العدد 3746 - السبت 08 ديسمبر 2012م الموافق 24 محرم 1434هـ

خطابٌ محبط

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مهما كانت وجهات النظر حول ما يجري من تطورات في مصر، إلا أن ما جرى يثبت أن الرئيس المصري الجديد، محمد مرسي، لم يكن رجل المرحلة على الإطلاق.

الرجل يفتقر إلى تلك الكاريزما لملء منصب الرئاسة في بلد مهم مثل مصر، حتى مؤهلاته الخطابية تخونه في التأثير أو إقناع الرأي العام، فيخرج على الشعب بخطابات مطولة ومملة، وفي خطابه الأخير الذي ترقبه المصريون من صباح الخميس حتى اقترب منتصف ليل الجمعة، لعله يلقي لهم بطوق النجاة للخروج من المأزق الذي أوقعهم فيه، كان خطاباً مملاً جداً، والأسوأ أنه كان استنساخاً لخطاب سلفه حسني مبارك، بما فيه من تهديد ووعيد وعناد وإصرار على المضيّ في الاستفتاء على الدستور. فلم يقم شباب مصر بالثورة ويقدموا مئات من قرابين الحرية ليستبدلوا رئيساًً دكتاتورياً عنيداً بآخر.

حتى على المستوى الحزبي، كان أداء مرسي ضاراً بالأخوان المسلمين، كأكبر وأعرق حركة إسلامية في المنطقة العربية، فقد استطاع خلال تسعة أشهر من هدم ما بنوه من أحلام وتطلعات خلال تسعين عاماً... دون أن نقلل من شأن التربص في الداخل والمكائد في الخارج، وما صُرف من أموال ووُجّه من إعلام. لكن الأشد نكالاً بالحركة، اختيارها شخصاً أثبتت الأحداث أنه لم يكن الرجل المناسب لهذه المرحلة على الإطلاق. فضلاً عن مواقف الحركة التاريخية تجاه «كامب ديفيد»، التي تملّصت منها مع وصولها للحكم، ورسالة مرسي السرية التي خاطب فيها الرئيس الإسرائيلي بيريز بـ «صديقي العظيم»، فكلها عوامل عملت على تآكل وتقليص قاعدة المؤيدين والمتعاطفين.

الرئيس مرسي وصل للرئاسة عبر انتخابات لم يفز فيها إلا بفارق ضئيل عن منافسه أحمد شفيق (وهو من فلول النظام السابق ومتهم بقضايا فساد كبرى)، ومع ذلك تصرّف وكأنه مخوّلٌ من الشعب بفعل ما يريد. والمفارقة أن التصويت كان سلبياً، بمعنى أن كثيرين من صوّت لمرسي كان خوفاً من عودة مرشح الفلول، وكثيرين ممن صوّت لشفيق كان نكايةً بمرسي، كما أشار إليها أحد الكتاب المصريين. فهي انتخاباتٌ غريبةٌ لعب فيها عامل الضرورة والاضطرار دوراً حاسماً، وتكشّف ذلك مع أول اختبارٍ للسلطة الجديدة في طرحها للإعلان الدستوري السريع.

أحد التحديات الكبرى للحركات الإسلامية اليوم بعد وصول عدد منها إلى الحكم، أن تخلع عباءة الحزب وترفع مظلة الوطن، وألا تتصرف مع الآخرين باستعلاء، ولا تعتبر وصولها إلى الحكم على أنه نهاية التاريخ. وما حصل في مصر وتونس وحتى ليبيا، من ردود فعل جماهيرية، كافٍ لاستعادة الوعي ومراجعة المواقف والسياسات.

الحديث عن مصر ليس شأناً مصرياً خاصاً، وإنّما يتعداه إلى بقية الدول العربية، حيث تحظى التيارات والحركات الإسلامية بتأييد جماهيري واسع في هذه الحقبة من التاريخ. وتعثّر تجربة أكبر وأقدم حركة إسلامية، بما لها من امتدادات فكرية وسياسية وتنظيمية، من شأنه أن يؤثر على مختلف الدول العربية، من الخليج إلى المحيط. ففي أكثر هذه الدول يلعب الأخوان دور المعارضة، باستثناء البحرين حيث يمثلون دور الموالاة.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3746 - السبت 08 ديسمبر 2012م الموافق 24 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 5:57 م

      الله يساعدك الدكتور مرسي

      نتمنى لمصرالامن والاستقرار لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تدخل ملتهم ان الدكتورمرسي استطاع ان يفرض على اسرائيل السلام علمآ بانها مادخلة الحرب الى عمليت جس نبض لمصر بعد النظام الجديد ماذا سيكون ردت فعله فعند ما كانت ردت الفعل بحجم الحدث تحركت الثعالب والجررذان وكشرة انيابها

    • زائر 30 | 8:03 ص

      من السبب

      الغلط من الشعب المصري الي تخاذل عن التصويت في المرة الأولى وهاذي التخاذل اهو الي وصل الدكتور مرسي واحمد شفيق للجولة الثانية وبالنسبة للمصريين مرسي افضل من شفيق / لحد يلوم مرسي لو ان الشعب المصري الي بعد ثورة عارمة تنازل عن حقه في التصويت للأفضل / الله يحفظ مصر والبحرين والدول العربية

    • زائر 29 | 6:13 ص

      الطريق في مصر مليء بالشوك

      نعم مرسي ضعيف لكن ضعفه من نابع انها أول مرة للاخوان في سدة الحكم ولاننسى ان الظروف الحالية هي ذاتها محبطة حيث يمر العالم العربي بتشرذم وتذمر من سبب الحكومات الخائرة والخائنة والمهادنة للعدو والمخادعة بتقديم النصيحة الحقه وهذه عوامل تثير الضبابية لصانع القرار في مصر وغيرها .. الخطوب كبيرة والمعاناة شديدة ومتلاحقة ولا يمكن الركون لنصائح دول عربية تفتقر هي ذاتها للاستقرار والحكم الرشيد بل مليئة بالدسائس اكثر من الاجنبي . فهو بين خضم أهوال داخلية واقليمية ودولية

    • زائر 28 | 5:15 ص

      سؤال

      عندي سؤال ما دام هذه الحركة قديمة وذات تاريخ ألم يوجد لديهم كفاءات واضخاص ذات خبرة افضل من مرسي؟

    • زائر 26 | 5:04 ص

      الكفاءة ثم الكفاءة.

      اتفق معك تماماً انه لم يكن الشخص المناسب لهذه المرحلة على الاطلاق، وهذا اكبر خطأ ارتكبه تنظيم الخوان المسلمين وسيدفعون ثمنه وهذه هي البدايات. الكفاءة يا جماعة الكفاءة.

    • زائر 25 | 4:34 ص

      صدقت,,,,لم يكن رجل المرحلة بالمرة:-

      فلكل مقام مقالا,,,,,
      لكن الجدد ما يعرفون ويش يقولون,,,,
      فهدفهم الأول من الكلام هو كسب رضا "الاقوياء",,,,,,
      و لو كان ذلك على حساب خسارة الجمهور المكون من شريحة "الضعفاء",,,,

    • زائر 20 | 1:45 ص

      ساعدهم الله

      الطريق شاق وطويل امام اخواننا المصرييين لكن اقول لكم لا تسمحوا بعودة دكتاتور اخر حليف للكيان الصهيوني

    • زائر 19 | 1:44 ص

      مرسي جالس على الكرسي

      خطاب مرسي كان اشبه مايكون خطاب لحزب ويخوض معركة انتخابية
      الرأسة الحقيقة تبداء بشعور الابوة والامومة والاخوة والصداقة ليجعل الجميع تثق وتحب ما يصدر منه وهو مايفتقده السيد مرسي .
      فيكون اب الجميع ومظلة لهم دون التفريق في المحبة.
      ام ترعى وتخشى وتحن على ابناءها دون اظهار اللوم.
      اخ يكلم اخوته ويستشرهم لايجاد حل وراحة للجميع.
      صديق يلجاء الى جميع اصدقاءه ويبتعد عمن يريد الاذى له ولهم.
      عندها سيكون في راحة بين قومه
      حفظ الله مصر وشعبها من كل سواء وجعلها في امن وامان

    • زائر 18 | 1:10 ص

      الاخوان الغير مسلمين

      تاريخ الاخوان المسلمين معروف وخصوصا بعد ثورة يوليو

    • زائر 13 | 12:31 ص

      ما لا لنا علاقه

      مصر لا ينخاف عليها ....فيه رجاااااااااله كثير ..

