العدد 3721 - الثلثاء 13 نوفمبر 2012م الموافق 28 ذي الحجة 1433هـ

«التربية»... والمنهجية التي تعتمدها في التوظيف وتثبيت المتطوعين!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

بعد ما وصلت الانتقادات والتنديدات التربوية بمنهجية وزارة التربية والتعليم في توظيف متطوعين غير المؤهلين تربوياً، كمعلمين ومعلمات وفي مختلف الأقسام التعليمية والتربوية إلى أعلى مستوى، كشف وزير التربية عن تثبيت 3000 متطوع من أصل6300 متطوع، وتوظيف 300 آخرين أيضاً، بعد ما قامت الوزارة مشكورة بتأهيلهم في مدة قياسية جداً لا تتجاوز سنة واحدة، والتي تعجز جميع وزارات التربية في العالم تحقيق مثل هذا الإنجاز الذي حققته في ثلاثة أضعاف هذه المدة، على كل حال لم يتحدث رجال التربية عن مبدأ التوظيف والتثبيت، فهو كما يعتقدون حق لكل مواطن أن يجد له فرصة عمل تتناسب مع مؤهلاته وقدراته وخبراته العملية، ولكنهم يتحدثون عن العمل في سلك التعليم الذي يحتاج إلى متطلبات خاصة في التربية والتعليم، فلا يمكن لأي أحد غير مؤهل أن يقوم بهذا الرسالة الكبيرة.

ويظهر من خلال ما تم في هذا المجال، أن الذين تم توظيفهم من المتطوعين ثم تثبيتهم بشكل نهائي في التعليم وتوظيف أعداد أخرى من الأفراد، جاء نتيجة أن أولئك كانوا عاطلين عن العمل، وإلا لا يمكنهم أن يجمعوا بين وظيفتين في وقت واحد، ويتضح أيضاً أنهم ليسوا من العاطلين المؤهلين تربوياً الذين اجتازوا عدة مرات المسابقات التي أجرتها لهم وزارة التربية، والذين كانوا ينتظرون توظيفهم منذ سنوات طويلة، ويقدر عددهم بالمئات من الجنسين (الإناث والذكور) ومن مختلف التخصصات التعليمية والتربوية. ويظهر أيضاً أن الذين لم يوظفوا من المتطوعين كانوا موظفين في أماكن أخرى، فلهذا لم يتم توظيفهم في مهنة التعليم، واكتفت بمكافأتهم مالياً.

ما يريدون قوله أن إنصاف التعليم هو أن توظيف أي شخص غير مؤهل تربوياً وتعليمياً في هذه المهنة المهمة، يشكل خطورة كبيرة على مستقبل الأجيال الذين يمثلون عماد الوطن في مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والحقوقية والاجتماعية والسياسية والعلمية والأدبية والفنية والرياضية والصحية والطبية والهندسية والتقنية وغيرها من التخصصات التي يحتاجها عصرنا الحاضر. فإذا كان من ينتسب إلى مهنة التعليم ليس لديه دراية كافية ووافية بأسسها الرئيسية، ناهيك أنه غير مؤهل تربوياً ولا تعليمياً، فكيف نتصور حال التعليم بعد سنوات قليلة؟

