غادر مقاتلو جماعة "إم.23" المتمردة مدينة جوما شرق الكونغو صباح اليوم السبت (1 ديسمبر/ كانون الأول 2012) على متن شاحنات محملة بالذخائر والأسلحة بعد أسبوع من المفاوضات.

وانسحب نحو 200 جندي من مدينة جوما عاصمة إقليم نورث كيفو بالكونغوحيث اصطف الكثيرون من سكان المدينة البالغ عددها مليون شخص في الشوارع.

وقال نائب المتحدث باسم الجماعة أماني كاباشا لوكالة الأنباء الألمانية لدى مغادرته البلدة :"كما ترون فإننا ننسحب. سنعود إلى منطقة روتشورو". وذكر سليمان كابيونا أحد مواطني جوما وهو يراقب شاحنات الجنود وهي تمر عبر المطار :"نحن سعداء لرؤية (جماعة) إم.23 وهي تغادر". وأضاف :"عانينا كثيرا على أيدي جنودهم. لقد نهبوا كل شيء-الدراجات البخارية والمتاجر. سنسعد لأن نرى فاردك (الجيش الكونغولي) وهو يعود لكننا قلقون من أن تعود جماعة (إم.23)"".

وكانت تقارير قد وردت أوائل هذا الأسبوع عن نهب الجماعة للمتاجر والصيدليات والمنازل داخل وخارج جوما التي سيطروا عليها في 20 تشرين ثان/نوفمبر من القوات الحكومية الكونغولية المدعومة من قبل قوات الأمم المتحدة.وهددت "إم.23" بعد ذلك بتنظيم مسيرات إلى العاصمة كينشاسا.

ومنذ السيطرة على جوما سيطر المتمردون أيضا على بلدة تعرف باسم "سيك" على بعد 30 كيلومترا إلى الغرب من البلاد.

وبعد أسبوع من المفاوضات الإقليمية والرسائل المختلطة بشأن الانسحاب انسحبت الجماعة من بلدة سيك أمس الجمعة.

وكانت بريطانيا قد ذكرت أمس الجمعة أنها قررت تعليق مساعدات لرواندا بقيمة 21 مليون جنيه استرليني (6ر33 مليون دولار) بسبب دور البلاد في النزاع بجمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة.

واتهمت الحكومة الكونغولية والأمم المتحدة رواندا وأوغندا مرارا بدعم مسلحي حركة "إم 23" بالسلاح والمواد اللوجيستية،وهو ما تنفيه الدولتان. ومدد مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي حتى شهر شباط/فبراير عام 2014 حظر الأسلحة المفروض على الكونغو الديمقراطية في محاولة جديدة لوقف تدفق الأسلحة التي تؤجج حدة الصراع في هذا البلد الذي يقع في وسط أفريقيا.

وتقول الأمم المتحدة إن القتال بين المتمردين والجيش الكونغولي أدى إلى نزوح حوالي 140 ألف شخص منذ منتصف شهر تشرين ثان/نوفمبر الماضي.