العدد 3727 - الإثنين 19 نوفمبر 2012م الموافق 05 محرم 1434هـ

التضييق على الحريات وممارسة الشعائر الدينية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مثلما أن العنف لا يولِّد سوى العنف المضاد، فإن التضييق على الحريات العامة وممارسة الشعائر الدينية، لا يولّد إلا التعصب والتطرف.

لقد ظلت الطائفة الشيعية وعبر التاريخ تمارس شعائرها الدينية بحرية تامة، وكان عددٌ كبيرٌ من أبناء الطائفة الأخرى في سنوات مديدة يشاركون إخوانهم في الدين والوطن، في إقامة هذه الشعائر فيحضرون مواكب العزاء ويساعدون في إعداد الولائم ويتبرعون بما جادت به أنفسهم الكريمة للمساهمة في دعم المآتم والحسينيات تعبيراً عن حبهم لآل بيت النبي (ص). وشخصياً أعرف إحدى السيدات الفاضلات اللواتي ما زلن يوفين بنذرهن في كل موسم عاشوراء فتقوم بإيصال مبلغ مالي إلى الوالدة لتقوم بدورها بإيصال المبلغ إلى المأتم.

لم يكن أحدٌ يعارض مظاهر الحزن وتركيب الأعلام السوداء في مختلف المدن والقرى، وكان ذلك من طبيعة الأشياء، وحقاً مكتسباً توارثته الأجيال. وكان تثبيته واضحاً في دستور مملكة البحرين الذي ينص على أن «حرية الضمير مطلقة، وتكفل الدولة حرمة دور العبادة، وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقاً للعادات المرعية في البلد».

ما يحدث الآن من تضييق على ممارسة هذه الشعائر الدينية، من خلال استدعاء عددٍ من الخطباء للتحقيق معهم واحتجاز أحدهم، والتحقيق مع مسئولي المآتم، وإزالة الأعلام السوداء والشعارات من القرى بشكل استفزازي، واعتقال وإهانة قوى الأمن من يعملون على تركيب هذه الأعلام والشعارات، لا يمكن أن يسهم في نشر مفاهيم التسامح الديني وقبول الآخر، وإنّما يساهم في إذكاء روح الطائفية البغيضة، والتعصب والتطرف، في حين أن العالم في العصر الراهن ينشد ويدعو إلى التسامح والتعايش بين الأديان والمذاهب المختلفة.

وزارة الداخلية أشارت في بيانها يوم أمس الأول (الأحد) إلى استدعاء عدد من القائمين على المآتم، واتخاذ الإجراءات القانونية - أي الإحالة إلى النيابة العامة - بحق عدد من الخطباء والرواديد بسبب تجاوزات صدرت منهم أثناء تنظيم فعاليات موسم عاشوراء، ولم يشر البيان إلى طبيعة هذه التجاوزات، ما جعل الباب مفتوحاً للتأويلات والتفسيرات المختلفة، إذ أشارت بعض المصادر إلى أن بعض الخطباء اتُّهموا بازدراء الدولة الأموية.

ما رشح من معلومات بعد التحقيق مع عدد من الذين تم استدعاؤهم، يشير إلى أن التحقيق تركّز حول التطرق إلى الأمور السياسية وما يقال عن تحريض على كراهية نظام الحكم والازدراء به.

التهم الموجهة إلى الخطباء تمت من خلال التسجيلات الصوتية لخطبهم، ما يعني أننا دخلنا لمرحلة جديدة من التضييق على حرية الرأي والتعبير، حيث يتم مراقبة وتسجيل كل ما يقال أو يكتب، ويبدو أن القادم أسوأ بكثير.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3727 - الإثنين 19 نوفمبر 2012م الموافق 05 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 8:55 ص

      شكرًا لكم

      زاده عداد المشاركين احياء ليالي عشوراء في كل المناطق والحسينيات كلما أرادو التضيق على الشيعة زادا أ عدادهم حتى الى اهملو منا هذي الشعائر الان يصرو على أحيا ها

    • زائر 35 | 7:40 ص

      سيدي يا حسين

      لو قطعوه أرجلنا واليدين نأتيك زحفآ سيدي ياحسين

    • زائر 28 | 5:15 ص

      الرد هو

      كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا

    • زائر 25 | 5:03 ص

      ضياع وطن

      هذا كله يقود الى احتراق الوطن بالكامل والسلطة لا تخاف على الوطن بل على مصالحها

    • زائر 24 | 4:47 ص

      لماذا !!

