يصعب على أي انسان تصديق أو تقبل خبر وفاة أي شخص شاب، بالذات إذا كان هذا الخبر مفاجِئاً، وإثر حدث معين كحادث مروري أو غيره، وبمعنى آخر ان الشخص المتوفى سليم قبلها ولا يُعاني من أي مرض أو علة، والأصعب من ذلك أن تكون فاجعة الرحيل هذه في أيام (الفرح والسرور) وأيام (الأنس والسعادة)، وهي بالنسبة لجميع المسلمين أيام عيد الأضحى المُبارك، فاليوم هو ثالث أيام العيد، لكنه بالنسبة لعائلة لاعب كرة القدم بنادي النجمة محمد نور الدين وللرياضيين البحرينيين عامةً وللنجماويين خاصةً هو ثاني أيام رحيل اللاعب عن الدنيا، وانتقاله إلى رحمة الله تعالى.

إذ فجعت الأوساط الرياضية المحلية بالأمس بخبر مر على الجميع كالصاعقة، ألا وهو خبر وفاة اللاعب الخلوق محمد نور الدين، إثر حادث مروري أليم في دبي بالإمارات العربية المتحدة، وانتشر الخبر المؤلم كالنار في الهشيم، لتتحول أفراح العديد من البحرينيين وخصوصاً الرياضيين منهم إلى أتراح، فالخبر صاعق ومُفاجئ ومؤلم للغاية، بالذات كون محمد انسان خلوق، ولم يشهد أحد منه يوماً من الأيام أي إساءة، وهذا ليس من باب (ذكر محاسن الموتى)، بل هذه الحقيقة، رحم الله محمدًا وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، «إنا لله وإنا إليه راجعون».

ضياع البطاقة أخرت الإجراءات

حادث دبي وقع فجراً ومحمد توفي عصراً

تُشير التفاصيل التي حصل عليها «الوسط الرياضي» عن الحادث المؤلم للمرحوم محمد نور الدين إلى أن الفقيد كان يستقل سيارة في أحد الشوارع الرئيسية بدبي فجر أمس (السبت) برفقة أحد أصدقائه البحرينيين، وكذلك صديق إماراتي، وفقد السائق السيطرة على السيارة، ولم يُعلم ما السبب، وهو ما أدى إلى اصطدامها بشكل قوي في أحد أعمدة الإنارة المُثبتة على الرصيف الأوسط، وسقط العمود على السيارة ليتوفى الشخص الإماراتي في الحال، بينما نُقل الآخران إلى المستشفى، واضطر الأطباء إلى بتر أحد رجلي نور الدين ظهر الأمس بعد عدم القدرة على إيقاف النزيف، لكن إرادة الله سبحانه وتعالى قد تحققت بانتقال محمد إلى جوار ربه عصراً.

ومن المؤمل أن يصل جثمان الفقيد إلى البحرين اليوم (الأحد)، ولم يتم الحصول على الموعد الرسمي للوصول والتشييع حتى كتابة هذه الأسطر، وخصوصاً ان الإجراءات قد تأخرت في دبي بسبب عدم العثور على بطاقة الهوية الخاصة بالفقيد والتي يبدو أنها فُقدت أثناء الحادث، وتم إرسال نسخة من جواز سفره عبر الفاكس.

الأول أبودهوم في 2008

نور الدين ثاني نجماوي يرحل بسبب الحوادث

يُعد اللاعب النجماوي الراحل يوم أمس محمد نور الدين ثاني لاعب نجماوي يختاره المولى سبحانه وتعالى بنفس الطريقة، إذ كان اللاعب حسين أبودهوم الاول، وبالتحديد فجر يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2008، أي قبل 4 سنوات تنقص أسبوعين تقريباً، إذ كان قد تعرض لحادث مروري مساء يوم 11 من نفس الشهر بالقرب من سترة هو وزملاؤه وتسبب فيه كلب (أعزكم الله)، ومكث في المستشفى لعدة ساعات قبل أن ينتقل لرحمة الله فجر يوم الأربعاء 12 نوفمبر.

أفضل مبارياته أمام المحرق 2006

الفقيد بدأ نجماوياً ولعب للبسيتين والمنتخب الوطني

الفقيد محمد نور الدين والذي غادر الدنيا يوم أمس، بدأ حياته الرياضية لاعباً في صفوف نادي الهلال (النجمة حالياً) وتدرج في الفئات العمرية مع العديد من أبناء جيله، وصولاً للفريق الكروي الأول، والذي بدأ اللعب فيه موسم 2001-2002 بالمسمى الحالي وهو نادي النجمة، وكان عنصراً أساسياً في العديد مع المواسم مع النادي، وحقق مع النجمة بطولتين لكأس الملك وكانتا على التوالي موسمي 2005-2006 على حساب الأهلي في النهائي بهدف رأسي لراشد جمال، وموسم 2006-2007 على حساب الحالة بهدفين أيضاً من راشد جمال، وكذلك حقق المركز الثاني مع النجمة في بطولة كأس سمو ولي العهد بعد الخسارة من المحرق في النهائي بهدف نظيف العام 2007.

