العدد 3738 - الجمعة 30 نوفمبر 2012م الموافق 16 محرم 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

بين القيادي الإيجابي والقيادي السلبي!

ان نجاح أي مؤسسة ومستقبلها يتوقف إلى حد كبير على نوعية الرئيس لهذه المؤسسة. ولكن للأسف فإننا نجد أن أكثر الرؤساء في المؤسسات يُحولون الاختلاف في مؤسساتهم من دافع لإحراز التقدم والابتكار إلى معوق للحركة والتقدم، وذلك لأسباب ليس لها علاقة بالعمل ولكن أسباب شخصية بحتة، أو خوف من المنافسة على الوظيفة أو عدم الثقة في معلوماتهم العلمية. لذلك تراهم يتصرفون بتسلط ليفرضوا أفضليتهم على الجميع، وخصوصا إذا وجدوا ترحيبا من جهات عليا في المؤسسة التي ينتمون إليها.

وللأسف أصبح هؤلاء ومن يدعمهم عالة على الدولة. فهم يشكلون عبئا عليها في وقت تحتاج الدولة إلى الدعم.

فهؤلاء يستغلون الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. ويمارسون التسلط على موظفيهم عن طريق الضغط أو التهديد أو حتى بإيقاف الراتب. دون إشعار أو اتباع الإجراءات القانونية الصادرة من ديوان الخدمة المدنية. كل همّ هؤلاء هو إذلال الموظف وإجباره على قول «حاضر سيدي». وبذلك أصبحت روح الفساد ظاهرة في كل مكان.

فأصبح توقيف الراتب والتوقيف عن العمل ظاهرة عند المسئولين، أيا كان موقع المسئول في المؤسسة. فمعظم النفوس لا تعرف غير التسلط والحسد والانتقام.

ان المسئول الكفء هو الذي يؤثر تأثيراً فعالاً في مرؤوسيه فيستجيبون لتوجيهاته وينفذون تعليماته لا عن خوف وإنما عن احترام له وعن ثقة في قدراته وكفاءته وعن اقتناع بأنه أمين على مصالحهم. ان الاشراف الجيد تتبلور أبعاده في القدرة على رفع معنويات العاملين وتحفيزهم لبذل قصارى جهدهم لتحقيق أهداف أي مشروع بكفاءة وفاعلية وان كفالة الاستقرار للموظفين في أعمالهم يرفع معنوياتهم وزيادة الإنتاجية. ولا تهدأ نفس أي إنسان إلا إذا اطمأن على رزقه وقوته. ولكن لا أمن على الرزق والقوت مادام هناك فساد وفاسدون وحقد وأنانية. ومن يسلب أرزاق البشر لا يستحق أن يكون منهم.

ان العاملين هم بشر لهم عواطف وأحاسيس وحاجات ودوافع واتجاهات وقيم. لذلك يجب أن تتوافر لدى المدير أو الرئيس دراية عميقة بالطبيعة الإنسانية، ان الفرد أين كان موظفاً أو عاملاً بأي مؤسسة، هو إنسان بالدرجة الأولى. ويجب أن يتعامل معه على هذا الأساس. ويمكن توجيه هذا الفرد وحثه وترغيبه لتحقيق أهداف المؤسسة التي يعمل بها وذلك من خلال القيادة الرشيدة التي توفر له فرص إشباع حاجاته ودوافعه.

لذلك فيجب تقسيم قيادة المديرين والرؤساء إلى قيادة إيجابية وقيادة سلبية. فالقيادي الايجابي هو الذي يعامل العاملين والموظفين على أنهم بشر ويوفر لهم الفرص ويرفع المعنويات. أما القيادي السلبي فيعتمد أسلوب التخويف والعقاب والتهديد والإكراه واستغلال السلطة الممنوحة له بإعطاء الجزاءات والعقوبات لإرغام المرؤوسين على العمل.

اننا في حاجة ماسة إلى تنفيذ برنامج للإصلاح الإداري بجوانبه المتشعبة بما يكفل اصلاح الجهاز الإداري وتطويره. ويجب أن تكون خطة الإصلاح الإداري مستمرة باعتبار أن الحاجة إلى التطوير والإصلاح تتطور بتطور المجتمع.

