العدد 3760 - السبت 22 ديسمبر 2012م الموافق 08 صفر 1434هـ

الإرث الذي سيخلفه مورينهو قد يكون مضراً للريال

أعاد البرتغالي جوزيه مورينهو ريال مدريد إلى القمة في عالم كرة القدم لكن شخصيته ومواقفه المثيرة للجدل ربما تترك إرثا مضرا للنادي الملكي حال رحيله قبل انتهاء مدته.

وراهن فلورنتينو بيريز عملاق صناعة التشييد في اسبانيا ورئيس النادي - الذي أغرى مورينهو بالانضمام للفريق قادما من إنتر ميلان الايطالي في صفقة كبيرة جرت العام 2010 - بكل شيء على مدرب بورتو وتشلسي السابق في ظل سعيه المحموم لتحقيق النجاح الرياضي ونيل اللقب العاشر على صعيد بطولة أوروبا والذي يراوغ ريال منذ العام 2002.

ومع ذلك فان البداية المضطربة للموسم الحالي ترجح أن النادي الذي ينافس في دوري الدرجة الأولى الاسباني ربما يخفق في البناء على النجاح الذي تحقق الموسم الماضي عندما أنهى ريال سيطرة غريمه برشلونة على اللقب والذي دام لثلاث سنوات. كما كان ريال قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا.

ويبتعد ريال مدريد حاليا بفارق 13 نقطة خلف برشلونة في ترتيب الدوري الاسباني ويتأخر بنتيجة 2/1 عقب خسارة الفريق أمام سيلتا فيغو في ذهاب دور الستة عشر لكأس ملك اسبانيا وسيواجه مانشستر يونايتد الفائز باللقب الأوروبي 2008 في دور الستة عشر لدوري الأبطال بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة خلف بروسيا دورتموند الألماني المتصدر.

وبعد إن عين مديرا للكرة إلى جانب كونه مدربا للفريق وهي خطوة غير معتادة بالنسبة لفريق في اسبانيا بات مورينهو يتحمل مسؤولية غير محدودة في تطوير المنتج الخاص بريال وفقا لخبراء التسويق.

وتتطلب أي استراتيجية تسويق ناجحة في الأساس النجاح في الملعب لكن يتعين عليها أيضا الترويج لصورة النادي الذي يجب أن يحظى بقبول لدى الجماهير الحالية مع تشجيع المزيد منهم على استثمار الوقت والمال في متابعته.

وقال الخبراء إن مورينهو الذي سيتم عامه 50 الشهر المقبل نجح جزئيا في أول اختبار وسيعني الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا اكتمال النجاح بالنسبة له إلا انه فشل في اختبار آخر.

وأدى مورينهو إلى نفور جانب من مشجعي ريال مدريد التقليديين الذين أطلقوا صفارات الاستهجان ضده في ملعب برنابيو العملاق التابع للنادي بينما بات بطلا لدى مجموعة «التراس سور» وهي مجموعة معروفة بآرائها شديدة التطرف.

وإذا ما قرر مورينهو أن يقفز من السفينة قبل انتهاء عقده في العام 2016 من دون الفوز بالمزيد من الألقاب فان خليفته سيتناول كأس السم كما إن فترة مورينهو في ريال سيتم تذكرها بكل ما هو سيء.

وقال مدير تطوير الأعمال في هافاس اسبانيا اوليفو دي ميجيل في إشارة لنجاح غوارديولا خلال فترته التي دامت 4 سنوات في قيادة الفريق والأداء الخاص بهذا الجيل من اللاعبين الموهوبين أمثال ليونيل ميسي وزافي واندرياس انيستا «من الصحيح أيضا إن معظم الإيرادات المترتبة على استراتيجية الإدارة الخاصة في برشلونة موروثة»، وأضاف «مهما يكن الأمر فان بوسع برشلونة أن يعول على استراتيجية أكثر توازنا ونجاحا واستمرارية في تطوير منتجه».

وإذا ما ترك مورينهو منصبه بسبب أي خلافات فان التأثير الفوري على ريال سيكون اقتصاديا مؤلما وسيعادل إنفاق عشرات الملايين من اليورو لضم لاعب كبير على حسب ما يعتقد اوليفو دي ميجيل.

وأضاف دي ميجيل «على صعيد الاستقرار المشروع الرياضي والمؤسسي فانه لن يكون في مصلحة الفريق أن يرحل مورينهو في المدى القريب».

وخلص جارسيا دي كاسترو إلى أن «رحيل مورينهو الافتراضي سيلحق ضررا شديدا باستقرار المشروع الرياضي أكثر من أي شيء آخر وهو المشروع الذي يشكل أساس كل شيء»، وأضاف «سيكون من الأسهل تعديل بعض أكثر الأوجه المثيرة للجدل في الصورة الخارجية للمدرب بدلا من البحث عن مدرب جديد والبدء من الصفر. كافة العلامات التجارية بحاجة لاستقرار واستمرارية. التغييرات المفاجئة تكون مدمرة دوما».

العدد 3760 - السبت 22 ديسمبر 2012م الموافق 08 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً