قال مسؤول كبير بالوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء (12 ديسمبر/ كانون الأول 2012) إن مفتشي الوكالة مستعدون لزيارة مجمع بارشين العسكري إذا سمحت لهم إيران بذلك خلال محادثات تجرى في طهران في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وتعتقد الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن إيران أجرت تجارب على متفجرات ذات تطبيقات نووية في بارشين وهي منشأة مترامية الاطراف جنوب شرقي العاصمة طهران كانت الوكالة قد طلبت مرارا دخولها.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن إيران قامت بعمل مكثف في موقع بارشين على مدى العام الأخير شمل هدم مبان وإزالة كميات من التربة لتنظيفه من اي آثار لأنشطة محظورة لكن الوكالة تقول إن زيارة الموقع ما زالت "مفيدة".
وتنفي إيران أنها تسعى سرا لتطوير الوسائل والتكنولوجيا المطلوبة لصنع أسلحة نووية وتقول ان بارشين موقع عسكري تقليدي ونفت مزاعم "تطهير" المكان.
وقد يتيح الاجتماع الذي سيعقد في طهران غدا الخميس وهو الأول بين الوكالة وإيران منذ أغسطس/ آب بعض الدلائل بخصوص مدى استعداد طهران للمساعدة في تهدئة الشكوك الدولية في برنامجها النووي بعد انتخاب الرئيس الامريكي باراك اوباما لولاية ثانية الشهر الماضي.
وكانت إسرائيل التي يعتقد انها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط المسلحة نوويا قد هددت بعمل عسكري إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية في منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وتقول ايران إنها سترد بقوة إذا تعرضت لهجوم.
وذكر هيرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة والذي سيراس وفد الوكالة في زيارة إيران أن الهدف من الزيارة هو التوصل الى اتفاق بشأن القضايا المعلقة "المتصلة بوجود أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني". وقال ناكيرتس للصحفيين في مطار فيينا قبل سفره إلى طهران "نأمل أيضا ان تسمح لنا ايران بالذهاب الى موقع بارشين... إذا سمحت لنا إيران بالدخول فسنرحب بتلك الفرصة وسنكون مستعدين للذهاب."
ويضم وفد الوكالة عددا من كبار الخبراء في شؤون إيران وفي الأسلحة النووية وحمل بعضهم حقائب معدنية تحوي فيما يبدو الأجهزة التي سيحتاجون إليها لتفتيش موقع مثل بارشين.
وتتضمن إجراءات الفحص المعتادة الحصول على عينات من التربة وغيرها من الموقع.
لكن فريدون عباسي دواني رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية لم تبد منه أي إشارة لاحتمال السماح بزيارة بارشين.
وقال دواني لوكالة مهر الإيرانية للأنباء إن مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "سيحضرون إلى طهران وسيجرون مناقشات مع ممثلينا هنا." ويقول دبلوماسيون غربيون انهم غير متفائلين بشان إحراز تقدم في المحادثات المقررة هذا الأسبوع في ظل إخفاق سلسلة من الاجتماعات منذ يناير/ كانون الثاني في تحقيق اي تقدم.
لكنهم لا يستبعدون ان تعرض إيران التي تتعرض لعقوبات غربية صارمة أضرت باقتصادها المعتمد على النفط تقديم بعض التنازلات في محاولة لتخفيف حدة الضغوط الدولية.
وقال دبلوماسي غربي "ما من سبب يحعلني أعتقد في احتمال تحقيق تقدم مهم لكن حدوث مفاجأة سارة سيكون أمرا لطيفا" مضيفا أنه لا يعتقد أن إيران أبدت أي إشارة تدل على إمكان زيارة بارشين.
وتريد الوكالة أن تسمح إيران لمفتشيها بزيارة مواقع ومقابلة مسؤولين وفحص وثائق في إطار تحقيق بشأن أبحاث أجرتها طهران في السابق وقد يكون بعضها مستمرا بشأن الاسلحة النووية.
وتعثر هذا التحقيق طويلا بسبب تعطيل إيران له منذ عام 2008.
وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي تماما وترفض المطالب الدولية الخاصة بالحد من أنشطتها النووية التي يمكن أن تكون لها أغراض مدنية وعسكرية.
كما تقول طهران انه لا بد من التوصل الى اتفاق تنظيمي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التحقيق قبل تلبية طلبها بدخول مفتشيها الى المواقع المطلوبة.
ويعتبر مسؤولون غربيون ذلك الشرط تسويفا من إيران.
وأشارت صحيفة كيهان الإيرانية التي يعتقد أنها تعبر عن آراء الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي إلى احتمال مد فترة اجتماعات الوكالة الدولية وطهران بعد المدة المقررة وهي يوم واحد.
وقالت الصحيفة "وصلت أنباء إلى كيهان تشير إلى احتمال تمديد زيارة (وفد وكالة الطاقة الذرية) إذا كانت المفاوضات ناجحة."
والمحادثات التي تجريها وكالة الطاقة الذرية مع إيران منفصلة لكنها مكملة لجهود القوى العالمية الست لإنهاء الخلاف المستمر منذ ست سنوات مع إيران قبل أن ينقلب إلى حرب تؤدي إلى صدمات اقتصادية في أنحاء العالم. وصلت الجهود الدبلوماسية بين إيران وبين القوى الست وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى طريق مسدود منذ اجتماع عقد في يونيو/ حزيران وانتهى بالفشل.
ويقول الجانبان حاليا إنهما يريدان استئناف المحادثات في وقت قريب بعد إعادة انتخاب أوباما وهو أمر يرى بعض المحللين أنه ربما يعطي قوة دفع جديدة للمساعي الرامية إلى الوصول إلى تسوية من خلال المفاوضات. ويتوقع دبلوماسيون عقد اجتماع جديد في مطلع العام المقبل.