العدد 3718 - السبت 10 نوفمبر 2012م الموافق 25 ذي الحجة 1433هـ

حشود ضخمة تشيع «فتى سماهيج» إلى مثواه الأخير أمس

عائلته طالبت «الداخلية» بالكشف عن تسجيلات الكاميرات التي تراقب الشارع

قريبات المتوفى علي خلال التشييع
قريبات المتوفى علي خلال التشييع

شيَّعت حشود عصر أمس السبت (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) فتى سماهيج الفقيد علي عباس رضي (16 عاماً) والذي قضى يوم الجمعة الماضي عندما صدمته سيارة على شارع الشيخ خليفة بن سلمان وذلك أثناء توجهه مع زميل له لتأدية صلاة الجمعة في قرية الدراز.

وكان المئات من المواطنين توافدوا من مختلف المناطق للمشاركة في موكب التشييع الذي انطلق عند الساعة الثالثة عصراً وحمل نعش الفقيد على سيارة تتقدم جموع المشاركين في التشييع، ثم أدوا الصلاة عليه بإمامة الشيخ جمال أحمد الخرفوش ليوارى فيما بعد جثمان الفقيد الثرى بمقبرة قرية سماهيج.

إلى ذلك؛ قال عم الفقيد لـ«الوسط» إن العائلة مازالت متمسكة برأيها على أن ملاحقة قوات الأمن للفقيد وزميله، بينما كانا متوجهين لتأدية الصلاة؛ هي السبب في وقوع الحادث ووفاة الفقيد.

يذكر أن وزارة الداخلية قامت باغلاق العديد من المنافذ المؤدية إلى القرى الشمالية وذلك بعد دعوات من قبل رجال دين إلى التوجه للصلاة في جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز.

وأكدت العائلة في بيان صادر عنها، أن الفقيد كان مع صديقه يحاولان تخطي الحواجز غير الأمنية ونقاط التفتيش للوصول للدراز والصلاة خلف عالم الدين الشيخ عيسى قاسم، وأنه عند وصولهما دوار القدم وتخطي الحواجز قادمين من جهة جدحفص؛ عبرا الشارع الأول وأثناء عبورهما الشارع الثاني شاهدا مركبة لرجال الأمن تسير في الاتجاه المعاكس نحوهما، فركبا سيارة احد المارة محاولين الهرب منهم لكن الازدحام حال دون تحرك السيارة، فلحقهما رجال الأمن وأنزلاهما من السيارة لاقتيادهما لدورية الأمن.

وأشار البيان، إلى أنه وبعد أن تمكن علي وصديقه من الهرب، قطعا الشارع الأول المؤدي إلى مدينة حمد فيما كانا ملاحقين من قبل رجال الأمن، إلا ان الشارع الثاني المؤدي إلى المنامة لم يكن مزدحماً والسيارات كانت تمر مسرعة.

ونقل بيان العائلة عن الشاهد الذي كان برفقة الفقيد؛ أنه وبعد تمكنهما من قفز الحاجز، أتت سيارتا شرطة مسرعتين باتجاههما، إلا أنهما تمكنا من تخطيها، وقال: «أثناء محاولتي عبور الشارع مبتعداً عن رجال الأمن؛ فإذا بي أسمع صوت ارتطام، وحين التفت نحو مصدر الصوت، رأيت علي يتطاير في الهواء من شدة الاصطدام، فشعرت بالصدمة، وتوقفت في منتصف الطريق حائراً، إلا أن قدوم مزيد من قوات الأمن دفعني إلى الفرار».

وأضاف «واصلت الجري بالقرب من إحدى المزارع، إلى أن أقلني أحد الاشخاص لمنطقة قريبة، ومازالت في ذهني لحظة الحادث حين رأيت علي يتطاير في الهواء، وبعد أن حاولت معاينة مكان الحادث مرة أخرى، فوجئت بأنه تم فتح الشوارع بالقرب من كوبري ودوار القدم، مع عدم وجود أي أثر لعلي أو حادث حدث. كما أني لست متأكداً ممن صدمه».

