العدد 3716 - الخميس 08 نوفمبر 2012م الموافق 23 ذي الحجة 1433هـ

وثيقة اللاعنف

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أصدرت الجمعيات المعارضة في البحرين (ست جمعيات هي الوفاق، وعد، المنبر التقدمي، التجمع الوحدوي، التجمع القومي، والإخاء) يوم الأربعاء الماضي وثيقة إعلان مبادئ اللاعنف والتي شددت فيها على انتهاجها أسلوب العمل السلمي في نضالها من أجل المزيد من الحريات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مؤكدةً «أن العنف لا يمكن أن يكون وسيلة لتحقيق مطالب مشروعة أو يستخدم لمنع تحقيق مطالب مشروعة».

وأدانت الجمعيات في هذه الوثيقة العنف بكل أشكاله ومصادره وأطرافه، متعهدةً أن تدعو في أدبياتها وخطابها وبرامجها إلى ثقافة اللاعنف وانتهاج السبل السلمية والحضارية.

لا يمكن إغفال أن هذه الوثيقة صدرت بعد تصاعد أعمال العنف والعنف المضاد في الشارع والتي كانت ذروتها تفجير خمس عبوات ناسفة محلية الصنع يوم الاثنين الماضي، ما أسفر عن سقوط ضحيتين آسيويتين وإصابة ضحية ثالثة بإصابات بليغة. ورغم عدم وجود دليل واحد يربط هذه التفجيرات بالقوى المعارضة في الساحة، وحتى قبل أن تبدأ وزارة الداخلية بجمع الأدلة، تم اتهام القوى المعارضة بجميع فصائلها وتلاوينها بالقيام بهذا العمل عبر جميع وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية.

لقد ظلت الاحتجاجات الشعبية في البحرين، حتى النهاية، متمسكةً بسلميتها رغم الخسائر البشرية التي تكبدتها ورغم سقوط عدد من القتلى والجرحى، ولم تنجر إلى العنف المضاد إلا بعد أن فقدت الجمعيات السياسية سيطرتها على الشارع نتيجة التمادي في أشكال العقاب الجماعي ومحاصرة القرى وإغراقها بالغازات المسيلة للدموع لعدة أشهر، واستخدام أسلحة الشوزن ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا.

في مرافعته أمام محكمة الاستئناف العليا الجنائية قال الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) إبراهيم شريف «عندما يستخدم الطرفان القوة والعنف لفرض إرادة كل منهما على الآخر، فإن الفوارق الأخلاقية والقيَمية بين الطرفين تكاد تختفي ويصبح من الصعب إبعاد اهتمام قوى السلام العالمية للمنظمات الحقوقية الدولية بعدالة قضيتنا، ونستنفد بذلك الرافعة المعنوية التي يحتاجها شعبنا للاستمرار في نضاله من أجل دولة ديمقراطية عادلة. العنف ثقافة ينشأ عليها المستبدون، وهي ثقافة مدمرة للمجتمعات إذا تبنتها الشعوب وقواها السياسية المعارضة، أما إذا كان الهدف هو التحوّل الديمقراطي فإن الوسيلة الطبيعية هي الاحتكام للإرادة الشعبية السلمية، إما عن طريق صناديق الاقتراع، فإذا لم تتوفر، فعن طريق الاحتجاجات السلمية وربما العصيان المدني».

تصاعد أعمال العنف لا يمكن أن يصب في مصلحة القوى المعارضة وقضيتها، ولذلك كان لابد أن تصدر هذه الوثيقة قبل أن تدخل البحرين في وضع أسوأ، ويستغل البعض أجندته لضرب أي تقدم يمكن إحرازه.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3716 - الخميس 08 نوفمبر 2012م الموافق 23 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:47 م

      توقيت غلط و يشكك

      لو وثيقة الا عنف صدرت من قبل و الله لأكتسبم أحترام حتي المختلفين معاكم اما الان أصدارها من عدمة الناس عرفت نواياكم فصعب ارجاع الثقة فيكم نصيحة ان تبحثوا عن طريقة ترجعوا الثقة عن نفسي كمواطن وغيري اخرين صعبة الثقة فيكم الان يمكن احد من الاخوة القراء و المعلقين يقول ان العنف ردت فعل لعنف الحكومة يمكن نكون معه لاكن من اراد استمرار العنف في الاخير هي المعارضة لان الحكومة ليس من صالحها أستمرار العنف حيث انة يضرب أقتصادها

    • زائر 6 | 6:20 ص

      الكلام سهل يا زائر 5

      زائر 5 أن كنت من ساكني القرى مثلي أتحداك أن تصلك الى بيتك كل يوم بدون أن تواجه أطارات مشتعلة تسد الطريق أو تتعرض لخطر زجاجات المولوتوف عن أي حراك سلمي تتحدثون وأنتم ترهبون الناس في حياتهم اليومية و أمنهم

    • زائر 4 | 1:48 ص

      لو نأتي بألف وثيقة ووثقية من يطالب بحقه فهو ارهابي

      اي وثيقة لا تسمن ولا تغني طالما اننا طالبنا بحقوقنا واذا اردت رفع صفة الارهاب عنا فقط علينا التنازل عن كرامتنا وحقوقنا وهل هذه الامور قابلة للمساومة

    • زائر 3 | 1:24 ص

      حدث العاقل بما لا يليق

      لا أدري كيف تصف المعارضة بالسلمية فمن يرمي المولوتوف و الأسياخ ويحرق الشوارع كل يوم .. أعتقد أنهم أناس أتوا من كوكب آخر !!!

    • زائر 5 زائر 3 | 4:29 ص

      زائر 3 متى خرج الناس في الشارع ورموا الاسياخ

      خرج الناس بكل سلمية واريحية حتى لم يحرقوا سيارة شرطة بل اوصلوها سالمة الى مركز المعارض ووضعوا علم البحرين عليها. وواصل الناس الحراك السلمي الى ابعد الحدود ولكنك لا ترى ذلك ولا تسمعه سمعت عن لسان المؤذن ومثلها من القضايا ا.... التي كشفها بسوني وغيره

    • زائر 2 | 10:41 م

      العنف لغة الضعيف

      هناك قوه وقضيه ،والقوه لا تستطيع انهاء قضيه والدليل الواضح لذلك القضيه الفلسطيننيه

    • زائر 1 | 10:00 م

      المعارضة الميتة

      للاسف المعارضة اصبحت ميته وهي في موقف الدفاع، وما تم توقعه حصل في الواقع وهو اشغالها عن الامور السياسية من حيث الهجمة الاخيرة: مزاعم القنابل والأسلحة....،سحب الجنسية، ايقاف المسيرات واخيرا فرض قوانين السلامة قريبا. المعارضة اذا استمرت في هذا الموقف السلبي، اعتقد انها اصبحت مثل الصحف الصفراء او جمعيات الموالاة تشجب وتستنكر ولا فعل يذكر. الشعب وضع الثقة فيكم فكونوا المبتكرين لا كالاحزاب العجوز في مصر ... ارجو تقبل النقد، كفاية تجمعات بدون نتائج.

اقرأ ايضاً