العدد 3737 - الخميس 29 نوفمبر 2012م الموافق 15 محرم 1434هـ

واقعة اختطاف صحافية من السودان

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الأنظمة التي تعجز عن ردّ غارات أعدائها على أراضيها... تعوّض نقصها بالاستقواء على أبنائها وانتهاك أعراض بناتها!

الأمثلة في بلدان العرب كثيرة، لكن آخرها من السودان، الذي تعرّض لغارةٍ إسرائيلية دمّرت مصنعاً للذخيرة في احدى ضواحي العاصمة الخرطوم، وخرج أحد الوزراء ليبرّر عدم الرد بأن الطائرات أطفأت أنوارها، وكأن المفروض أن تضيء كشّافاتها، وتطلق بوقها كما تفعل سيارة الإسعاف، وتتصل ببرج المراقبة لتعلن أنها قادمةٌ للقصف!

في هذا البلد الذي تحكمه مجموعةٌ من جماعة «الاخوان المسلمين»، ويقوده جنرالٌ عسكري منذ أكثر من عشرين عاماً، رفعت أسرة إحدى الصحافيات بلاغاً ضد عدد من أفراد جهاز الأمن، بعد عثورها على ابنتهم سمية اسماعيل صباح الجمعة (2 نوفمبر/ تشرين الثاني)، وهي ملقاةٌ في منطقة مهجورة، حليقة الرأس، وتبدو عليها آثار التعذيب والإرهاق البدني والنفسي. وقد اختفت قبل ذلك بخمسة أيام، وفي آخر مكالمة معها سمعتها شقيقتها تترجى مختطفيها السماح لها بإجراء الاتصال. وبعدها تلقت رسالة من هاتف مجهول، تفيد باعتقالها لدى جهاز الأمن.

الصحافية كانت تقيم في مصر، وقام سبعة من أفراد الأمن باختطافها بعد عودتها لقضاء إجازة العيد مع العائلة، حيث عرضت عليها مجموعة من كتاباتها، واتهمت بـ «معارضة النظام والإساءة لفخامة الأخ الرئيس المجاهد عمر البشير».

سمية أمٌّ لطفل في الثالثة، وتعرضت للضرب والتعذيب بالسياط، وخاطبها أفراد جهاز الأمن بعبارات عنصرية تمسها وتمس قبيلتها، رغم أن القبيلة كانت تدعم البشير! وفي خطوةٍ تنم عن انحطاطٍ أخلاقي واستهتارٍ بكرامة المرأة، قاموا بحلاقة شعرها بالكامل، وخاطبها أحدهم: «من أين جئتِ بهذا الشعر الجميل الذي يشبه شعر العرب، فأنت من عبيد دارفور».

أجهزة الأمن في مختلف بقاع العالم، تقوم على حماية أمن الوطن والمواطن، لكن ما حصل ينم عن عقيدةٍ عنصريةٍ تشرّبها هذا الجهاز، بحيث جرى ترجمتها في هذا السلوك المريض، الذي يَعتبِرُ جزءًا من المواطنين عبيداً. مع أن الاسلام الذي يحكمون باسمه، ساوى بين بلال الحبشي وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وأبي ذر العربي، بينما هؤلاء «الاسلاميون» مازالت تشتعل في أنوفهم حميّة الجاهلية، فيعتبرون الجنس العربي أرقى وأسمى من الأجناس الأخرى، كما كان يعتقد أبوجهل بالعرب، وأدولف هتلر بالجنس الآري.

بعدما قامت المجموعة المختطِفة برمي الضحية في منطقة مهجورة، قامت عائلتها بتقديم بلاغ ضد ضابط يحمل رتبة عليا، ويعمل مسئولاً عمّا يسمى بـ «وحدة الجهاد الالكتروني»، التي تقوم بملاحقة الناشطين السودانيين والتجسس عليهم واختراق إيميلاتهم وحساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. كما تشمل مهماتهم سبّ المعارضين وإشغالهم بمعارك جانبية تضيع أوقاتهم وتستنفد جهودهم، وبث الإشاعات والمعلومات الخاطئة لإيقاع الخلافات بين الأحزاب السياسية المعارضة دون أن تشعر. وكان السودان قد شهد زيادةً كبيرةً في عمليات الاعتقال والتعذيب خلال الأشهر الأخيرة، بعد موجة الاحتجاجات الشعبية ضد حكم البشير.