فجميع المتابعين لشأن التعليم يرون أن مؤشرات التراجع والتدني الكبير في التحصيل العلمي قد وضحت من الآن، وهيئة ضمان جودة التعليم قد رصدت هذا التراجع المخيف بوضوح في تقريرها الأخير، ولا أحد يدعي أن من ينفذ هذه المنهجية بوزارة التربية والتعليم وديوان الخدمة المدنية في التوظيف لا يعلمون خطورة هذه الخطوات العشوائية، فالكل على يقين لا يداخله الشك أن وزارة التربية التعليم هي على اطلاع واسع بخطورة ما تمارسه على واقع التعليم، وتعلم أيضاً أن الخلل الذي أوجدته في التعليم سيكتب في صفحات تاريخ التعليم القاتمة، وتعلم أنه سيكون الأسوأ في عمر التعليم على الإطلاق. رغم كل هذا العلم تصر على المضي في هذا الاتجاه السلبي دون أن تعطي لنفسها الفرصة لمراجعة نتائج ما اتخذته من إجراءات في هذا السبيل، والتي رصدت لتنفيذها أموالاً كبيرة، قد يصل ما رصد لتثبيت وتوظيف 3300 فرد على مليون وثلاثمئة دينار شهرياً، وقد لا يقل المبلغ المرصود سنوياً عن 15 مليون دينار، وهذا لا يشمل بطبيعة الحال ما رصد للمكافآت المالية التي دفعت إلى أكثر من ستة آلاف متطوع، والتي تقدر بملايين الدنانير، وجميع الأموال التي أنفقت ومازالت الوزارة تنفقها على هذا الشأن، لم تكن من ضمن موازنة وزارة التربية والتعليم التي رصدت لها للعامين 2011/ 2012، من المعروف أن هذا النوع من الإنفاق الإضافي الكبير يحتاج إلى ضخ مال إضافي تعتمده السلطة التشريعية بعد دراسته جيداً من جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والمهنية والوطنية، والنظر إلى مدى ووجاهة الغرض الذي من أجله تصرف مثل هذه المبالغ الكبيرة، ومقدار الفائدة المرجوة التي تعود على الجهة التي يتم الصرف من أجلها، ونقصد مستقبل الطلبة والطالبات التعليمي والتربوي، من المفترض إذا لم تكن مستوفية تماماً لكل الاعتبارات الوطنية والتعليمية والتربوية والاقتصادية، يرفض اعتماد المبالغ الإضافية في مثل هذه الحالات، هل مرت المبالغ قبل أن تصرف بهذه المراحل المعتادة أم لا؟ وإذا تم اعتمادها من قبل السلطة التشريعية، ما هي الأسس القانونية التي اعتمدت عليها في الموافقة؟

فهناك أسئلة كثيرة يثيرها من لديه معرفة بخطوات اعتماد مال إضافي لأي وزارة، وأسئلة كثيرة يثيرها رجال التربية حول معايير التوظيف في التعليم التي تجاهلتها وزارة التربية في العامين الماضيين بصورة أوسع وأكبر فاق كل التنبؤات.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 3721 - الثلثاء 13 نوفمبر 2012م الموافق 28 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 4:19 م

      من الواقع

      ابنتي من المتفوقات طول فترة الابتداءي .
      الان في اول اعدادي .... ، ومدرستهم من المتطوعات في مادة اللغة العربية ،،، صدقوني وانا لااكذب ان شاء الله ... بآن الصف كله اصيب بانتكاسه وعلامات منتصف الفصل اصابتهم بالانهيار واخذوا يبكون في الصف ومن ضمنهم ابنتي .... وعندما اشتكى بعض اولياء الامور على مستوى هذه المدرسه ..... احضروا اولياء الامور المشتكين وعمل لهم شبه تحقيق وتهديد كونهم ارادوا ابلاغ الادارة ..... واترك التعليق لكم على من يتستر علي هذا مستوى من التعليم..

    • زائر 13 | 3:21 ص

      ايش تقول

      تركتوا المدارس ورحتوا الدوار والحين تصيحون

    • زائر 14 زائر 13 | 3:58 ص

      هو نفس الفكر

      الدوار الدوار الدوار... نفس الاسطوانة المشروخة ، حكم ضميرك يا أخي وانظر من يعيث في الأرض فسادا .. ضاق الناس ذرعا

    • زائر 11 | 2:07 ص

      للتذكير

      لماذا تطوع "المتطويعين" في المقام الأول؟ ادع الاجابة لك سعادة النائب

    • زائر 10 | 1:50 ص

      تحيه

      تحيه الي الدكتور علي فخرو

    • زائر 6 | 11:48 م

      يااستاذ انت تتكلم بالمنطق والطرف الاخر لايهمه هذا المنطق

      انما مصلحته فوق كل منطق وتحليل

    • زائر 8 زائر 6 | 12:40 ص

      حساب الله عسير

      ما ذنب من تخرج من الجامعة من قبل سنوات ويقدم للوظيفة عدد من المرات بالتالي يقولون لم تجتاز الامتحان والآن المتطوعين من غير مؤهلات يوظف على حساب ناس مستحقة ولكن اقول الله على الظالم جاينكم يوم يا الظلام وين بتروحون