وأوردت العائلة في بيانها، أنها توجهت بعد ذلك إلى مجمع السلمانية الطبي، بعد أن انتشرت عبر الهواتف صورة ابنها ملقىً على الأرض بعد تعرضه للحادث، وذلك على رغم أن بيان وزارة الداخلية أكد أن الصورة هي لآسيوي قضى نحبه في حادث.

وقالت العائلة: «بحسب ما نقله لنا بعض الشهود؛ فإنه لم يحضر إلى الموقع سيارة إسعاف أو مرور إلى موقع الحادث كما هو معتاد من إجراءات في مثل هذه الحوادث، وإنما تم نقل الجثمان عبر إحدى دوريات الشرطة».

وتابعت في بيانها: «عند وصولنا لطوارئ السلمانية، تم إبلاغنا بأن هناك جثة غير معروفة الهوية، ليتبين لنا لاحقاً أنها جثة ابننا، وبعد أن قمنا بتصوير الجثة، قامت وزارة الداخلية بتعديل بيانها بشأن الحادث، والإشارة إلى أنه مواطن بحريني».

وأيدت العائلة في بيانها ما أوردتها وزارة الداخلية في بيانها بشأن شهادات الشهود على الحادث، إلا أنها اعتبرت أن بيان الوزارة أخلى مسئولية رجال الأمن الذين كانوا يلاحقون ابنهما ورفيقه.

وقالت العائلة: إن «الوزارة ذكرت أن المكان الذي توفي فيه ابننا يبعد عن جامع الدراز الذي كان مقصده، وهو أمر صحيح، لأنها قطعت كل الطرق المؤدية إلى الدراز، وأدى ذلك إلى ازدحام الطرق المقطوعة، ما أدى إلى قيام علي كما غيره، بمحاولة تخطي الحواجز مشياً على الأقدام من أجل الوصول إلى جامع الدراز».

وأضافت «ما يثير الريبة أنه على رغم الازدحام القائم، تم اخلاء الشارع ومسح معالم وآثار الحادث في وقت قصير، وهذا يدفعنا إلى السؤال: لماذا كله هذه العجلة، إن كان الحادث هو حادث سير عادي. كما أن الشارع الذي توفي فيه علي مراقب بالكاميرات الموضوعة على أعمدة إنارة الشارع، وبدورنا نطالب الداخلية بالكشف عن التسجيلات لوقت الحادث كاملة».

وكانت النيابة العامة قد نوهت أمس الأول إلى أنه بشأن ما تم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي من أخبار ومعلومات مغلوطة من وجود ملاحقة أمنية للمتوفى أدت إلى هروبه ما تسبب في وقوع الحادث، وإثارة الشك في هوية السيارة التي صدمته وغير ذلك من أكاذيب بقصد إثارة البلبلة، فهي جميعها محض افتراء يعلم جيداً ناشروها مخالفتها للحقيقة والواقع، وأنها صورة من صور المتاجرة الرخيصة والمتدنية بحياة الأفراد، واستغلال كل الأحداث الإنسانية بما فيها حالات الوفاة لتحقيق أغراضهم في إشاعة الفتنة وبث الأكاذيب.

المئات من المواطنين توافدوا من مختلف المناطق للمشاركة في موكب التشييع - تصوير : محمد المخرق
المئات من المواطنين توافدوا من مختلف المناطق للمشاركة في موكب التشييع - تصوير : محمد المخرق

العدد 3718 - السبت 10 نوفمبر 2012م الموافق 25 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 10:45 ص

      لا لقتل النفس المحترمة

      رحم الله الفقيد ولا لقتل النفس المحترمة ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. اللهم انتقم ممن قتل الشباب شر إنتقام. اللهم يا رب الأرباب إنا فوضنا أمرنا إليك وحسبنا الله ونعم الوكيل فهو الناصر ونعم النصير. اللهم إرنا عجائب قدرتك في الظلمة والظالمين.

