عبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة أمس الخميس (6 ديسمبر/ كانون الأول 2012) عن رغبته في إعطاء «انطلاقة جديدة» للعلاقات المتوترة حالياً بين بلاده وتركيا لكنه حث حكومة أنقرة على وقف التدخل في شئون العراق.

وقال المالكي في المقابلة التي أجرتها معه مع صحيفة «حرييت» التركية في بغداد إن «الوضع الحالي لا يرضي لا الشعب العراقي ولا الشعب التركي. نريد انطلاقة جديدة في علاقاتنا السياسية مع تركيا».

وأضاف رئيس الحكومة العراقية إنه يريد «مد يد الأخوة» إلى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان لكنه ندد مرة جديدة برفضه تسليم بغداد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المحكوم عليه بالإعدام غيابيا في بلاده.

وتساءل المالكي «ما كنتم لتشعروا إذا منحت اللجوء في بغداد لزعيم حزب العمال الكردستاني (الانفصالي) عبد الله أوغلان».

وأوغلان مسجون لمدى الحياة منذ 1999 في تركيا فيما تدرج أنقرة وعدة دول أخرى حزب العمال الكردستاني على لائحة الحركات الإرهابية.

وأضاف المالكي «رغم كل خلافاتنا، نرغب في حوار جيد مع تركيا. أمد من هنا غصن الزيتون، نريد التعاون في كل المجالات مع تركيا». وأكد «لكن تركيا يجب ألا تتدخل في الشئون الداخلية للعراق».

وتوترت العلاقات بين أنقرة وبغداد كثيراً منذ رفض تركيا تسليم الهاشمي. ويتهم العراق أيضاً تركيا بالتدخل في الخلاف بين حكومة بغداد المركزية وإقليم كردستان الخاضع للحكم الذاتي.

وقد منعت السلطات العراقية الثلثاء طائرة وزير الطاقة التركي من الهبوط في مطار أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بسبب عدم حصول الرحلة على «الموافقات القانونية» اللازمة، وفقاً لمسئولين عراقيين.

واحتجت بغداد رسميا في أغسطس/ آب على زيارة وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو إلى كركوك بشمال العراق بدون إبلاغ السلطة العراقية المركزية.

كما استبعد مجلس الوزراء العراقي الشركة الوطنية التركية للنفط والغاز (تباو) من عقد لاستكشاف النفط في الجنوب في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني.

وعلى صعيد آخر، ذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي إن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون وصل إلى العراق لإجراء محادثات يتوقع أن تركز على الصراع في سورية والعلاقات مع الكويت. ووصل بان إلى العراق قادماً من الكويت. وكان في استقبال بان وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس العراقي جلال الطالباني وبالمالكي.

وعلى الأرض، قتل خمسة من أفراد الشرطة العراقية في هجوم شنه مسلحون مجهولون ضد نقطة تفتيش جنوب بغداد، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.

وقال مصدر في وزارة الداخلية لوكالة «فرانس برس» أن «خمسة من أفراد حماية المنشآت التابع لجهاز الشرطة قتلوا في هجوم شنه مسلحون مجهولون ضد نقطة تفتيش قرب دائرة تابعة لوزارة الكهرباء».

وأضاف أن المسلحين سرقوا أسلحة أفراد حماية المنشآت بعد قتلهم في منطقة جرف النداف على الطريق المؤدي إلى المدائن (30 كيلومتراً جنوب بغداد).