      لقد بدأت المقال بكلام صحيح وجميل ألا وهو "لقد ظلت الطائفة الشيعية وعبر التاريخ تمارس شعائرها الدينية بحرية تامة" اليس بالاجدر ان يتسائل الواحد منا ماذا فعلنا لكي يضيق علينا؟ لقد ارتكبنا جريمة في حق الوطن ولم نقدر حق التقدير مساحة الحرية المتاحة لنا الي ان وصلنا الي ما نحن عليه! الاجدر ان نقوم بتصحيح الاخطاء والاعتذار من شركائنا في الوطن بدلا من ان نتظلم! العاقل يحافظ علي مكتسباته ويجتهد للمزيد وليس العكس.

    • زائر 34 زائر 24 | 7:31 ص

      الحرية حق وليس منحة حتى يمنّ بها علينا

      شهالكلام اللي تقوله

    • زائر 23 | 4:35 ص

      شنهوا رايك

      يا اخي انت تقر انه تم تسجيل خطبهم وكل شئ موثق وانت تعتترض على التسجيل وتسميه تضييق على الحريات ، يعنى السب واللعن صحيح في عرفك وتجيزه ؟ حرام ليش اللف ، يجب ان تدعو للمحبة بين الشعب والا احترام القانون هذا واجب الشرفاء جميعا

    • زائر 22 | 4:30 ص

      شنهوا رايك

      يا اخي انت تقر انه تم تسجيل خطبهم وكل شئ موثق وانت تعتترض على التسجيل وتسميه تضييق على الحريات ، يعنى السب واللعن صحيح في عرفك وتجيزه ؟ حرام ليش اللف ، يجب ان تدعو للمحبة بين الشعب والا احترام القانون هذا واجب الشرفاء جميعا

    • زائر 21 | 2:58 ص

      ليس لدينا ما نخفيه

      زمن الجواسيس والمخابرات اأصبح من الحقبة السابقة ولا أنفي وجوده بتاتاً ولكن لم يعد يخفى على أحد أننا نمارس شعائرنا بكل وضوح ولا نخفي شيئاً على العكس معظم المآتم تغطي فعاليتها عن طريق الإنترنت وقلما نجد مأتماً كبيراً ليس له موقع الكتروني بل تطورنا بحيث أن الكثير من المآتم لديها بثاً مباشراً ةبامكان أي أحد

    • زائر 20 | 2:39 ص

      دخلنا مرحلة؟ ليش احنا طلعنا منها عشان ندخل فيها مرة ثانية

      الاستاذ جميل نحن لم نخرج من مرحلة التجسس وعد انفاس الناس حتى ندخل فيها كانت موجودة وكنا تحت الملاحظة الدائمة ومن كان غافلا ذلك فهذا شانه
      بالنسبة لي لم اثق يوما ان هناك حقيقة تغيرت على ارض الواقع بل على العكس كنت اتوقع امور كثيرة خاصة بعد ظهور التقرير المثير زادنا اطمئنان ان شكي في محله

    • زائر 16 | 1:37 ص

      شكرا لك ايوها الاخ جميل

      جعلك من المحبين الى اهل البيت وحشرك مع الحسين واصحابه عليهم افضل الصلاة . هذه ثورة حق ومسدده ومؤيده من الله ومن رسوله الكريم وقد تكفل عزوجل بحفظها حتى تقوم الساعة وكل مامر طاغية وحاوله طمسها تجددة في قلوب الأحرار فلينظر هؤلآء الى من سبقهم ماذا فعلوا في اهل البيت ومحبينهم من قتل وملآحقه وتنكيل ونهجير وتعذيب هل قدرو وهل تمكنو من حجب انتشار هذه الثوره المباركه ؟ السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وانصار ومحبين الحسين

    • زائر 15 | 1:31 ص

      المنع او المضايقات تزيد الناس اصرارا هذه نظرية معروفة للجميع

      إذا اردت ان يذاع سرا فاخبر من تقول له انه الامر في غاية السرية واذا اردت لامر ان ينتشر فحاول منعه تعسفيا هكذا هي الامور تسير وخاصة المتعلقة بالمعتقدات العشبية والدينية فان الحرب عليها يزيد الناس تشبثا بها خاصة وان كان المعتنق لهذه المباديء على قناعة تامة وله ادلته على صحتها وثباتها

    • زائر 14 | 1:28 ص

      استطاع صدام اخماد الصوت الحسيني لسنوات بسيطة واذا بالصوت يعود مرة اخرى اقوى واقوى