    • زائر 32 | 7:09 ص

      وعلي جديد

      كم عليا ستقتلون يا ترى!! ولماذا من اسمه علي بالذاات ? هل هي محض صدفة ? أم أن اسم علي يحمل سرا وراءه ?

    • زائر 30 | 5:03 ص

      بغيتها عون صارت علي فرعون(كاميرات المراقبة)

      بداية النظر في تركيب كاميرات المراقبة والاومر العليا بسرعة انجاز مراقبة الشوارع هلل المطبلين و وو وذكروا محاسن المشروع نحن من جهتنا امنا بالله ارجع لصلب الموضوع عم الشهيد يطالب بعرض ماصورتة كانيرات الموقع ارموا الحجة على اهلها والشاب لنرى الثواني الاخيرة من موته اتدرون ماهو الجواب واحدة من اثنتان يستنزع الكاميرا اوانها متعطلة ونقول ينطبق عليها المثل المذكور في العنوان رحمك الله ايها الشهيد السعيد.

    • زائر 27 | 2:47 ص

      مواطن

      صدق، خوفا على المصلين من التدافع والحوادث،إن دل على شي فإنما يدل على حرص الحكومة من وقوع الحوادث فأسرعت باتخاذ وتوزيع المصلين على بقية المساجد، إذ تعتبر أول حكومة تتخذ مثل هذا ا

    • زائر 23 | 12:51 ص

      لك الجنة ولهم الجحيم

      علي لن تغب عن عيون الصالحين
      فزت يا شمعة الشباب

    • زائر 22 | 12:39 ص

      رحمك الله يا علي وادخلك فسيح جناتة

      تسير قافلة الشهداء في هذا الوطن الجريح المطالب بحقوقة وكرامته وتزهق أرواح شباب أبرياء بدون أية جرم ارتكبوه فصبر جميل والله المستعان، رحم الله شهدائها وفرج عن معتقلينا انه عزيز قدير وبه نستعين

    • زائر 21 | 12:35 ص

      بدون تعليق

      والله كلامهم غير منطقي على طول قطوها على الشرطة احنا كنا موجودين وقت الحادث والسيارة اللي صدمته مدنية

    • زائر 19 | 12:12 ص

      انالله وانا اليه راجعون

      تدمع عيني وينكسر قلبي عندما ارى صور فتيان في اعمار الزهور يتساقطون اما بالشوزن واما بالدهس او الاختناق وغيره من الاساليب الوحشيه الا تعلمون ان اذية الانسان حرام ودمه وعرضه حرام ام انتزعت الانسانيه من قلوبكم فلا ترون الا القتل وزهق الارواح طريقا لحفظ نظامكم حسبنا الله وكفى

    • زائر 18 | 11:54 م

      بعين الله

      تناست الدالخية ان الحادث جرى بعين الله وهو اكبر من كل كبير

    • زائر 16 | 11:08 م

      عجبي

      يتم القبض على شخص في حادثة ( امنية ) في دقائق مع ان لم يراه او يشاهده احد وهنالك 100 شهيد الى الان لم يثبت او يصدر حكم في شخص واحد مع وجود شهود وتصوير لا ويخرج البعض براءة!
      دم الشهداء في جميع الرقاب من سكت ورضي وصفق وضحك واحتفل ( وقفوهم إنهم مسئولون )

    • زائر 15 | 11:07 م

      حسبي الله ونعم الوكيل

      اللهم ارحم شهدائنا ولكل ظالم يوم !

    • زائر 14 | 11:05 م

      جهود جبارة ونتائج عكسية...

      على وزارة الداخلية وقوى الأمن كي تمنع المؤمنين من الصلاة أو تشييع شهيد أن تجعل على باب كل بيت سيارة شرطة ... إن ما جرى يوم الجمعة في الصلاة ويوم السبت في التشييع يؤكد أنَّ كل الإجراءات الأمنية لن تثني الناس عن حقها وما ذاك إلا جهدٌ غير ذي نتيجة تقوم به الحكومة...