    • زائر 11 | 12:27 ص

      من يحكم مصر؟

      من يتابع مصر هذه الايام يتسائل من يحكم مصر هل هي حكومة مرسي ام حزب مرسي المسى الاخوان هل هي فزعة اخوانية عندما لانسمع اي مسئول حكومي يتحدث بل كلهم من الاخوان من المرشد الى الممول الشاطر الى عصام العريان الذي ذهب الى امريكا في مهمة غير معروفة هل اصبخت مصر مزرعة للاخوان اوملك خاص بهم هل الحكومة حكومة الاخوان ام حكومة المصرين؟

    • زائر 9 | 12:22 ص

      يريدون تطبيق الشريعة!!

      وأخرتها زعيمهم طلع صديق حميم الى بيريز

    • زائر 7 | 11:56 م

      مرسي والاخوان

      مازال يتحرك تحت عباءة الاخوان ولم يظهر لحد الآن انه رئيس لكل المصريين او انه رئيس بلد عربي كبير يحتاج الكثير ليتماشى مع الثورة واهدافها

    • زائر 6 | 11:42 م

      الاخوان يعتقدون انهم ملكوا الحكم بعد ان نالوا الرضا الامريكي.

      لما قدموه من ضمانات لحفظ المصالح الامريكية والاسرائيلية.
      ونسوا أن الشعب المصري هو شعب واعي
      قدم التضحيات ولن يتنازل عن حريته وكرامته.

    • زائر 4 | 11:04 م

      وجهة

      استاذي حملت مرسي المسؤلية وكانه يغرد خارج سرب جماعة الاخوان ولكن ما اعتقده ان كل حركات مرسي هي مدروسة من قبل الجماعة وموافق عليها وهو يتحرك ضمن ما يخطط له اما فيما يخص اسرائيل وكامب ديفيد في اعتقادي هي حركة تطمين للغرب ولكثيرين ولن يتبدل الكثير في علاقة مصر باسرائيل وسيبرر الاخوان لانفسهم كل تصرفاتهم التي تخالف مبادئهم وما صدعوا رؤوس الناس به على مر السنين وسيسير المركب

    • زائر 3 | 10:13 م

      دع عنك مصر

      حبذا لو كتبت لنا عن هموم الوطن وما يقاسيه من احداث تنخر فيه كما كنت تعمل في السابق وتركت هموم مصر لأهلها. مع تقديرنا لمصر وأخواننا المصريين ونتمنى من الله العلي القدير ان يحفظ جميع المسلمين من كل الشرور التي تحاك ضدها. (محرقي/حايكي)

    • زائر 21 زائر 3 | 1:53 ص

      استفيدوا من تجارب الناس ولا تتقوقعوا

      اعتقد ان السيد قاسم لم يقصر واغلب كتاباته عن البحرين فلماذا يضيق صدرك عندما يتكلم عن مواضيع اخرى؟ ثم اليس هناك رابط؟ الم تقرا الجزء الاخير حيث يناقش قاسم ازمة الحركات الاسلامية ومشاكلها؟ لماذا هذا التفكير الانعزالي؟ انفتحوا على العالم واستفيدوا من تجارب الشعوب.

    • زائر 2 | 9:38 م

      عدل

      مصر شعبها واعس ولن يقيل الا بمن يحكم بالعدل ويحقق اهداف الثورة سواء كان من الاخوان او غيرهم

    • زائر 1 | 8:55 م

      المرشح الاستبن "الاحتياط" والجماعة ليسوا قيادات

      الزعامة تتطلب مؤهلات. ثم أن الكثير من الشعب المصري وبكل صراحة لا يريدون أي حكم للإسلام البعض لأن دينهم يختلف والبعض لأن مصالحهم لا يحققها الإسلام وعندما يتكلمون يقولون نحن نصلي ونصوم وأشك في ذلك. الإخوان قد يكونوا طلاب عدالة ظاهريا ولكنهم ردة فعل على تصرفات الحكام واستقطبوا الكثيرين تحت عنوان العدالة. الحقيقة انهم متدينين ولكنهم كحركة تريد المناصب لأنها ترى الجميع ليسوا على قدر الكفائة والمسؤولية والإخلاص و و و. والله أعلم فنحن نكم على الظاهر

اقرأ ايضاً