العدد 3721 - الثلثاء 13 نوفمبر 2012م الموافق 28 ذي الحجة 1433هـ

جهرمي: البحرين خامسة العالم في «السكري»... و15 من البحرينيين مصابون به

الرياضة تقلل فرص الإصابة إلى النصف

الباحث البحريني محمد جهرمي
الباحث البحريني محمد جهرمي

قال الباحث البحريني محمد جهرمي «وفقاً للاتحاد الدولي للسكري؛ فإن خمس دول خليجية من بين أعلى 6 معدلات انتشاراً للمرض في العالم تحتل فيها البحرين المرتبة الخامسة»، مشيراً إلى أن 15 في المئة من البحرينيين يعانون من الإصابة بالمرض.

ونوه في تصريح له بمناسبة اليوم العالمي للسكر الذي يصادف اليوم الأربعاء (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012م)، إلى أن معدل انتشار السكري سيزيد بنسبة أكثر في البحرين في العقدين المقبلين، محذراً من مخاطر الوجبات السريعة في مضاعفة فرص الإصابة بالمرض.

وأكد أن خطورة المرض تقع في أن 50 بالمئة من المصابين لا يدركون إصابتهم بالمرض، فهو مرض صامت ومعظم المرضى قد لا تظهر عليهم أعراض، مما يؤكد الحاجة إلى الفحص المبكر لأولئك المعرضين لخطر المرض.

وأوضح أن مرض السكري هو مرض استقلابي ينجم عن إفراز الأنسولين الذي ينظم استخدام للجلوكوز من قبل الخلايا للحصول على الطاقة، والنتيجة هي ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم مما يؤدي إلى تلف في الأوعية الدموية المغذية للأعضاء والأنسجة الرئيسية مثل الكلى والعين والأعصاب والقلب.

وبيّن وجود نوعين رئيسيين للمرض؛ الأول هو المعتمد على الأنسولين، وفي هذه الحالة يجب على مرضى السكري أن يأخذوا حقن الأنسولين اليومية من أجل البقاء على قيد الحياة، وهذا النوع من السكري يتطور عادة في الأطفال أو صغار البالغين، كما بالإمكان حدوثه في أية مرحلة عمرية، أما النوع الثاني، فهو الذي يصيب البالغين، وهو غير معتمد على الأنسولين، فهو عادة ما يحدث عندما يكون الجسم لا ينتج ما يكفي من الأنسولين أو غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل صحيح، وهذا النوع من السكري يحدث عادة لدى كبار السن، أو بسبب زيادة الوزن، أو الوراثة، ويحدث الآن بشكل متزايد في الشباب، وبالخصوص المراهقين، وهو مرض من نمط الحياة المرتبطة بوباء السمنة.

ولفت إلى أن أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة هم من لديهم تاريخ عائلي من مرض السكري (الوراثة)، أو يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، أو يعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو لديهم الدهون والكولسترول الدهون الثلاثية HDL المنخفضة أو العالية.

وذكر أن أعراضاً كثيرة يمكن أن يشعر بها المريض، مثل: الشعور بالعطش الشديد، كثرة التبول، فقدان الوزن، زيادة الجوع، ضبابية الرؤية، التهيج، وخز أو خدر في اليدين أو القدمين، التهابات المثانة أو اللثة، الجروح التي لا تلتئم، التعب الشديد دون سبب، مستدركاً «أود أن ألفت الانتباه، إلى أن بعض الحالات، لا توجد فيها أعراض؛ فمرضى السكري من النوع الثاني يمكنهم العيش أشهر، بل سنوات دون أن يعرفوا أن لديهم المرض، لأن هذا النوع يأتي تدريجياً بحيث لا يشعر المصاب بوجود أي أعراض يمكن من خلالها التعرف على المرض».

وأضاف أن السكري يمكن أن يشهد انخفاضاً كبيراً، إذا فرضت تغييرات معينة في نمط الحياة، فممارسة الرياضة واحدة من أهم العوامل التي تساهم في انخفاض نسبة المرض، بشرط ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مؤكداً أن الدراسات أظهرت أن الرياضة يمكن أن تقلل من فرص الإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى النصف، كما أن الالتزام بنظام غذائي خاص يؤدي إلى خفض نسب الإصابة بالمرض.

ونبّه إلى أن توعية المريض وأهله وفحص علامات المرض قبل حدوثه، يساعد كثيراً في حل المشكلة، لافتاً إلى أن خدماتنا الصحية متطورة ولكن تحتاج إلى التدقيق والتنسيق مع أصحاب الاختصاصات الطبية المتكاملة، مشيراً إلى أنه «ومن خلال تواجدي في مراكز علاجية وبحثية رفيعة المستوى، في بريطانيا وأميركا، وجدت أنهم يملكون برنامجاً لمسح جميع السكان لعلامات مبدئية للمرض، كفحص الأجسام المضادة للمرض الصامت، الذي يؤدي إلى مضاعفات متعددة، كارتفاع ضغط الدم، واعتلال الشبكية، اعتلال الأعصاب، اعتلال الكلية».

إلى ذلك، قدم جهرمي ورقة عمل متميزة في المؤتمر العالمي للمناعة الذاتية الذي عقد مؤخراً بإسبانيا، حيث بيّن أن هناك جيناً مشتركاً بين جميع أمراض المناعة الذاتية يسمى «Olfactory Receptor gene» أو جين الاستقبال المتعلق بالشم، موضحاً أن هذا الجين يوجد في جميع كروموزومات خلايا الجسم البشري ما عدا الكروموزوم «22»، والكروموزوم «Y» الموجود لدى الذكور، وهذا ما يفسر قوة حاسة الشم لدى المرأة.

وأشار إلى أنه من خلال الدراسات والبحوث وجد أن هذا الجين هو واحد من بين 32 ألف جين مختلف لدى الإنسان، يلعب دوراً كبيراً على عدة أصعدة، منها عملية تلقيح البويضة، واختيار جنس الجنين، كما أن له أهمية كبيرة في الرقي بجودة حياة الإنسان.

وكشف أن الدراسة شملت دراسة الخريطة الجينية لجين المناعة الرئيس لدى الإنسان «HLA»، واكتشف وجود منطقة محمية جينياً تتوارث عبر ملايين السنين، وتم معرفة أن أي تغيير جيني بسيط في هذه المنطقة قد يؤدي إلى تغيير في كيماء الجسم يؤدي بدوره إلى الإصابة بالمرض، كما تمت دراسة الجين «HLA»، الذي يقع في منطقة مجاورة لهذه المنطقة، ووجد أن هناك علاقة مع أمراض المناعة الذاتية.

وجاءت الورقة التي طرحها جهرمي نتيجة سبع سنوات متتالية من البحث في مجال الجينات المسببة لداء السكري من نوع ( أ )، وهي تعد كشفاً يسهل الوصول إلى العلاج المشترك بين أمراض المناعة الذاتية.

يشار إلى أن الدكتور جهرمي، قام بكتابة 22 ورقة علمية محكمة دولياً، وشارك في نشر فصول في كتب علمية عريقة، وآخرها كتاب «Type 1 Diabetes» والذي كتب فيه عن آخر وأحدث التطورات في مجال الجينات المسببة لداء السكري من نوع ( أ ) وهو كتاب متوافر عبر «الإنترنت»، وفي في متناول جميع المعنين في هذا المجال من أخصائيين وطلبة.

العدد 3721 - الثلثاء 13 نوفمبر 2012م الموافق 28 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:10 ص

      لا بد من حزم الامر

      لا بد من التعامل بجديه قصوي على المقبلين على الزواج وعدم التهاون في الامر حيث لا يتم العقد الا بموافقه وزارة الصحة و وزارة الصحة لا تعطي هذه الموافقة الا بعد التاكد من الامراض الوراثية وعدم نقلها للاطفال اما انها تعطي موافقه بعد تعهد الزوج والزوجه على تحمل كامل المسؤوليه...
      هذا ليس بكلام سليم بلا حب بلا كلام فاضى اقتلوو اطفالكم في سبيل الحب

    • زائر 1 | 12:08 ص

      الدكتور محمد جهرمي مع التحية

      يعطيك العافية دكتور محمد ما شاء الله عليك دائما مبدع ونشيط

اقرأ ايضاً