    • زائر 13 | 11:02 م

      شهادة لله والتاريخ...

      لي زميل فلسطيني يعمل مدرّساً في البحرين كان يتحدث عن إجراءات الصهاينة لمنع المؤمنين من الصلاة في المسجد الأقصى فيقولُ : إن بطاقة الهوية إذا أثبتت أنك تجاوزت الخمسين عاماً أو كنتَ دون الستة عشر عاماً أو بالنسبة للنساء فلك أن تصلي في المسجد الأقصى المبارك...ونحن هنا كنّا شهوداً على الفرق بين هذه الرواية وما جرى في بلدنا الحبيبة ...

    • زائر 12 | 10:44 م

      ابو كرار

      الحمد لله على هذا القربان والله يتقبل شهيد تروي ارض البحرين بدماهم الله ينتقم منهم

    • زائر 11 | 10:36 م

      لذا المطالبة بتحقيق شفاف ونزيه وأهم شيء محايد لأن الناس لا تثق بسبب إستمرار ثقافة الافلات من العقاب..

      «ما يثير الريبة أنه على رغم الازدحام القائم، تم اخلاء الشارع ومسح معالم وآثار الحادث في وقت قصير، وهذا يدفعنا إلى السؤال: لماذا كله هذه العجلة، إن كان الحادث هو حادث سير عادي. كما أن الشارع الذي توفي فيه علي مراقب بالكاميرات الموضوعة على أعمدة إنارة الشارع، وبدورنا نطالب الداخلية بالكشف عن التسجيلات لوقت الحادث كاملة»..

    • زائر 10 | 10:31 م

      بنت الفردان

      الله يرحمه ويكون في عونهم

    • زائر 7 | 10:16 م

      لكل ظالم يوم

      اللهم صل على محمد وال محمد صبرا ياشعب الصمود النصر قادم \r\nهنيئا له الشهادة وحسن الخاتمة الله يحشره مع محمد وال محمد ويصبر ذويه ويقويهم ونعم الشهادة والخاتمة ياعلي ولكل ظالم يوم عاجلا أم اجلا

    • زائر 6 | 10:14 م

      bahraini

      السلام عليكم ،،يرحمك الله ويلهم اهلك الصبر والسلوان ،،رحم الله من قرأ سورة الفاتحه ...ماجورين

    • زائر 5 | 10:10 م

      bahraini

      al sallam alikum ,,my country force not good for anythink ,,one qustion where does those police graduated from ,,السلام عليكم،من المتعارف عليه في اي بلد في العالم ان رجال الشرطه او الدفاع يكونوا قد اكملوا كليات اومعاهد تؤهلهم من التعامل مع البشر،،سؤال بسيط نريد ين نعرف من اين تخرج راجو ومركاش وفانوس ،شكرا 

    • زائر 4 | 10:04 م

      الى رحمة الله

      فاز الشهيد ونال العز والشرفاء
      هنيءا لك الشهدة يا شهيد الصلاة وفي هذا اليوم المبارك
      والله ينتقم من الظالمين
      ويعجل في هلاكهم

    • زائر 3 | 9:46 م

      رحمك الله يا شهيد

      الشهيد كان يحاول الذهاب للصلاة في الدراز المحاصرة في ذلك الوقت وتم مطاردته من قوات الأمن مما تسبب في استشهاده . الله يرحمه ويدخله فسيح جناته

    • زائر 2 | 9:13 م

      لاتعليق

      ضد مجهول مثل البقية
      في نظرهم دم البحريني رخيص لايحتاج الى تحقيق

    • زائر 1 | 8:53 م

      الله يرحمه

      قل لن يصيبتا الا ما كتب الله لنا الرحمه ع الميت لو ولو خلاص ما تفيد

اقرأ ايضاً