قالت مصادر مطلعة في قطاع الطيران الخاص إن جهوداً حثيثة تجري من أجل استقطاب معارض شركات الطيران الخاصة إلى البحرين أسوة بمعرض البحرين للطيران العالمي، والعمل على إعطاء هذا القطاع المهم للاقتصاد الوطني الأهمية التي يستحقها.

يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه مصادر صناع الطيران الخاصة في المنطقة أن حجم السوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) تبلغ نحو 7 مليارات دولار، من ضمنها نحو 5 مليارات دولار في منطقة الخليج، وهي أكبر سوق للطيران الخاص في منطقة «مينا».

وأبلغ أحد المصادر «الوسط» رداً على استفسار عن سوق شركات الطيران الخاص في المنطقة، أن جهوداً تجري على قدم وساق من أجل جذب معرض خاص بهذه الصناعة، والذي يقام في إحدى دول الخليج، إلى البحرين، التي تستضيف معرض الطيران العالمي مرة كل عامين.

وأضاف المصدر، الذي رغب في عدم ذكر اسمه: «هناك جهود بدأت لاستقطاب مثل هذه المعارض. البحرين لديها البنية التحتية القادرة على استضافة هذه المعارض، ونحن نعمل على هذا الأساس».

ووفقاً لأرقام صدرت عن الشركات المصنعة للطائرات؛ فإن هناك نحو 15 شركة خاصة تعمل في منطقة «مينا»، من ضمنها 10 طائرات في دول الخليج العربية الست.

ويبلغ حجم صناعة الطيران الخاص في منطقة «مينا» 7 مليارات دولار، من ضمنها 5 مليارات دولار في منطقة الخليج، وإن هذه الصناعة تعد «رافداً مهماً للاقتصاد الوطني، ومن المهم دعمها والنهوض بها، في وقت لا تزال تعاني من الأزمة المالية العالمية التي حدثت في العام 2008».

وشرح مسئول في إحدى الشركات الخاصة يعمل في المنطقة أن الطيران الخاص أكثر الصناعات تأثراً نتيجة لحالة الجو، والأمراض والأزمة المالية، ولكنها صناعة مهمة «وأداة عمل لنجاح الأعمال في المنطقة، وربط الأعمال في دول الخليج العربية».

وأردف أن صناعة الطيران الخاص تلقّى دعماً في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية؛ لأنها تقوم بتوظيف آلاف العمال، «ولكن للأسف فإن هذه الصناعة لا تجد الدعم المناسب لمساعدتها على تخطي التحديات التي تواجهها، خصوصاً وأنها لا تزال متأثرة بالأزمة المالية العالمية».

وذكر أن البنوك تحجم عن تقديم تمويلات لشركات الطيران الخاصة، وأنه في ظل ارتفاع أسعار المساندة للصناعة مثل الصيانة، وصعود أسعار الوقود، فإن هذه الشركات ستستمر في المعاناة، وتحتاج إلى دعم خاص، مثل الإعفاء من رسوم العبور والهبوط».

وأضاف: «في جميع دول الخليج، ليس هناك اهتمام خاص بشركات الطيران الخاصة، رغم أنها رافد مهم للاقتصاد. يجب أن يكون هناك دعم للنهوض بصناعة الطيران في المنطقة. أما في الغرب، حيث يقدر أن حجم الصناعة يصل إلى 100 مليار دولار، فإنها تشكل طرفاً رئيسياً في حركة النمو الاقتصادي؛ ولذلك يتم دعمها».

وتعمل في منطقة «مينا» في الوقت الحاضر نحو 400 طائرة خاصة، وأن العديد من رجال الأعمال والشركات الخاصة تتباحث لشراء طائرات خاصة جديدة، وفق أرقام صدرت عن الطائرات المصنعة خلال مؤتمر اتحاد الشرق الأوسط للطيران الخاص، والذي عقد في دبي في الآونة الأخيرة.

ويضم الاتحاد 200 عضو، نحو 80 في المئة منهم من دول الشرق الأوسط، وقال مسئول إن عدد الأعضاء يتوقع أن يصعد إلى 500 عضو في الخمس سنوات المقبلة. وتستحوذ منطقة الخليج العربي على نحو 70 في المئة من عمل الطيران الخاص.

ومن المقرر أن تستضيف البحرين في (16 يناير/ كانون الثاني 2014) المعرض العالمي للطيران في منطقة الصخير.

وقال مسئولون إن 7 شركات وقعت على اتفاقية المشاركة في المعرض حتى الآن، حيث ينتظر أن تشارك كبار الشركات المصنعة للطائرات في العالم في المعرض الذي يستمر 3 أيام.

كما أنه من المؤمل أن تعرض شركات عالمية أحدث منتجاتها من الطائرات والمعدات والأجهزة المساندة في مجال الملاحة الجوية والخدمات الأرضية وتأجير الطائرات الخاصة بأصحاب الأعمال وكبار الشخصيات في المعرض الذي تم بيع أكثر من 60 في المئة من المساحة المخصصة للشركات.

ومعرض البحرين الدولي يقام كل سنتين، ويضم 40 جناحاً وساحة لعرض الطائرات بجميع بأنواعها.

وعرج المسئول على طيران الخليج المملوكة للحكومة فأعرب عن أمله في مواصلة دعم الناقلة الوطنية، وقال إن جميع شركات الطيران ليس في هذه المنطقة فقط، وإنما في العالم تعاني من خسائر، «وإن طيران الخليج شركة محلية ويجب دعمها واستمرارية تقديم خدماتها».

وتعاني طيران الخليج من خسائر مالية مزمنة، ولم تفلح جهود ضخمة لانتشالها من مستنقع الخسائر حتى الآن.