ليس مألوفا أن يوجه لاعب سهام نقد علنية لمدربه وينذر هذا عادة بوجود مشكلة ولا يبدو هذا ببعيد عن الأهلي الذي لايزال يئن منذ الهزيمة في نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم في مطلع هذا الشهر.

وإن كان للأهلي وصيف بطل الدوري السعودي أن يبرر هزيمته أمام نجران 2/صفر في أوائل أكتوبر الماضي بانشغاله بالبطولة الآسيوية فإن هزيمتيه المتتاليتين أمام التعاون ثم الهلال أمس الأول (الأربعاء) تعبران على ما يبدو عن حالة الفريق المنتمي لجدة بعد أقل من أسبوعين على خسارة لقب دوري الأبطال.

وإذا كان للهزيمة أن تمر حتى وإن كانت الثالثة على التوالي في الدوري مقابل هزيمتين فقط في الموسم الماضي بأكمله فإن تحول انطباعات اللاعبين عن خطة مدربهم إلى تصريحات علنية ربما تجعل الأمر أصعب مما قد يحتمل المدرب كارل ياروليم.

وبعد الهزيمة الثقيلة أمام الهلال في استاد الملك فهد الدولي بالرياض بدا واضحا أن قائد الأهلي تيسير الجاسم غير راض عن خطة مدربه التشيكي.

وقال الجاسم الذي صنع هدف التقدم لزميله معتز الموسى في الدقيقة العاشرة قبل أن يفقد الفريق توازنه وتهتز شباكه مرة في الشوط الأول و3 في الثاني: «أعتقد أن التكتيك الذي دخلنا به (المباراة). كنا متراجعين كثيرا من بداية الشوط الأول».

وأضاف حين سئل إن كان ذلك بتعليمات من المدرب «لا أدري. من البداية لعبنا بخمسة لاعبين في نصف الملعب وكان هذا خطأ. كنت أتمنى أن نغير أثناء المباراة».

ولعب الأهلي على غير العادة من دون مهاجمه العماني عماد الحوسني الذي قال ياروليم إنه لا يزال يتعافى من إصابة.

وارتكب الفريق أخطاء دفاعية عديدة سمحت لسلمان الفرج الذي انتشى على ما يبدو بتوقيعه على عقد جديد مع الهلال وياسر القحطاني وويسلي لوبيز ويو بيونغ سو بهز شباكه بطرق مختلفة لكن أشارت كلها بوضوح لمشكلة في التنظيم الدفاعي للأهلي.

وسجل الفرج هدفه من مسافة قريبة أمام المرمى وكذلك القحطاني الذي رفع رصيده الشخصي إلى 9 أهداف هذا الموسم. وتوج ويسلي تلاعبه بالمدافعين بهدف عن طريق تسديدة رائعة بعد تمريرة بالكعب على حافة منطقة الجزاء قبل أن يكمل الكوري الجنوبي يو الرباعية من انفراد بالحارس ياسر المسيليم في الدقيقة 82.

ولم ينكر الجاسم تراجع مستواه هو وقال إن هذا جزء من تراجع كامل في مستوى الأهلي، وأضاف في تصريحات تلفزيونية «أنا جزء من الفريق وهذا هو الحال. الفريق يعيش في أسوأ حالاته مع العلم بأن الأسباب مجهولة والعناصر نفس العناصر والاستقرار الفني نفسه».

وبدا ياروليم الذي قاد الفريق في مسيرة حالمة في دوري الأبطال انتهت بهزيمة قاسية 3/صفر أمام اولسان في كوريا الجنوبية غير راض عن سهام النقد التي كالها الجاسم وبدا وكأن كل كلماته تشير لأخطاء اللاعبين.

ونقلت صحف محلية عن المدرب التشيكي قوله بعد المباراة: «يفترض أن يكون الحديث (الذي قاله تيسير) قبل المباراة».

لكنه أضاف في المؤتمر الصحافي عبر مترجم منتقدا لاعبيه من دون أن يسمي أحدا «في الشوط الثاني كانت الكرة تقطع منا بسهولة في وسط الملعب. نبهنا اللاعبين في الدفاع على هذا. كنا نعرف بخطورة لاعبي الهلال»، وتابع «أتيحت لنا بعض الفرص لتسجيل هدف ثان لكننا لم نستطع استغلالها».

وخاض الأهلي 8 مباريات فقط في الدوري هذا الموسم مقابل 12 مباراة للهلال. ولو أراد زيادة حصيلته من النقاط التي لا تتعدى 11 نقطة فسيكون عليه الخروج فائزا حين يستضيف الاتفاق يوم الاثنين المقبل قبل أن يخوض مباراة قمة ثانية ضد غريمه الاتحاد يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.