نظامٌ يشطّر المجتمع السوداني، ويرتكب الموبقات ملتحفاً بعباءةٍ إسلامية، ولا يتورّع عن اعتقال وتعذيب النساء، بينما كان عرب الجاهلية يعيِّرون من يتطاول بيده على امرأة عزلاء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3737 - الخميس 29 نوفمبر 2012م الموافق 15 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 1:58 م

      عادي في هالزمن

      صار اعتقال النساء امر عادي في هذا الزمن. في مصر سحلوا المراة وفي سوريا قتلوها وفي العراق الاراهبيين فجروها وفي بلدان ثانية اعتقلوها وعذبوها.

    • زائر 25 | 1:56 م

      انعدام مروءة

      اللي يضرب امراة ويعذبها ويهين كرامته ما عنده مروءة ولا كرامة ولا انسانية

    • زائر 24 | 1:55 م

      معروفة

      اكيد راح تطلع هي الغلطانة والضابط مجنى عليه.

    • زائر 22 | 9:56 ص

      نزيهة سعيد ايضا

      هناك قصص شبيهة اخرى مثل الصحفية نزيهة سعيد وما حصل لها.يعني مثل ما يقول المثل اختك مثلك.

    • زائر 20 | 8:01 ص

      ممكن ؟

      ممكن مقال عن انتهاكات النظام السوري وواحد كرك وصلحوا.

    • زائر 21 زائر 20 | 9:54 ص

      اقرأ معي

      اعتقد وهذا هو تحليلي الشخصي ان ابوهاشم ذكره في اول فقرة من المقال (الأنظمة التي تعجز عن ردّ غارات أعدائها على أراضيها... تعوّض نقصها بالاستقواء على أبنائها وانتهاك أعراض بناتها) فاقرا وتمعن. الانظمة زي بعضها في السوء والاجرام.

    • زائر 23 زائر 20 | 10:02 ص

      عبدالرحمن

      ممكن و نص . و لك أن تتوقع ذلك من السيد ومن جريدة الوسط ! فقط راجع كتابات محمد عبد الله في الوسط عن النظام السوري وعن إيران !
      ألست معي بأن هؤلاء الكتاب منارة نهتدي ويهتدي بها الآخرون ؟

    • زائر 16 | 3:49 ص

      سوداني

      هل تدري يا استاذ ان جهاز الامن السوداني في عام واحد فقط اغتصب ثلاثة فتيات سودانيات واغتصب شاب سوداني معارض، والمعتقلات تكتظ بالنساء وبأطفالهن، لأول مرة في تاريخ السودان تعتقل النساء بجريرة الازواج المعارضون.
      السودان الان يتعرض لانهيار اخلاقي لا يمكن التعبير عنه، نظام (الاسلاميين) وحده في تاريخ السودان اغتصب الرجال والنساء على السواء وأهان المرأة بشكل مقزز، نفس هذه المدرسة هي مدرسة ....و.... وشي والسنوات المقبلة ستكشف ذلك.

    • زائر 19 زائر 16 | 7:14 ص

      ولمَ الصمت على ما يجري؟

      ثوروا كبقية الشعوب الثائرة ولا ترضخوا لنظام فاسد يتمسح بالإسلام واستعدوا لخسائر بشرية ومادية وسجن وتعذيب ... لكن لا تتراجعوا حتى تنتزعوا حريتكم وحقوقكم من أعينهم

    • زائر 15 | 3:03 ص

      تحية

      تحية لك وللصحافية البحرينية نزيهة سعيد وللصحفية السودانية سمية اسماعيل

    • زائر 14 | 3:00 ص

      هذه النوعية من أفراد الأمن هم المطلوبون حالياً.. بكره يتم إستيرادهم بعد أن فتحت العيون عليهم يا سيد.. حسافة سيخسر السودان مثل هؤلاء الكفاءات..