وأيضاً حقق مع الفريق بطولة كأس السوبر المحلي مرتين، الأولى في 2007 على حساب الرفاع بثلاثة أهداف لهدفين، والثانية 2008 على البسيتين بهدف نظيف، فيما كان قد انتقل بنظام الإعارة لفريق البسيتين قبل موسمين، ثم عاد للنجمة من جديد، ومثل النجمة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي 2008.

ومن أبرز المباريات التي خاضها محمد نور الدين في تاريخه الكروي والتي لا تُنسى كانت ضد المحرق موسم 2005-2006، ويومها فاز النجمة بثلاثة أهداف نظيفة في شباك الحارس عبدالعزيز بوحاجيه، وأحرز منها نور الدين الهدفين الأول والثاني، والثالث كان بإمضاء الخبير خالد جاسم، والمباراة أقيمت يوم 13 فبراير/شباط 2006 على استاد النادي الأهلي، والهدف الثاني أحرزه نور الدين من تسديدة بعيدة، وهو أجمل هدف أحرزه في مشواره الرياضي.

وتم اختيار الفقيد نور الدين لتمثيل المنتخب الوطني في إحدى الفترات، لكنه لم يخض أي مباراة رسمية، وأبرز الفترات كانت قبل بطولة كأس الخليج بأبوظبي العام 2007.

جمال: خبر مؤلم وتذكرت حسين أبودهوم فورا

نُدرك تماماً ان فراق الأحبة صعب جداً، ولكن رغم ذلك فقد حاولنا التحدث مع أصدقاء الفقيد نور الدين لمعرفة شعورهم بعد فقدان زميلهم، إذ أكد قائد فريق النجمة راشد جمال انه وجميع لاعبي النجمة مصدومين لهذا الخبر الحزين والذي كان صاعقاً عليهم، مشيراً إلى أنه قام بالتواصل من أجل معرفة كل ما هو جديد بشأن محمد فور سماعه بنبأ الحادث، إلى أن أتى الخبر المُحزن عصر أمس بوفاة اللاعب.

وأضاف جمال «اللهم لا اعتراض على ما كتبه الله سبحانه وتعالى، لكن نحن في الحقيقة حزينون لفقدان أحد الاخوة والزملاء العزيزين على قلوبنا، ولا أخفيكم سراً انني منذ أن سمعت خبر الحادث والحالة الخطيرة التي يمر بها محمد تذكرت على الفور زميلنا اللاعب في الفريق حسين أبودهوم الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل 4 سنوات، وبنفس الطريقة، إثر حادث مروري أليم، فرحمهما الله، وأسكنهما فسيح جناته، واللهم الهم أهله وذويه الصبر والسلوان».

عبدالكريم: لم أصدق الخبر وأخلاق الفقيد تشهد له

قال حارس مرمى فريق النجمة عبدالرحمن عبدالكريم وهو أحد الذين عاصروا الفقيد محمد نور الدين إنه لم يُصدق الخبر الصاعق فور سماعه، كون الوفاة كانت مفاجِئة للغاية، وإثر حادث أليم، مشيراً إلى أن الفقيد كان زميلاً للجميع ويتمتع بأخلاق عالية ولم يسمع أحد عنه أي سوء يوماً من الأيام، وأخلاقه الرفيعة تشهد له، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان. وأضاف عبدالكريم «المرحوم عزيز علينا وبفقده سنفقد أخاً وصديقاً غالياً، وسيكون غيابه صدمة للجميع، مثلما كانت الصدمة الأولى بغياب المرحوم حسين أبودهوم الذي غادر الدنيا إثر حادث أليم قبل 4 سنوات، ويومها عشنا في حزن شديد، واليوم يتكرر الوضع مع لاعب وزميل آخر، ولا يمكننا هنا إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يُلهم المولى العلي القدير أهله الصبر والسلوان».

النجمة يوقف أنشطته حداداً على الفقيد

تأجيل متوقع لمباراة النجمة مع المالكية بدوري «فيفا»

من المؤمل أن يقوم مجلس إدارة نادي النجمة اليوم الأحد بمخاطبة الاتحاد البحريني لكرة القدم من أجل تأجيل مباراة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي والمُقرر إقامتها يوم الأربعاء القادم في دوري فيفا لأندية الدرجة الأولى، وذلك بسبب الظروف الحالية التي يُعاني منها الفريق لوفاة المغفور له باذن الله تعالى اللاعب محمد نور الدين، إذ سيكون الجميع منشغلاً في هذين اليومين بأمور تشييع اللاعب، وكذلك هنالك صدمة كبيرة لرحيله وان النادي سيوقف نشاطه الرياضي حداداً على وفاة المرحوم.

وإذا ما وصل الخطاب لاتحاد الكرة، فلابد أن يتعاون في هذا الأمر، وخصوصاً أن الحالة إنسانية، ولا نعتقد أن الاتحاد لن يكون متعاوناً في هذا الشأن، بالذات كون الفقيد هو فقيد الجميع، وسبق له أن كان لاعباً في صفوف المنتخب الأول قبل سنوات.