خليل محسن النزر


سماء الموت «غــزة»

يحتارُ حبري أيُ نــزفٍ يكتــبُ

من نارِ غزةَ والاحشاءُ تلتهبُ

أكتبُ من معصمِ طفلٍ قصــةً

يـولدُ من رحمِ الدماءِ وينحبُ

بحجارةٍ رسموا الفداءَ مجسداً

عُنوانُهــم أن الــزمانَ مخضَّـبُ

و أنين جرحاهم تقُضُ مضاجعاً

لا هدوةً في الجو حتى تُكتَبُ

أرواحُ أحيــاهم بقــت بأكــفهم

والموت سيدُ حربهم لا يذهبُ

كالظلِ يمشي خلفهم بترصدٍ

لا يستكين عليهـــمُ أو يتعبُ

نفسي فداءُ الأم تندب طفلها

ومن قبله كانت ضحاياهم أبُ

الموت شمسُ أشرقت بسمائهم

وكـــأنها لا تبتغي أن تغـــربُ

كالطيف أنظـــر لصبــاحِ مُطأطا

رأس الضياء كأنـــه هو مذنـــب

وأرى بأن الفجر يرســـلُ قبلةً

فوق الترابِ و خوفه أن تُنهبُ

يا أرض غزة يا عروسةَ خاطري

يا أنَّتي الكبرى و دمعي المُسكبُ

أناتـــكِ كالسهم تخرق مهجتي

ودمعاتكِ حقـــاً لقلبيَّ تصعـــبُ

فمتى سيزهرُ زهرُ عـزكِ بالندى

ومتى يموتُ الموتُ عنكِ ويُحجب؟!

سيد سلمان الموسوي


السعادة المعنوية الحقيقية

تجربة حياتية وسر من أروع أسرار

الحياة والسعادة المعنوية الحقيقية

حاول بقدر ما أوتيتَ من قوّة واستطاعة

بحياتك أن تقومَ بأعمالٍ صالحة وخيّرَة

كُنْ إنسانا حقيقيا

كُنْ ودودا وعطوفاً

كُنْ رؤوفاً وحنوناً

كُنْ لطيفاً وطيّباً دائماً

كُنْ خادماً للناس وتودّدْ لهم

كُنْ هادفاً ومفيداً للآخرين

كُنْ عنصراً فعّالاً في مجتمعك

كُنْ نظيفَ القلبِ ونقيّ الروحْ

كُنْ متسامحاً وكثيرَ الصفحْ

لا تجرح أحداً مهما أخطأ بحقّكْ!

لا تكره أحداً مهما أسرف بظلمك!

لا تنتقم ممن آذاك وقسى عليك!

لا تردّ شخصاً طلبَ منكَ خدمته!

لا تسمح للمشاعر السلبية أن تدخلك!

لا تسمح للعادات السيئة أن تتطبعك!

لا تسمح للمعاصي والذنوب أن تلوّثك!

والنتيجة هي!

أنّهُ كلما قمتَ بأعمال الخير والصلاحْ:

اقتربتَ من دائرة الجذب والحُب الإلهي

أسعدتَ وأرضيتَ إمامَ زمانك عنك

زادت ثقتكَ بنفسك وقويتْ شخصيتك

حَسُنَ ذكرك في غيابك وحضورك

شعرتَ بالراحة والسعادة المعنوية

تجسّدتْ أعمالك البرزخيّة لما ينجيك

حققتَ الغاية المنشودة من الخِلقَة

اقتربتَ من حقيقة الفطرة والإنسانية

طَهُرتَ ورقّ قلبُكَ وحَسُنَ خُلقُكَ

يصبح وجُودُكَ مباركاً ونافعاً أينما حللتْ

بينما لو قمت بأعمال وعادات سيئة!

ستفقد مكانتك عند الله سبحانه وتعالى

ستفقد وجاهتك عند صاحب الزمان (عج)

ستفقد هيبتك أمام الناس ومن حولك

ستفقد ثقتك بنفسك وستحتقر نفسك

ستفقد قواك ونشاطك وحيويتك

ستحس بضعف شخصيتك وذل حالك

ستشعر بالخيبة والخسران والخذلان

ستشعر بالإحباط والذلِ والهوان

الخلاصة

أنّ الإنسان كلما قام بفعلٍ معيّنْ يوافق

إرادة ومشيئة ورضا الله عز ّوجَلْ

كلّما اكتسب طاقةً رحمانية متدفقة

تعينهُ على الكثير من الصعوبات والتحديات

فـ ينوّر الله قلبه ويزيدُ في إيمانه وقوّته

وتنشط لديه خلايا السعادة والخير والصلاح

وبالتالي يكون مؤهلاً لعمليّة التكامل البشري

وبالمقابل لو فعل ما يخالف مشيئة الله!

لترسّبتْ فيه مظاهر الذل والضعف والهوان

ولـ تلقّفتهُ أيدي الشياطين كمصيدةٍ لها

فتتكون لديه طاقة شيطانية تفسده ومن حوله

فيصبحُ وجودهُ في الحياة وجوداً مفسدا!

فـ اختر لنفسكَ الطريق والهَدَفْ

وارفع يديكَ لمن اختارَ لكَ العزّة والشموخْ

وسلهُ أن يوفقك لما يرضاهُ منك...

