العدد 3724 - الجمعة 16 نوفمبر 2012م الموافق 02 محرم 1434هـ

حقوق الإنسان ليست استعماراً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في الفترة الأخيرة عادت بعض التصريحات تتحدث عن حقوق الإنسان بصفتها منظومة غريبة عن «خصوصية» منطقتنا، وأن هذه الحقوق تستخدم من قبل دول كبرى كنوع من الاستعمار الجديد. هذا الحديث ليس صحيحاً، وذلك لعدة أسباب؛ فمن ناحية أساسية فإن جميع الدول الأعضاء قد توصلت إلى قرار مشترك في المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان الذي نظمته الأمم المتحدة في فيينا العام 1993 وهذا القرار المشترك نص على «عالمية» حقوق الإنسان. وهذه العالمية تعني أن الحقوق المستوجبة لأي إنسان متساوية مهما اختلف مكان هذا الإنسان أو لونه أو أصله أو عرقه أو مذهبه.

ومفهوم «العالمية» مهم؛ لأن كل بشر له كرامة وحقوق أساسية لا يمكن التنازل عنها تحت أي عذر كان. كما أنه لا يمكن لأي دولة، مثلاً، أن تقوم بتعذيب أي شخص، سواء كان من مواطنيها، أم أجنبياً يعيش داخل أراضيها. فأي ثقافة تقول إن لها خصوصية تسمح بتعذيب الآخرين تُعتبر غير إنسانية. ولهذا السبب فإن الأمم المتحدة عندما أصلحت أجهزتها قبل عدة سنوات استُحدث الاستعراض الدوري الشامل (UPR) للملف الحقوقي لكل دولة من دول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة والبالغ عددها 193 دولة.

ثم إن قضايا حقوق الإنسان ليست حكراً بيد أية دولة كبرى، بل إن منظمات حقوق الإنسان والصحافة الحرة تستهدف هذه الدول الكبرى وتفضحها باستمرار. فالذي فضح ما كان يحدث في سجن أبو غريب، وغوانتنامو، والسجون الطائرة، وغيرها إنما كانت الصحافة الدولية والمنظمات الحقوقية. وعليه، فإذا كانت حقوق الإنسان «استعماراً» فإن من يقول هذا الأمر يفترض بأن الحركة الحقوقية العالمية لها قوة أعلى من الدول الكبرى، وهذا قول يحتاج إلى إثبات عقلاني.

لقد اعتمد دستور البحرين الطابع «العالمي» لحقوق الإنسان، تماماً كما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وصادقت البحرين على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (بحكم القانون رقم 56 لسنة 2006) وأصبحت أحكام هذا العهد واجبة التنفيذ محلياً، ونحن لسنا ملزمين بالمعاهدات الدولية فحسب، وإنما أيضاً بالالتزامات التي تعلنها الحكومة أمام لجنة بسيوني وأمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف. إن الالتزام بتنفيذ هذه الوعود ليس خضوعاً لاستعمار، وإنما تثبيتاً لمكانة الدولة أمام المجتمع الدولي، وهذا سيكون أفضل رد على من يقول بأن التوجه الرسمي الحالي يتمثل في تضييع الوقت وتأخير المصالحة وذلك من أجل تجنب الإصلاحات السياسية الملحة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3724 - الجمعة 16 نوفمبر 2012م الموافق 02 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 11:21 ص

      bahraini

      al sallam alikum ,,this is very important subject ,,but im very sure so many people on this island dont want hear it because it is the way for democracy ,,thanks doctor al jamri

    • زائر 18 | 7:02 ص

      جمعية حقوق من بضبط

      لو كانت جمعية حقوق الانسان جمعيه حقوقية وذات فعاليه عالمية اينها من قضية فلسطين،سوريا،اليمن،السودان،افغانستان ايران والأمثلة كثيرة ولكن هيه جمعيه تدور اين مصالحها ومصالح من يحكمها والأمثلة كثيرة على فعاليتها هي والجمعيات الاخرى.

    • زائر 17 | 4:31 ص

      حقوق الانسان

      والله يادكتور الجمري,ماوجكم رأسكم عن الكلام في حقوق الانسان في بلد حفض النظام وترون أن الحكومه أنشئه وزارة تدافع عن الدوله ضد منظمات المجتمع المدني الذي ترصد الانتهاكات التي يقوم بهاء منتسبي حفض النظام,في المحافل الدوليه بدل الدفاع عن حقوق الانسان.

    • زائر 14 | 3:30 ص

      هل يوجد دين يدعوا الى حقوق الانسان والمساواة؟ الجواب كلا

      كل الدساتير السماوية والارضية والديانات تدعوا الى العنصرية والتمييز والاقصاء لا يوجد دستور سماوي يقول بحقوق بني البشر ولذلك كل من يتولى زمام الامور فيجب عليه ممارسة العنصرية والظلم والجور فهذا ما تدعوا اليه اديان الله ودساتيره وهذا ما تدعو اليه الدساتير الارضية.
      لا حقوق للاسنان ولا هم يحزنون من وين انتوا جايبين لنا هالكلام وطالعين هالطلعة
      كل يوم خل الاوادم تحكم على كيفها . وبعدين ما يستاهلون المسؤلين اللي يسهروا على راحتنا ليل نهار ان يتمتعوا ببعض الملايين وبعض الاراضين في النهاية هي لهم

    • زائر 16 زائر 14 | 4:15 ص

      ما شاء الله على هلثقافة الحلوة,,,,,

      عيني عليك باااااردة,,,,,

    • زائر 13 | 2:44 ص

      ما يضحك اكثر في الموضوع انهم باتو ا يتكلمون عن عيوب الديمقراطية ..

      المضحك في الموضوع ان من يبغضون حقوق الإنسان و يتمنون موت كل من يخالفهم في الرأي ( خصوصا اذا كان من المسلمين..!!) .. باتوا يتكلمون عن عيوب الديمقراطية .. و كأنهم يعرفون ما تعني الديمقراطية بالفعل. . و يتباكون على الأنظمة الدكتاتورية التي انهارت و يسعون لبناء و المساعدة على بناء انظمة دكتاتورية جديدة .. ما اتضح لي من الربيع العربي ان المشكلة يوما لم تكنت في الحكام العرب بقدر ما هي في الشعوب العربية ذاتها التي احبت الأنظمة الدكتاتورية و باتت تلقب كل حاكم بعد موته بالشهيد ..

    • زائر 12 | 2:00 ص

      بفضل الأعلان العالمي لحقوق الأنسان تم تحريم والقضاء على نظام العبودية والجواري

      حقوق الأنسان قبل أن ينص عليها ويقرها المؤتمر العالمي لحقوق الأنسان كانت في مهب الريح تتقادفها وفقا لأسياد المجتمع الاقوياء بالمال ومتاريس الاديان أن تحريم الاسترقاء والعبودية الذي كان سائدا في بلادنا العربية والذي كان يأخد اشكال عديدة جاء به النص العالمي لحقوق الأنسان ومن ينكر هذا فأنما يحاول أن يخفي الحقيقة ، في العهود الغابرة كان مسلما به اقتناء العبيد والجواري عن طريق السبي أو الشراء وكان لزعماء المال والدين النصيب الاكبر لكن اليوم ووفقا لحقوق الانسان لا يستطيع هؤلاء ممارسة حقهم الذي اعتادوه

    • زائر 11 | 1:49 ص

      الرجوع بالذاكرة الى الوراء:-

      فقد كانت نفس "الجهة" التى تدعي اليوم ان الرضوخ لحقوق الانسان هو رضوخ الى الأستعمار,,,,,,
      كانت نفسها تردد في التسعينات ان الديمقراطية فكرة "دخيلة" على مجتمعاتنا,,,,,
      فبعد ان خرج الأستعمار من الباب عاد إلينا من الشباك على حصان طروادة كما تدعي,,,,,
      هل تذكرون,,,,,تراه نفس هي نفس الجهة التي تجهد نفسها لجر البلد للوراء,,,ولكن هيهات,,,,

    • زائر 10 | 12:51 ص

      حقوق الانسان ليس فضلا

      حقوق الانسان اوصى الله بها وهذا ما اكدته الاديان والشرائع وليس لاحد منة على احد

    • زائر 9 | 12:39 ص

      حقوق الانسان

      في القران الكريم و شرعنا الحنيف قبل اي امه اخرى. للاسف نحن احر من نطبق شرعنا.

    • زائر 8 | 12:22 ص

      حقوق الانسان من ايام الرسول

    • زائر 7 | 12:06 ص

      الأجدر الخرف من الخالق

      اذا كان البعض لا يخاف الله في عمله أتراه يخاف شيئا آخر! و ان خاف، هل يردعه شيئ ؟ قد نقول فطرة الانسان ان لديه ضمير، و لكن هل الضمير حي؟ نحن مسلمون و لو كنا حتى من اهل الكتاب فلدينا ارث لا يضاهيه شيئ وهو شرع الله المنزل والإسلام بالعقلانيه صالح لكل زمان ومكان، فالذي ترك هذا اتوه يلتزم باي نصوص دولية؟ و عالمية؟ ولو انها حتى مستسقاة من كل كتب السماء!
      مات الضمير و ماتت الانسانية لدى الأعم الأغلب .. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    • زائر 6 | 11:59 م

      ليست القوانين او الدستور من يحكم

      فيكفينا الاسلام
      لكن من يريد كرامة شعب البحرين

    • زائر 5 | 11:33 م

      بعيدا عن تلك المنظمات العالمية

      بعيدا عن تلكم المنظمات وما اقرته من حقوق للانسان وكفلته .. ألم يقر الاسلام ذلك وان الناس سواسية كأسنان المشط ؟ فإذا لم يسعكم الاعتراف بحقوق الاتسان التي اقرتها المنظمات الدولية فماذا ان تشريعات الاسلام التي تكفل حقوق الانسان سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين والتي تحرم وتمجرم ايضا اهدار كرامته والتمييز ضده وتعذيبه ..

    • زائر 4 | 11:08 م

      لماذا هذا التسطيح

      التسطيح لايجدي وانما يظهر مستوى الفهم ومدى المغالطة أهكذا تدار الأمور
      لا والف لا امعنوا العقل والقلب فامانتكم عظيمة ومسئوليتكم أعظم اليوم وغدا
      شبع السامع للخصوصية حتى غدت حجة فاسدة ومنتهية الصلاحية نعم تصدق
      الانتهاء يصدق على منتهي الصلاحية

    • زائر 3 | 10:18 م

      التعذيب و الاضطهاد استعمارا

      حقوق الانسان تتعارض مغ ثقافة المحتل بل على العكس ان التعذيب و الاضطهاد و سياسة التفريق بيت المكونات المجتمعية لتحقيق الهيمنة و تقريب طرف و ابعاد آخر هي سياسة المستعمر . جميع مكونات المجتمع لابد ان تشارك في الحكم و صنع القرار فأي دعوة استعمارية في هذا ؟

    • زائر 2 | 9:09 م

      حقوق الانسان اسلامية أيضاً

      حقوق الإنسان - قبل أن ينص عليها المؤتمر العالمي لحقوق الانسان - هي حقوق أصيلة في المجتمع الاسلامي ، ومن ينكرها فإنما يتنكر لإسلامه أولا و للانسانية ثانيا.. رسالة الحقوق لزين العابدين فيها اشارات عامة بذلك... إن التذرع بأن حقوق الانسان نوع من الاستعمار ماهي الا للاستمرار في القمع و المداهمات والتنكيل بالإنسان من دون الاحتفاظ له بأي حق

اقرأ ايضاً