العدد 3731 - الجمعة 23 نوفمبر 2012م الموافق 09 محرم 1434هـ

الأكبر وفقد الشباب

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لفقد الأحبة طعمٌ مرٌ أمرّ من العلقم، ومن ذاقه يعرف كيف يكون وقعه على القلب وكيف تشيخ من مرارته الروح.

الفقد الذي يأتي ليقطف العزيز قبل أوان القطاف، ولو أن الموت لا وقت له، هو من أشدِّ أنواع الفقد إيلاماً وتجريحاً. وحين يجتمع ألم فقد الشاب أو الطفل مع ألم رؤيته أثناء خروج الروح منه يصعب على القلب تحمل حجمه وشراسته.

الإمام الحسين بن علي (ع) رأى فلذة كبده على الأرض صريعاً تتكالب عليه السيوف وتنهال عليه الأرجل بالركل كما تروي الروايات، فيما لم يكن أمامه إلا أن احتسبه عند الله شهيداً بعد أن فاضت روحه من جسده الشريف.

أن يحمل أبٌ ابنه صريعاً إلى والدته التي تنتظر قدومه إليها بالنصر وتحقيق ما خرج لأجله، يشبه أن يعود الأب بنبأ وفاة ابنه الذي ذهب خلفه ليتفقده فيحمل إليه العسكر نبأ وفاته أو يسوقون إليه جسده محروماً من الحياة .

ما حدث في كربلاء شبيهاً بما يحدث كل يوم في البلدان التي يحارب أبناؤها الظلم والجور، وما شهداء الربيع العربي الذين غسلت دماؤهم أجسادهم وذويهم ممن حملوهم على أكتافهم أو بين ذراعيهم بعد أن أصابهم رجال الأمن أو الجيش بالرصاص إلا واقعاً شبيهاً بما حدث بالأمس من حيث المشاعر لا قدسية الشخوص.

شبابٌ عربيٌ ذهب ضحية ظلمٍ وقمعٍ لا يرى في الرعية إلا أتباعاً يجب ألا يطالبوا بتغيير واقع لم يعد يتلاءم مع روح العصر أو أبسط مبادئ حقوق الإنسان، منهم من حمله أباه صريعاً بعد أن أفرغ الظلم رصاصاته في أحشائه، ومنهم من رأت أمهاتهم الانكسار في أعين آبائهم قبل أن يصلهم نبأ استشهادهم، ومنهم من زغردت أمهاتهم فرحاً بشهادتهم قبل زفافهم فكان الزفاف عرس دم.

وأعود إلى علي الأكبر الذي لم يتوانَ عن نصرة أبيه الذي خرج بالحق فعاد إليه قتيلاً، فما كان من الحسين إلا أن واصل الجهاد إيماناً بقضيته ليكون رمزاً للتضحية والإيثار ورمزاً للصبر والاحتساب؛ وهو الذي فقد أهل بيته وعشيرته في سبيل انتصار الكرامة على السيف والدين على الزيف. فأين نحن من الحسين وسيرته العبقة؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3731 - الجمعة 23 نوفمبر 2012م الموافق 09 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 8:41 ص

      عجيب

      نعم ما حدث في كربلاء يعاد في الربيع العربي فكما قتل علي الاكبر (الشاب)قتل الكثير من الشباب وكما فرح جيس ابن زياد بمقتلة كذلك فرح الكثير بقتل الشباب هنا وهناك (التاريخ يعيد نفسة )

    • زائر 3 | 2:11 ص

      محب أهل البيت عليهم السلام

      السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى انصار الحسين سلام عليهم ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار

    • زائر 2 | 10:51 م

      السلام

      السلام علي الحسين واولاد الحسين واصحاب الحسين

    • زائر 1 | 9:54 م

      سلام الله على الحسين

      السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى انصار الحسين

اقرأ ايضاً