    • زائر 5 | 11:14 م

      عزيزي لا تخاف على الأجيال

      نصف الأجيال لها أولياء أمور ولهم الله يعينهم، اما بالنسبة للنصف الثاني من الأجيال فهم ..... ، فمن وجهة نظر الدولة انها لا تحرق أعصاب اهل البلد الاصليين و الأكفاء بوجود اعداد ممن لا يتكلمون العربية او ممن تتنافى اخلاقهم ولا تتجانس مع البقية بسبب العنف والنفاق والتعالي... فيظل الكفاء محتفظين بعقولهم لأنفسهم وغيرهم يحصل على الوظيفة و المعاش ولن تحترق أعصابه لانه لا يكترث اصلا.

    • زائر 4 | 11:08 م

      عاطلة خدمة اجتماعية

      تسلم ع المقال الرائع،، اجتزت الامتحان والمقابلة بكل جدارة بوزارة التربية والتعليم ومن نراجعهم قالوا على قائمة الانتظار بعدين نتفاجئ بتوظيف كل من هب ودب لكن ما نقول الا لله المشتكى والصبر مفتاح الفرج وان شاء الله تنفرج الأمور لكل العاطلين والمحرومين ويحصل كل واحد على تعبه وجهده

    • زائر 3 | 11:02 م

      أحنا ندرس سنوات وسنوات ونجتهد ونجلس في البيوت

      أحنا ندرس سنوات وسنوات ونجتهد
      والمتطوعين لا يملكون القدرة على التدريس يوظفون ونحن عاطلون
      أين العدل
      بعضهم لا يملكون حتى شهادة ثانوية
      أين معايير التوظيف في التربية أصبحت الشهادة لا تعبر عن شيئ لديكم

    • زائر 2 | 10:58 م

      كان فى السابق جميع المؤسسات الحكومية والاهلية تبحث عن الجودة

      نظام الايزو IZO نطام ارتقي بجميع المؤسسات بمختلف نشاطاتها الى جودة العمل والعطاء والكل يسعى اليه لذرجة ان المؤسسات الخدمية سعت وبقوة الى الحصول على هذه الشهادة من اجل الوصول والارتقاء الى جودة الخدمات ووزارة التربية احد هذه المؤسسات او الوزارات بالرغم من انها لا ترسي اي عطاء يفتقر الى هذه الشهادة وسؤلي هنا هل سعادة الوزير يعلم معنى ( جودة )اعتقد لا ، لأنه يرغب بأن يثبت للمسئولين الاعلى بأنه احتوى الأزمة ولديه البديل والدليل خروجه بين الفينة والاخرى يكرم متطوعة مفلسة بدون مؤهل بالتدريس اف يازمن

    • زائر 1 | 9:45 م

      المتطوعين في التربية

      شكرا استاذ
      يبدوا ان قسما كبيرا من رواتب الموظفين سيذهب لاثراء فئة المتطوعين فالاستقطاع من رواتب الموظفين لا يزال قائما عن نفسي كمدرس فقد استقطع مني راتبا كاملا و بالطبع فقد ذهب لتغطية رواتب المتطوعين السؤال اين تذهب مستقطعات المعلمين؟ هو في قبيل ما هي مخرجات/ضحايا المتطوعين من الطلبة. الامر لا يحتاج كثيرا للتفكير فبعض المتطوعين لا يتقن تشغيل الحاسوب او حتى تقديم درس مدته 15 دقيقة. ولنكن دققين أكثر فقدرات المربي وهمومه تختلف كليا عن مكتسبات المتطوع من الدنانير

اقرأ ايضاً