محمد عبدالله رضي


ماهية الأدلة الجنائية

تقوم أهمية الدليل الجنائي على إثبات حدوث الجريمة في الواقع المادي وواقعية. ونسبتها إلى شخص معيّن سواء كان فاعلاً أصلياً أو شريكا، فالدليل يقوم على أركان الجريمة لتطبيق قانون العقوبات عليها والحال كذلك لمقارنة المتهم بارتكابه لها حتى يمكن أدانته، بل تبدو أهمية الدليل الجنائي في تحديد الوضع الإجرامي للمتهم والعقوبة المناسبة لجريمته.

والدليل قد يكون دليلاً مباشراً ودليلاً غير مباشر كما قد يكون دليل ثبوت أو نفي، أما الدليل المباشر فهو ذلك الدليل الذي ينصب مباشرة على الواقعة المراد إثباتها كالاعتراف وشهادة الشهود، ولا يشترط لكي يكون الدليل مباشراً أن يكون نصاً في إثبات جميع الوقائع بل تلحقه هذه الصفة ولو تعلق بواقعة واحدة أو شقٍّ فيها أو أكثر من واقعة، مثال ذلك أن يشهد شاهد أنه أبصر المتهم يعدو ببرهة بسيطة بعد الحادث ممسكاً بسكينة تقطر دماً. ويشهد آخر بأنه عاصر واقعة تهديد المتهم للمجني عليه بالقذف ثم تحدث الجريمة مباشرة بعدها.

كما لا يشترط أن يكون الدليل الجنائي دليل إدانة بل يمكن أن يكون دليلاً مباشراً لصالح المتهم بنفي التهمة عنه «دليل نفي» كشهادة الشاهد أنه كان برفقة المتهم في نفس لحظة ارتكاب الجريمة، يكون الدليل غير مباشر عندما لا ينصب مباشرة على الواقعة المراد إثباتها، ويتطلب للأخذ به في الواقعة تحكيم العقل والمنطق، فالقاضي يستخلص من الدليل ما يمكن أن ينتجه عن طريق غير مباشر بطريق الاستدلال العقلي أو المنطقي، والدليل غير المباشر أدنى مرتبة من الدليل المباشر ويمكن تقسيمه إلى قرائن ودلائل، والقرينة محصلة الاستنتاج من أمر معلوم للدلالة على أمر مجهول يراد الوصول إليه. بصورة أبسط بافتراض أن هناك واقعتين إحداهما معلومة والأخرى مجهولة؛ فبإعمال الاستنباط يمكن أن يصل القاضي إلى المعرفة المجهولة من خلال الواقعة المعلومة، والقرينة قد تكون قانونية وقد تكون قضائية، والقرينة قد تكون قاطعة أو بسيطة، والأولى لا تقبل إثبات العكس بينما الثانية تقبل ذلك.

أمّا القرينة القضائية فهي مجال إعمال القاضي لذهنه واستدلاله المنطقي للأمور؛ فمثلاً ثبوت وفاة المجني عليه وإصابته بطلق ناري على نحو ما جاء في تقرير الصفة التشريحية لتقرير الطبيب الشرعي يمكن للقاضي من هذه الواقعة المعلومة أن يستدل منها على أن المتهم كان يحرز سلاحاً نارياً وذخيرة بغير ترخيص ولو لم يضبط معه السلاح فذلك أمر يتطلبه اللزوم العقلي والمنطقي للأمور.

ومن المقرر أن لمحكمة الموضوع أن تكون عقيدتها مما تطمئن إليه من أدلة وعناصر في الدعوى ولها أن تبين سبب الجريمة وأن ترد الحادث إلى صورته الصحيحة من مجموع تلك الأدلة، لتكوين عقيدتها بالصورة الصحيحة لواقعة الدعوى واستظهار الحقائق القانونية. والجدير بالذكر أن الأدلة في المواد الجنائية متماسكة يشد بعضها البعض الآخر فتتكون عقيدة القاضي منها متجمعة، وتوجد قاعدة جواز الاستغناء ببعض الأدلة عن بعضها الآخر؛ إذ كان الدليل الباطل والمفترض استبعاده ليس من شأنه أن يؤثر في عقيدة المحكمة لو أنها كانت قد فطنت إلى فساده أو بطلانه، فإن مثل هذا الدليل يتبين من ظروف الواقعة وطريقة التدليل أنه لا يغض - لا يقلل - من قوة الأدلة الأخرى بحيث أنها تكفي بذاتها وبما بينها من تساند وتماسك لما رتبه الحكم عليها من ثبوت الواقعة وإدانة فاعلها فإن بطلان هذا الدليل لا يستتبع حتماً بطلان ما عداه من أدلة أخرى ولا يضعف من قوة تسانده.

وزارة الداخلية

العدد 3738 - الجمعة 30 نوفمبر 2012م الموافق 16 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً