العدد 3748 - الإثنين 10 ديسمبر 2012م الموافق 26 محرم 1434هـ

إنه عصر حقوق الإنسان

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يأتي الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول، تتويجاً لنضالات ملايين البشر عبر القرون من أجل استرجاع الحريات المصادَرة والكرامة المستباحة.

في الاحتفال الذي أقيم أمس (الإثنين) في جنيف، ألقت زعيمة المعارضة في بورما أونج سان سوتشي الكلمة الرئيسية عبر الأقمار الصناعية. وهي سيدة تبلغ من العمر سبعة وستين عاماً، وقد قادت حركة المعارضة من أجل الديمقراطية في بلادها العام 1989، فأقدم حكم العسكر على وضعها تحت الإقامة الجبرية لأكثر من عشرين عاماً.

يشارك في الحفل رئيسة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، سهير بالحسن، وهي صحافية وناشطة حقوقية تونسية، بدأت مشوارها بالدفاع عن مجموعة من الشباب التونسي المحكومين بالإعدام منتصف الثمانينات فيما عرف بـ «انتفاضة الخبز». وتبنت عريضة للدفاع عن المرأة أغضبت نظام بن علي فقرّر نفيها لتعيش في باريس لخمسة أعوام. وبعد عودتها أسست «الرابطة التونسية لحقوق الإنسان»، وتعرّضت عدة مرات لاعتداءات على أيدي رجال أمن بلباس مدني، وشغلت منصب رئيس «الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان».

في هذه المناسبة، كتبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، مقالاً نشر في الكثير من الصحف العالمية، (نشرته «الوسط» أمس)، تحدثت فيه عن أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام، خصوصاً الشعوب التي تتطلع إلى استرجاع حريتها وتخليص حقوقها من براثن الأنظمة الدكتاتورية.

نافي بيلاي سيدة من جنوب إفريقيا، ذات أصول هندية، ولدت في حي فقير بمدينة «ديربان»، التي عمل فيها المهاتما غاندي نهاية القرن التاسع عشر أثناء هجرته لطلب الرزق هناك. وهي أول سيدة جنوب إفريقية نالت الدكتوراه في القانون، وأول سيدة غير بيضاء افتتحت مكتباً للمحاماة، حيث جرت السياسة المتخلفة على التمييز بين الناس حسب أصولهم العرقية، وتصنيفهم وفق ألوان بشرتهم، وهو ما أصبح اليوم سبّةًً وعاراً على نظام «الأبارتهايد» في ذاكرة الشعوب. واشتهرت بيلاي بالدفاع عن نشطاء حقوق الإنسان، وتدرجت حتى انتهت لشغل منصب المفوضية السامية لحقوق الإنسان.

في مقالها الأخير، تحدثت بصراحة ووضوح عن هبَّة الملايين في جميع أنحاء العالم، للمطالبة بحقوقهم المدنية والسياسية، والاقتصادية والثقافية. وقالت بوضوح: «ليست هذه الموجة العارمة مجرد مسألة أناس يطالبون بحرية التعبير، إنما يطلبون ما هو أكثر من ذلك بكثير. فهم يطلبون وضع حد لحالة تقرر فيها الحكومات ببساطة ما هو الأفضل لسكانها حتى دون استشارتهم. ويطلبون حقهم في مشاركة تامة في القرارات والسياسات المهمة التي تمس حياتهم اليومية».

وأكدت بيلاي أن هؤلاء «سئموا معاملة حكامهم لهم بازدراء وتجاهلهم لاحتياجاتهم وطموحاتهم ورغباتهم. وهم يطلبون ما كان حقاً مشروعاً لهم منذ أكثر من 60 عاماً، بموجب القانون الدولي». ومن المفترض - كما تقول - أن تسري هذه الحقوق على الجميع، دون استبعادٍ لأي شخص لكونه أنثى أو ينتمي إلى أقلية أو يعتنق ديناً معيناً.

بيلاي تحدّثت بخبرتها عمّا يلاقيه المناضلون من أجل حقوق الإنسان من تعسفٍ واضطهاد، وتلفيقِ تهمٍ واعتقالات. وحين يرفع الناس أصواتهم بالاحتجاج تعمد الحكومات إلى إلقائهم في غياهب السجون وتعذيبهم أو إيجاد طرق لإلهائهم أو إسكاتهم أو التسبب في اختفائهم.

إنه عصر حقوق الإنسان، حيث طفح الكيل بالشعوب، فخرجت تطالب بحقوقها واستعادة كرامتها، معلنةً أن الحكام لم يعودوا رعاةً، وأن الشعوب لم تعد أغناماً. وهي رسالةٌ شديدة الوضوح، لكنها تحتاج إلى عقودٍ عجافٍ ليسلّم بها الحكام: لقد انتهى عصر الرعية وبدأ عصر الإنسان.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3748 - الإثنين 10 ديسمبر 2012م الموافق 26 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 8:33 ص

      المصلي

      مقالة الخليفة عمر ابن الخطاب ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار)0

    • زائر 14 | 8:00 ص

      المصلي

      على أقل تقدير دعونا جميعا أن نأخد بمقالة الخليفة الراشد عمر أبن الخطاب والذي لو اخدت بها الحكومات الشمولية الدكتاتورية في هذا الزمن لنالة الشعوب المطهدة جزء من حقوقها ولخرجت من محنها الأجتماعية والأقتصادية والسياسيه وعاشت الشعوب والحكومات في تناغم مستمر ولكن صدقوني لو طلع علينا مرة اخرى الخليقة عمر وطالب بحقوق الناس لخرجوا له الطبالون وماسحي الجوق ونعتوه بزدراء بأنه مجوسي وصفوي وعميل لدولة اجنبيه هذا ديدنهم وهذه صنعتهم والتي يعيشون ويقتاتون منها من فضلات موائد الحكام فتعسا وسحقا لهؤلاء البشر

