العدد 3742 - الثلثاء 04 ديسمبر 2012م الموافق 20 محرم 1434هـ

عالم عربي يتغير

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كان يوم الجمعة في صحافة العالم العربي يوماً ميتاً أخبارياً طوال عقود، إلا أنه بعد الربيع العربي أصبح يوماً ساخناً تتابع حصيلته في عدد يوم السبت من كل أسبوع.

حصيلة الجمعة الأخيرة، نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كانت أكثر سخونة، إذ غطت وكالات الأنباء الحراك السياسي الممتد من الخليج إلى الشام، حتى شمال إفريقيا.

ففي الخليج، خرج عشرات الآلاف من الكويتيين في مسيرة لمقاطعة الانتخابات في اليوم التالي (السبت)، حيث انقسم المجتمع الكويتي إلى فسطاطين: أكثرية مقاطعة وأقلية مشاركة. والكويت من أنشط دول الخليج حراكاً سياسياً، وقد انطلق المتظاهرون من مواقع مختلفة باتجاه أبراج الكويت، دون تواجد للمصفحات أو قوات مكافحة الشغب. وكان خروج متظاهرين في دولة خليجية غنية في مظاهرة تحت شعار «كرامة وطن»، يطالبون بأن يكون «الشعب مصدر السلطات» كما ينص الدستور، ينذر بولادة عصر جديد.

في الأردن، خرجت مظاهرةٌ وسط العاصمة عمّان، للمطالبة بإصلاح النظام، والتراجع عن قرار رفع أسعار المحروقات، الذي تسبب في وقوع احتجاجات شعبية واسعة، رفعت خلالها شعارات لم تكن تُطرح من قبل. مظاهرة الجمعة نظمتها الحركة الإسلامية التي يقودها أحمد عبيدات (عمل مدير مخابرات ورئيس وزراء سابقاً)، انطلقت تحت شعار «الانتفاضة الشعبية لأجل الإصلاح». وقد قدّرها المتظاهرون بعشرين ألفاً، فيما قالت الشرطة إنهم لا يتجاوزون 3500 شخص، بينما قدّرت وكالةٌ أجنبيةٌ العدد بعشرة آلاف.

هذا بعض ما جرى في المشرق، أما في المغرب، وتحديداً في شمال إفريقيا، فقد شهدت الدولتان اللتان أطاحت فيهما الجماهير برئيسيهما (أحدهما سجينٌ والآخر هاربٌ من وجه العدالة)، مظاهرات جديدة ضد نظام الحكم الجديد الذي يسيطر عليه الإسلاميون. ورغم ما بدا للوهلة الأولى أن الإسلاميين سيكونون مطلقي اليد ويتفردون بالقرار لعقدين أو ثلاثة، حيث يعيدون إنتاج تجارب الاستبداد، إلا أن ما حدث في مصر وتونس يؤكد أن الشعوب التي ملّت الدكتاتورية، يصعب عليها قبول نشوء دكتاتوريات جديدة، حتى لو حكمت باسم السماء.

في تونس التي انطلقت منها شرارة الربيع العربي، تظاهر الآلاف من سكان ولاية سليانة التي شهدت احتجاجات خلفت 300 مصاب للمطالبة بعزل الوالي المحسوب على حركة «النهضة» الإسلامية الحاكمة، وبالإفراج عن معتقلين. هذه المظاهرة دعت إليها أكبر نقابة عمالية في تونس (الاتحاد العام للشغل)، وقدّرت إحدى الوكالات العدد بأكثر من عشرة آلاف قطعوا عدة كيلومترات مشياً باتجاه العاصمة، وردّدوا شعارات ضد رئيس الحكومة حمادي الجبالي الذي رفض عزل الوالي، من بينها «يا جبالي يا جبان... سليانة لا تهان»، و «انتهت اللعبة».

في مصر، ثاني بلد عربي يطيح برئيسه في أحداث الربيع العربي، استمر الجدل العنيف حول الإعلان الدستوري، حيث شارك عشرات الألوف في مظاهرات في القاهرة ومدن أخرى، وعاد شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» إلى ميدان التحرير. فخلال أسبوع واحد من إعطاء الرئيس محمد مرسي نفسه صلاحيات واسعة، تكتّلت بقية الأحزاب ضده خوفاً من عودة دكتاتور جديد بلباس إسلامي. وهو ما قابله مرسي بالتأكيد على أنه إجراء مؤقت، والإيعاز للجمعية التأسيسية بإصدار مسوّدة دستور، قابلها معارضوه بالرفض. أما ردود الفعل الدولية فقد انتقدت الأمم المتحدة الإعلان الدستوري، واعتبرته منظمة العفو الدولية مخيباً للآمال.

كل أسبوع سنقرأ المزيد... إنها حركة التاريخ والحاجة الماسة للتغيير وصلت إلى عالم عربي مأزوم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3742 - الثلثاء 04 ديسمبر 2012م الموافق 20 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 8:00 ص

      !!

      أستغرب ممن لازال يلبس النظارات السوداء حين ينظر إلى المشهد السوري الدامي ولا يرى فظاعة الإرهاب العربي خليجي أمريكي تركي فرنسي تنظيمقاعدي والقائمة تطول وتطول!! هل حقاً أولئك النفر يحملون عقول داخل رؤوسهم ام فلين أصفر أم ماذا؟!!يقولون نسلح المعارضة لإسقاط النظام الدكتاتوري في سوريا!! أوكيه هذه النظرية ألا تعمل خارج الحدود السورية؟! البحرين مثلاً أو اليمن أو أي من بلدان العالم الثالث؟! أم أن وراء الأكمة ماهو أبعد من بشار الأسد كدكتاتور؟!

    • زائر 17 | 6:18 ص

      التغيير ثابت المتغير غير ثابت

      دوام الحال قد لا يكون محال على التقاعد أو الى غرفة الانعاش وإنما محال أن يدوم. فلكل أجل كتاب. يعكس قانون الا بقاء في هذه الدنيا الكثير دون القليل . فكما رحل السابقون من الأولين سيلحق بهم غيرهم. ولكن لا حيات لمن تنادي أن التنادي والمنادي ينادي دوما لا حياة والبقاء لله.
      فهل الأمر للناس أم الأمر لله؟

    • زائر 10 | 12:54 ص

      في كل الدنيا مباح الا عندنا

      هذا ما يقوله عبدة الدنيا والدينار من الكتبة المأجورين بالأموال والسيارات وما يقوله من يسمون علماء دين والدين براء منهم ، يمدحون ويثنون ويساعدون بالأموال والسلاح لخراب الدول واذا جئت لمطالب سلمية وصموك بالخيانة وهم اخون الخائنين ، ويصموك بالتآمر وهم اشد المتآمرين على الدول بمد معرضتها بالسلاح والمال ليتقاتلوا بدلا من الكلمة الطيبة .الأمثلة امام ناصعة وان الله ليس بظلام للعبيد بل العبد هو من يظلم نفسه بعمله امم ذهبت وملوك ورؤساء انمحوا من الخريطة ولا زال البعض يرى بأن الله اختارهم لتك المناصب .

    • زائر 8 | 12:30 ص

      سقط سهوا

      اعتقد أنه ليس هناك ثورة في سوريا والدليل ان من يقتلون هناك يوميا ويتجاوز عددهم 150 ويوميا هم في الحقيقة ناس تقتل نفسها انتحارا، ويقوم النظام السوري المقاوم للغطرسة الصهيونية والمشروع الأمريكي-الإسرائيلي في المنطقة بمحاولات حثيثة كل يوم لثنيهم عن الانتحار ويواصل نصحهم باستمرار الا أن محاولاته حتى الآن لم تنجح، وظهرت حقيقة جديدة أن أولئك النفر الميتون يوميا هم أصلا ليسوا بشر.

    • زائر 5 | 10:08 م

      الكلمة الحرة دواء

      هل يطبق الكتاب والقائمين ومن اصحاب السلطات في المراكز الرسمية والخاصة الديمقراطية في حياتهم المهنية والخاصة والعامة هل يطبقون الديمقراطية فعلاً ؟؟ام هو كلام عام وعائم وسياسة خاصة بنقد الحكومات فقط ؟؟وحينما يأتي دورهم في التطبيق يضيعون في شربة ماية؟؟! ويصبحون اكثر ديكتاتو رية ممن انتقدوهم؟؟ اريد سماع الحل رجاءً

    • زائر 4 | 10:06 م

      مآسي العرب

      هذهِ هي مآسي الدكتاتوريات العربية التي جثمت على صدور الشعوب لعقودٍ من الزمن ... حتى نفخ البوعزيزي نفخة الصور في جثمان الوطن العربي الميّت فدبّت فيه الحياة وقام ونفض غبار الدكتاتورية .. وهاهو يصارع من أجل البقاء بكرامة أو أن يرجع إلى القبور ولكن بكرامة أكبر وأن يُسفك في سبيل كرامته دمه الزاكي

    • زائر 2 | 9:51 م

      الله يوفقهك

      كلام ممتاز ، ولكن الكاتب نسى عن غير قصد الحراك في سوريا فقد كان في نشرات الأخبار أيضاً.

    • زائر 11 زائر 2 | 1:05 ص

      بسكم نوم

      مايجري في سوريا هو لضرب المقاومة الاسلامية ضد اسرائيل صديقة الانظمة الدكتاتورية وماشاء الله ثورة تمشي وتقتل ابناء الشعب والعالم وياهه عجل احنا سلميين وقتلونه ولا احد يتكلم لعن الله الظالم ومن يصطف معه

    • زائر 14 زائر 2 | 2:24 ص

      سلمية سلمية

      ما تشوفه يكتب عن الحراك السلمي؟ فأين ذلك من الجيش الحر والحركات المسلحة والتفجيرات الارهابية واستهداف المدنيين وآخرهم طلاب مع معلمتهم.

    • زائر 1 | 9:49 م

      كلام سليم

      مقال ممتاز ، ولكن الكاتب نسى عن غير قصد الحراك في سوريا فقد كان في نشرات الأخيار أيضاً.

    • زائر 7 زائر 1 | 12:08 ص

      الرجل يتحدث عن حراك شعبي سلمي

      حسب اطلاعي ومتابعتي لم يكن في سوريا مؤخراً حراك شعبي سلمي، بل مسلحين سوريين ومسلحين أجانب يواجهون قوات الحكومة.. الله يحقن دماء المسلمين.

اقرأ ايضاً