استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر القضيبية اليوم السبت (8 ديسمبر / كانون الأول 2012) بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، رؤساء الوفود المشاركين في منتدى حوار المنامة الثامن والذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية والذي بدأ أعماله الليلة الماضية.
وفي بداية اللقاء تفضل جلالة الملك باللقاء كلمة سامية هذا نصها:-
"بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب (السمو) والسعادة ،
أيها الحضور الكرام ،،
أنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في مملكة البحرين في حوار المنامة في دورته الثامنة – لقد شهد هذا المنتدى على مدى السنوات الماضية تطورا بحيث أصبح تجمعاً رئيسيا رفيع المستوى لتبادل وجهات النظر حول التحديات الأمنية الإقليمية الراهنة.
إننا دائما ما نقدر كثيراً دور المعهد والدكتور تشيب مان في تيسير إقامة هذا الاجتماع كما نثمن وجود المسئولين المعنيين بالشؤون الأمنية والشؤون الخارجية.
إن مملكة البحرين ، باستضافتها لحوار المنامة ، لتدرك تماما أهمية مثل هذه اللقاءات والمنتديات في معالجة المشهد الأمني المتسارع في منطقتنا . وكما نعلم جميعاً ، فإن الشرق الأوسط بصفة عامة ، والخليج العربي على وجه الخصوص ، يعجان بالتحديات الأمنية . ومع ذلك ، وعلى مر السنين، وبالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء تمكنا من مجابهتها وتحقيق أهدافنا المرتبطة بالأمن والاستقرار والتنمية .
لقد أبدت مملكة البحرين ، ومنذ نشأتها كمملكة مستقلة في عام 1783، استعداداً للقيام بدورها في ضمان أمن المنطقة عموما والخليج العربي خصوصا والمساهمة بشكل إيجابي وفعال في الحفاظ على الأمن الدولي والتنمية. وقد أثبتت ذلك منذ توقيعها على معاهدة السلام العامة مع بريطانيا العظمى في عام 1820 القائمة الى وقتنا الحاضر.
في السنوات الأخيرة ، عكفت البحرين على المشاركة الفعالة والجادة في الجهود الأمنية الإقليمية ، كما تسهم اسهاماً شاملاً في معالجة كل التهديدات القائمة والمستقبلية مثل الإرهاب والقرصنة وتهديد التجارة ، وإمكانية انتشار أسلحة الدمار الشامل. وكما هو معتاد فقد تم ذلك بالتعاون مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي وحلفائنا في حلف شمال الاطلسي وخلافهم.
لقد سعينا في ذات الوقت ، وبالعمل مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي على تعزيز وتطوير قدراتنا الدفاعية الجماعية - سواء كان ذلك بهدف الردع أو مواجهة التهديدات الأمنية المحتملة. وسنستمر في تطوير تعاوننا الدفاعي ، من خلال إقامة التدريبات المشتركة وتطوير وتحسين العمليات المشتركة . وبالإضافة لتحسين وتطوير البحرين لقدراتها للمساهمة في الأمن الإقليمي .
ومع استمرار البحرين في تعزيز قدراتها لضمان الأمن الإقليمي ، يمثل حرصنا على التواصل مع الجميع ، ركيزة أساسية لسياستنا الخارجية والداخلية، سواء محليا أو دوليا ، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة والعمل معا على تحقيق أهدافنا المشتركة . إن نهج سياسة الباب المفتوح الراسخة في تاريخنا وثقافتنا المتميزة ، ستظل الموجه لمسارنا وفكرنا لعقود قادمة .
ونحن إذ ندرك ، وبشكل أساسي ، الأهمية المركزية للحوار والتواصل والنقاش بغية ايجاد حل للقضايا وتعميق نوع الفهم الذي من شأنه أن يحد من أن تنشأ تلك القضايا أو تتفاقم.
وبهذه الروح والفهم ترحب بكم مملكة البحرين في حوار المنامة لعام 2012 وهي تأمل وكلها ثقة في أن مناقشتكم خلال الأيام القادمات ، سوف لن تثري فهم كل الأطراف فحسب ، بل ستسهم في جعل منطقة الخليج العربي أكثر أمنا وسلما واستقرارا ً.
شكراً جزيلاً .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .