقبول عند كل الاطياف
      وما لم تتغير هذه النظرة فالكلمة ساقطة ولا طريق للحل

    • زائر 17 | 1:33 ص

      كلمة الحوار اصبحت كلمة ممجوجة وممقوتة ومكروهة لدى البحرينيين

      لأسباب معينة يتغير معنى المصطلحات ويصبح معناها في ذهن بعض البشر معنى مقزز لهم فمصطلح الامن مثلا في البحرين له معنى عكس المعنى الحقيقي للكلمة وللمعنى الذي يستخدمه العالم فالأمن هنا لا يشمل المواطن. وكلة الحوار كلمة مهمتها لحس العقول واللعب ومحاولة خداع هذا الشعب لذلك انا عن نفسي انبذ كلمة الحوار بسبب سوء استخدامها في البحرين فاستخدامها يعني لي امر ما يدبر بليل ولا استبشر بها خيرا قد يلومني البعض ولكن هذا واقع لمسته على مدى عمري البسيط والحياة مدرسة هذه احدى منتجاتها

    • زائر 16 | 1:26 ص

      حلوه

      ههههه والله حلوه .....كال الراسخ والمرسوخ

    • زائر 14 | 1:09 ص

      الحوار

      سنين ونحن نسمع ونقرأ ولكن ليس حوار أنما هي أوامر وتهديدات وحمل المعارض لهم على المشنقه والإ أنت خائن وعميل وهذه سنين عجاف لا تنتهي ولا تستبدل بالافضل والأحسن لخير الوطن والمواطن.

    • زائر 13 | 1:05 ص

      ردآ على زائر 5

      ما هذا الحقد ألأعمى والمنطق الضحل اللذي ينم عن حقد على شعب البحرين جميعآ ولا يريد له الخير والنماء .

    • زائر 12 | 1:03 ص

      لا تهتم

      جميل أن تتصفح الناس كالكتاب تتوقف عند الأجمل تتجاهل السخيف وتمزق السيئ

    • زائر 11 | 12:58 ص

      شكرآ

      نشكرك كثيرآ يا ابن الفردان لقد وصفت وقيمت الوضع الراهن في البحرين بكل حرفية وجرئتك المعهودة ونأمل أن تناقش آراؤك و يستفاد من أفكارك من الجهات المعنية جمعاء بأسلوب الحوار حتى ينتصر ويتعافى الوطن كل الوطن .

    • زائر 10 | 12:50 ص

      يريدون الحوار

      يؤدي الى تكريس الواقع و استاثرهم بالسلطة

    • زائر 9 | 12:33 ص

      تستغرب! فقد تكتشف في يوم من الأيام أن الفئة الخائنة أصبحت شريفة ومخلصة!

      هذا ماسيتم عاجلا ام آجلا لان أصحاب العقد والحل من الخارج قبل الداخل تأكدو من فشل الحل الامني في حل الأزمة السياسية وسيتم فرض حل على الجميع!!

    • زائر 8 | 12:33 ص

      والله كلامك في الصميم

      أحسنت وبارك الله فيك
      كله كلمة حوار استهلاك أعلامي
      وكلمة أصبحت تتمسك به السلطة
      للترويج أنه ستنفذ التوصيات ولكن
      نحن باقون حتى تتحقق
      المطالب

    • زائر 7 | 12:21 ص

      --

      اقتطافا من المقال:هل الحوار سيكون فقط مع الموالين؟ فهم ليسوا محتاجين للحوار أصلاً، فنراهم يبصمون بالعشر على كل ما تقوله السلطة، وإن رأوه خطأً!
      التعليق: نعم صدقت فإذا صار حوار و فيهم الموالون فكأنما الحكم يحاور نفسه

    • زائر 6 | 11:37 م

      احدف الميم من المصطلح الجديد ليكون حقيقة ما يدور في الدبلوماسية

      عادل امام في الفيلم الكميدي يقول (( من فين يعدي على فين )) طبعا باللهجة المصرية يعني هذا ما يحصل في الدبلموماسية ومرادفه بالبحرانية (( تيتي تيتي لارحتي ولاجيتي)) اما اذا حدفنا الميم من المصطلح الجديد من الدبلموماسية فتصبح المصيبة اكبر ولا يوجد لها عبارة او مثل شعبي لابلمصري ولابلبحراني

    • زائر 5 | 11:33 م

      لا والف لا

      ولا تستغرب لو قلت للكاتب لاحوار مع من باع الدار لا حوار مع حاقد وعابد للدوار لا حوار مع من يدافع عن بشار ولا حوار وبيننا وبين اذناب ايران ثار

    • زائر 4 | 11:32 م

      الحوار

      للآن السلطة لا تعترف انها احد اطراف الحوار و تصر على ان اطراف الحوار هم جمعيات المجتمع المدني و تشمل بشكل رئيسي جمعيات الزهور و العرضة و العناية بالقطط مع احترامنا للجميع فان معظم الجمعيات المدنية ليس لهم اهتمام بالشأن السياسي و ربما يجهلون مسببات الازمة و طبيعي لا يملكون حلا لما يجهلون

    • زائر 3 | 11:31 م

      لمن خط ولمن تقراء

      كلام سماحة الشيخ علي سلمان يقول نحن نريد حكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات وقضاءا عادل وامن للجميع. خلاص نقطة نهاية السطر انتهينا ....هم شيقولون ايه لانة اهناك في الصين في بعض الشغلات والبضاغة فبها مشاكل وخرابات ووو...تعال يارجال انا وشوداني الصين اقولك ابي حكومة منتخبة وخلصنا توديني الصين هذا الحين كلام وزير العدل يدور ويدور ولا هو عارف وشيقول

    • زائر 20 زائر 3 | 2:55 ص

      !!

      الشعب البحراني يتعرض للاباده, خلاص نقطة نهاية السطر انتهينا

    • زائر 2 | 11:10 م

      دور المعارضة في الخارج

      الأستاذ عبد الوهاب :الحكومة متألمة من دور المعارضة في الخارج والاجراءات الأمنية و الاعتقالات الأخيرة صرخت ألم هستيرية من السلطة

    • زائر 1 | 10:59 م

      الحوار والمتحاورون.

      جميلة تلك الكلمة المسماة بحوار, لكنها كلمة لا نرى من حقيقتها شئ, لأنه وبختصار شديد لا يوجد متحاورون بل مخونون ومسقطون.

اقرأ ايضاً