      سخّر صدام حسين طاقات العراق كلها من اجل اخماد الصوت الحسيني وقد بدى له انه نجح في ذلك ولكنها كانت استراحة المحارب التي ريثما يفر منها عائدا للمعركة وبالفعل هاهي الآن الملايين تحي الشعائر الحسينية بقوة وباضعاف ما كانت عليه وباصرار وذهب صدام كما ذهب المتوكل العباسي الذي فعل نفس الفعل وبقيت الشعائر السحينية

    • زائر 12 | 1:09 ص

      bahrain

      قيلت من مئات السنين ابد والله ماننسى حسينا وستستمر الى قيام الساعة هذا تاريخ عظيم لايمكن لاأحد ان يطمس تاريخ العظماء والثورات العظيمة عهد من الله عز وجل

    • زائر 10 | 12:39 ص

      الساكت عن الحق شيطان أخرس

      لو تملكك الخوف فلا تتنفس لان هناك من يحبس انفاسك فتخنق نفسك،لو كنت بوذيا او يهوديا او بدون فانا ساحترم ما تؤمن به لخصوصيتك به،يوم التسامح العالمي بحسب وزير حقوق الانسان يحترمه،لكن ما يحصل لا يعنيه، مجلس نيابي يرفض محاسبة نائب لهجومه على طائفة قمة في التمثيل والتماثل

    • زائر 9 | 12:25 ص

      لماذا الاحتجاج

      الغريب انكم جماعة ما ينقع في عيونكم كل اللي تقوم به الدوله من خدمات متمثلة في جميع وزارات الدولة من البلديات والصحة والداخلية وتعطيل يومين كل هذه الامتيازات لا يمكن ان تتمتع بها اي دولة في الشرق وكل هذا مظلومين لان امتد السواد لجميع المناطق قامت الدنيا ولم تقعد انتم تقوم بشعائركم ما ذنب باقي السكان

    • زائر 43 زائر 9 | 3:10 م

      اللي يتضايق من نشر السواد و من إقامة الشعائر لا يسكن في مناطق الشيعة

      روحوا سكنوا في الرفاع و القضيبية و ريحوا روحكم

    • زائر 8 | 12:14 ص

      مواطن اصلي

      كل الذي كان مسموح في الماضي ولو كان مخالف تماما للكناب والسنه انتهي علي اعتبار انكم شركاء في الوطن والمصير واحد لكن بعد انكشافكم والدعوه الي الغاءنا من الوجود نحن بني اميه كما تدعون يجب وقفكم عند حدودكم

    • زائر 5 | 11:24 م

      انها التضييق الجديد الممارس

      وذلك لطمس هذه الشعائر او الحد منها. وهذا لن يحدث فهي حق عقائدي يمارس ولن نقبل ان يقوض.

    • زائر 4 | 11:08 م

      وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون

      اي و الله القادم أسوأ بكثير حيث ان كل ماتقوله و تكتبه تُحاسب عليه مع كثرة الجواسيس و المخابرات بشكل كبير و هم منا و فينا و هذا هو الشيئ المؤلم حقيقةً قال الله تَعَالَى " اِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَان فَأَنْسَاهُمْ ذِكْر اللَّه " أَيْ اِسْتَحْوَذَ عَلَى قُلُوبهمْ الشَّيْطَان. هالمخابرات نسوا ان وراهم كتاب و حساب خلّ اللي بالقلب بالقلب ياخوي جميل و الله يعطيك ألف عافية

    • زائر 3 | 11:08 م

      القادم أسوأ

      لا شك أن القادم أسوأ بكثير من ما هو سيءٌ الآن.. اضطهاد واستبداد على كل المستويات.. والموت والسجن والعذاب والتنكيل لمن سيتفوه... ومن الحجاج عاد

    • زائر 1 | 9:58 م

      تقطيع الجسور

      الشيعة على هذه الارض بدأوا بعيد وفاة النبي مباشرة حتى اتهموا بالردة لانهم اعتقدوا ان عليا هو من يجب ان يتولى الخلافة فرفضوا غيره و بقوا موالين للبيت الهاشمي حتى وصف صاحب كتاب التحفة النبهانية اهلها بانهم روافض متعصبون ما اقصده ان التشيع عتيق في البحرين بعمر اسلامهم فلا جدوى من محاربته و تبني اساليب و افكار التكفيريين لاقصاء الشيعة وتهميشهم و النيل من معتقداتهم

اقرأ ايضاً