    • زائر 13 | 7:23 ص

      كل رسل ربي بعثت لتوحيده ولأحلال العدالة المفقودة

      لقد اكرمنا ربي العالمين سبحانه وتعالى بالاسلام وبعث خاتم الانبياء رحمة للعالمين ولأحقاق الحق وتوحيده والعالم العربي اليوم وامس بدلا من إنارة الطريق للأمم لتوحيد الله وبسط عدالة السماء فإذا بحكام العرب يصبحون شراً أكثر من أي أمم في الارض فهم من يخادع نفسه ويبيع وطنه في سبيل ملذات الدنيا وما حصد شعب عربي او اسلامي من الدمار الا على يد حكامه وجلازته .

    • زائر 12 | 6:12 ص

      عصر حقوق الانسان عشان جدي كل من لهم علاقة بالحقوق محبوسين

      اشوف كل من له علاقة بحقوق الانسان محبوس في البحرين

    • زائر 11 | 5:44 ص

      حق إنسان بين سالب ومسلوب وواجب متقاطع

      قد لا يكون من الفروض لكنه واجب الاحترام والاتقان والاتمام والعمل به دون نقص أو خسران ولا تبخسوا الناس أشيائهم. فما لك عليك وما عليك الا ما لك وكما تدين تدان على الدوام، ولا يوجد بنك تسليف لمثل هذا الميزان.
      فهل حق الإنسان تاه وضاع بين حقوق الإنسان؟ أم العمل به من العملات النادر تداولها في أسواق المال والأعمال؟

    • زائر 10 | 5:32 ص

      عبد الهادي الخواجة ونبيل رجب مثلآن واضحان.

      بيلاي تحدثت بخبرتها عما يلاقيه المناضلون عن حقوق الانسان من تعسف واضطهاد وتلفيق تهم واعتقالات.

    • زائر 9 | 3:06 ص

      (إنه عصر حقوق الإنسان، حيث طفح الكيل بالشعوب،)

      بيلاي تحدّثت بخبرتها عمّا يلاقيه المناضلون من أجل حقوق الإنسان من تعسفٍ واضطهاد، وتلفيقِ تهمٍ واعتقالات. وحين يرفع الناس أصواتهم بالاحتجاج تعمد الحكومات إلى إلقائهم في غياهب السجون وتعذيبهم أو إيجاد طرق لإلهائهم أو إسكاتهم أو التسبب في اختفائهم ومن لم يتحدثنيقلق،يأسف،يضغط على حكومتهوووولكن هذا ليس في البحرين بل الخليج البئر الإرتوازيةللنفط والريادولار لبيع السلاح ضد الشعوب! يابيلاي بل أنتي بنفسك بعد ماقررت الزيارة للبحرين سبحان الله بقدرة قادر نزلت الطائرة في الأمارات!

    • زائر 8 | 2:36 ص

      هذا حال الاستاذ نبيل رجب الان

      لقد انتهى عصر الرعية وبدأ عصر الإنسان.

    • زائر 7 | 1:46 ص

      صمت وسكوت وخوف الشعوب يقوي المتنفذين ويمنحهم الثقه

      يجب على جميع الشعوب أن لا تصمت وأن لاتسكت ويجب تطالب بحقوقها المشروعه حتى لو طال الزمن بهم ويجب أن لا ييأسو مهما كلف الثمن. لتعيش أجيالهم القادمه حياة كريمه محفوظة الحقوق.

    • زائر 6 | 1:21 ص

      فعلا انه عصر حقوق الانسان التي يحاول بعض من في بلدنا قتلها

      انه عصر حقوق الانسان وكرامته ولكن المشكلة في الاوطان التي تريد تكريس البغي والعدوان والانتقاص من هذه الحقوق وسلب كرامة بني البشر ولا يتعلموا مما حصل لغيرهم

    • زائر 4 | 12:33 ص

      طمع وجشع المتنفذين لعدم خسران السلطات المملوكه

      طمع وجشع المتنفذين وعدم تحكيم ضميرهم وهم مستعدين أن يقدمو كل الدعم للمتمصلحين وعديمي الضمير للدفاع عنهم وتحريف الحقائق لصالحهم للمحافظه على إمتيازاتهم ولضمان عدم المحاسبه هو الذي يخلق ازمات حقوق الأنسان ، ولو أنصفو شعوبهم وأعطوهم حقوقهم الكامله لما حصلت كل هذه الإنتهاكات.

    • زائر 3 | 12:32 ص

      مجانين

      اذا رب العالمين عطاك حريتك وكفلها بالاعمال اشلون اشخاص مثلي ومثلك يقيدوني عن الحرية ويلزموني على ما يريدون ويشتهون .
      سينقلب السحر على الساحر

    • زائر 1 | 11:04 م

      كلمة مؤلمة للأنظمة الشمولية

      سئموا من معاملة حكامهم لهم بازدراء وتجاهلهم لطموحاتهم و مطالبهم /بيلاي/. كلمة صريحة وقاسية موجهة للأنظمة الشمولية ولكن الحقيقة المرة ان بعض من مكونات الشعوب تتنوع معتقدهم الديني ولكن يتحدون في استجداء الازدراء لأنفسهم حين يطالبوا ان يكونوا عيالا ورحم الله ابن الخطاب كان يرفض الشكر على ما يعطى الفرد المسلم من عطاء لانه يأخذ حقه وليست مكرمة

اقرأ ايضاً