      وتعرضت للضرب والتعذيب بالسياط، وخاطبها أفراد جهاز الأمن بعبارات عنصرية تمسها وتمس قبيلتها، رغم أن القبيلة كانت تدعم البشير! وفي خطوةٍ تنم عن انحطاطٍ أخلاقي واستهتارٍ بكرامة المرأة، قاموا بحلاقة شعرها بالكامل، وخاطبها أحدهم: «من أين جئتِ بهذا الشعر الجميل الذي يشبه شعر العرب، فأنت من عبيد دارفور»..

    • زائر 13 | 2:55 ص

      ????!!!!!!!

      وكان آخرها في الغريفة وليس السودان ياسيد حينما دامت قوات المرتزقة في البحرين البيت) فجرا واختطفت بنت في سن الزهور اسمها منيرة وقادتها لجهة غير معلومة دون جرم أو إذن قضائي وسرقة مقتنياتها وعدد من سيارات العائلة!! تحدثو عن مايجري في بلادكم من باب أولى

    • زائر 12 | 2:13 ص

      اجزاء من جنس العمل ...

      الجزاء من جنس العمل

    • زائر 11 | 1:39 ص

      اختطاف صحفية او اختطاف مواطنة هو نفس الفعل القبيح

      هذه انظمة خارجة عن ربقة المجتمعات الانسانية تمارس مع شعوبها كل انواع البطش والتنكيل

    • زائر 10 | 1:28 ص

      هكذا يظلم بني الانسان من هذه الانظمة الفاسدة

      الانظمة الفاسدة لا توجد لديها احترام لاديان ولا لاعراف ولا لتقاليد ولا حقوق انسان ولا هم يحزنون

    • زائر 9 | 1:20 ص

      ....هذا حال كل أجهزة الأمن و المخابرات بالوطن العربي ...
      #ما حال المرأة البحرينية التي انتهك عرضها بدخول المعتقلات البحرينية و ما زال ينتهك عرضها حتى يومنا هذا ؟؟ كل ذنبها انها عبرت عن رايها ..

    • زائر 8 | 1:04 ص

      صباحك جمالال يا سيد

    • زائر 7 | 11:58 م

      اسلامهم دعاهم الى ...

      الاسلام الذي يعرفونه اباح لهم :
      1- الوشاية كذبا وافتراءا
      2-اغتصاب وظائف المطرودين فكانوا أجساد بانتاجية مقدارها صفر نعم صفر .
      3-الدعوة لسجن وتعذيب بل اعدام شركاء الوطن من جميع طبقات المجتمع.
      4-تمييز الى حد الاقصاء و الاخلاء من شركاء الوطن في الوظائف.
      5-ابعاد حتى الموالين للسلطة بالوراثة من شركاء الوطن حتى لو كان وزيرا و تدبير كميل فساد له.
      6- دعوة و تأييد سلب الجنسية من شركاء الوطن و دعم كامل بالتغيير الديمغرافي بجلب بشر لم يسمعوا باسم البلاد من بلاد الهند والسند وبراري العرب.

    • زائر 6 | 11:45 م

      استسمح الكاتب في الاقتباس المتصرف فيه

      "نظامٌ يشطّر المجتمع ..........، ويرتكب الموبقات ملتحفاً بعباءةٍ إسلامية، ولا يتورّع عن اعتقال وتعذيب النساء، بينما كان عرب الجاهلية يعيِّرون من يتطاول بيده على امرأة عزلاء.".... اقنباس....

    • زائر 5 | 11:33 م

      المشتكى لله

    • زائر 3 | 10:46 م

      انا لله وانا إليه راجعون

      ابكاني مقالك كثيرا وذكرني بما حدث في بلادي

    • زائر 2 | 10:21 م

      لماذا‏ ‏

      ماذا ارتكبت من عمل لتعامل بهذه الطريقه ؟؟؟؟؟

    • زائر 1 | 10:19 م

      لماذا ؟؟؟؟؟؟

      وماذا جنت ليعمل بها كل هذا؟؟؟؟؟؟؟

اقرأ ايضاً