العدد 3728 - الثلثاء 20 نوفمبر 2012م الموافق 06 محرم 1434هـ

مقاتلات سورية تقصف ضاحية على أطراف دمشق لليوم الثاني

قال نشطاء معارضون إن الطائرات الحربية السورية قصفت اليوم الاربعاء (21 نوفمبر/تشرين الثاني 2012) ضاحية داريا الواقعة على الطرف الجنوبي الغربي لدمشق مع تواصل المعارك العنيفة لليوم الثاني على التوالي عند مشارف المدينة في تحد لسيطرة الرئيس بشار الاسد على العاصمة.

وقصفت طائرات ميج السورية داريا الواقعة وسط اراض زراعية قرب الطريق السريع الجنوبي حيث يقاتل المعارضون وحدات من الحرس الجمهوري انتشرت حول الضاحية التي تعد مركزا رئيسيا للمعارضة في الانتفاضة المندلعة ضد حكم الاسد منذ 20 شهرا. وقال تلفزيون الاخبارية الموالي للحكومة ان الجيش بدأ حملة لتطهير داريا ممن وصفهم بالارهابيين وعرض لقطات لجنود على أطراف البلدة حيث قال نشطون ان 23 شخصا قتلوا في اليومين الماضيين. لكن معارضين ونشطاء أشاروا إلى أن قوات الأسد تواجه صعوبة في طرد قوات المعارضة أشد منها في آخر مرة دخلت فيها الضاحية في اغسطس/ آب.

وبعد أشهر من التقدم البطيء الذي شابه سوء التنظيم ونقص الإمدادات استولى مقاتلو المعارضة على عدة مواقع للجيش عند مشارف دمشق وفي المناطق النائية في الاسابيع القليلة الماضية ومن بينها قاعدة للقوات الخاصة قرب مدينة حلب المركز التجاري لسوريا وموقع للدفاع الجوي قرب البوابة الجنوبية للعاصمة وفقا لنشطاء وتسجيل مصور ودبلوماسيين يتابعون الموقف العسكري. وبدأ معارضو الاسد يحصلون على بعض التأييد الدولي مع سعي ائتلاف المعارضة الجديد الذي تشكل مؤخرا من جماعات ومقاتلي المعارضة للاعتراف به كممثل شرعي وحيد للشعب السوري. وأصبحت بريطانيا أمس تاسع دولة تعترف بالائتلاف.

وقال شاشانك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية في لندن ان التطورات في الاسابيع القليلة الماضية تحول ميزان القوى لصالح المعارضة.

واضاف لرويترز عبر الهاتف "استخدام كلمة جمود لوصف الصراع ربما لم يعد مناسبا. يرتقي المعارضون في سلم الحرب."

ووردت انباء أيضا عن قتال في عربين الضاحية الشرقية لدمشق حيث قال معارضون انهم دمروا دبابة وقتلوا اثنين من الحرس الجمهوري.

وعربين واحدة من الضواحي السنية الكثيرة في المنطقة الزراعية حول دمشق المعروفة باسم الغوطة.

وقال ابو غازي وهم ناشط انضم إلى المقاتلين في عربين "الغوطة الشرقية كلها منطقة محررة بشكل كبير. جيش الاشد لا يزال متفوقا في القوة النيرانية لكنه يتآكل. لم يعد يمكنه الدفع بكثير من الجنود." والقيود الشديدة على وسائل الاعلام غير الحكومية تجعل من المستحيل التحقق من مثل هذه التقارير بشكل مستقل.

وذكرت مصادر المعارضة ان الف شخص قتلوا في اغسطس/ آب خلال هجوم كبير لطرد مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض من داريا بعد ان سيطر مقاتلو المعارضة على الضاحية وشكلوا ادارة محلية وبدأوا يهاجمون اهدافا موالية للاسد في دمشق.

لكن هناك مؤشرات على ان احدث موجة من القتال للسيطرة على الضاحية ربما تتبع مسارا مختلفا.

واظهر بث حي للمعارضة على الانترنت دخانا كثيفا يتصاعد من منطقة سكنية في داريا واصوات بنادق آلية.

وقال ابو كنعان وهو ناشط معارض مازال موجودا في داريا في اتصال هاتفي "يبدو المشهد العسكري مختلفا عن اغسطس. النظام يدفع بالقوات تحت حماية المدفعية والطائرات لكنها لم تتقدم حقا داخل داريا."

وأضاف "في المرة السابقة قرر مقاتلو المعارضة الانسحاب بعد ان قتل قصف الجيش عددا كبيرا من المدنيين. مازال هناك مدنيون في داريا لكن الاغلبية فرت والمقاتلين يتمسكون بمواقعهم."

وذكرت مصادر المعارضة ان سبعة مدنيين وثلاثة مقاتلين لقوا حتفهم في المعارك والقصف في داريا.

وقال ناشطون ان اثنين قتلا حين أصابت قذيفة مدفعية الطابق الارضي من مبنى كانا يحتميان به وظهرت في فيديو بث على يوتيوب جثة لطفل في مستشفى.

وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان "ارهابيين" وهو المصطلح الذي تصف به المعارضين هاجموا المتاجر والمنازل ومسجدا في داريا.

وقال فواز تللو وهو نشط معارض قديم له صلة بالمعارضة المسلحة ان مقاتلي المعارضة كانوا يعملون بشكل منفصل عن بعضهم في آخر مرة كانوا فيها في داريا مما سمح لقوات النظام بالدخول وطردهم والانتقام من المدنيين.

واضاف من برلين ان استعادة المعارضة للسيطرة على داريا وتصديها لافضل قوات الاسد يشير الى تغير على الارض.

وقال ان الوضع العسكري للمعارضة لا يزال صعبا لكنه يتحسن. وتمنع الوحدات العسكرية الأساسية لجيش الاسد مقاتلي المعارضة من اقتحام العاصمة نفسها حتى الآن.

لكن تللو قال إن قوات المعارضة تكتسب قوة في دمشق فيما يرجع لأسباب منها انضمام مقاتلين اليها من مناطق نائية خاصة من سهل حوران الجنوبي مهد الثورة.

واستشهد بهجمات المعارضة في الايام القليلة الماضية في حتيتة التركمان قرب مطار دمشق وتوسيعها نطاق سيطرتها على مناطق حضرية وريفية حول دمشق على الرغم من استمرار سيطرة قوات الاسد على تقاطعات الطرق الرئيسية.

وقال جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية ان الاسلحة المضادة للطائرات التي تم الاستيلاء عليها من قواعد عسكرية ستحد من فاعلية القوة الجوية وهي أهم سلاح لدى الحكومة.

وقال إن هذا التقدم علامة على "تطور تكتيكي. سيتحسن أداؤهم مع زيادة المعارك".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً