العدد 3764 - الأربعاء 26 ديسمبر 2012م الموافق 12 صفر 1434هـ

الأندية الإيطالية تواصل فقدان نجومها في العام «2012»

فقدت الأندية الايطالية نجومها في 2012 ولم تعد تهيمن على أوروبا كما في السابق ما اثر على الدوري الايطالي لكرة القدم، لكن ذلك لم يؤثر على المنتخب بقيادة المدرب تشيزاري برانديلي، وصيف بطل أوروبا، الذي لايزال متألقا وجذابا.

وأصيبت كرة القدم الايطالية في عنفوانها وتخلت عن المركز الثالث في تصنيف الاتحاد الأوروبي للأندية وعن النادي الرابع في مسابقة دوري أبطال أوروبا وآل المركز الى ألمانيا الأكثر ثباتا في المسابقات الأوروبية، فضلا عن أن نادي اودينيزي فشل في امتحان التصفيات التمهيدية ولم يبق لها سوى ممثلين اثنين هما يوفنتوس البطل وميلان الوصيف اللذين لحسن الحظ بلغا الدور الثاني (ثمن النهائي).

واختفت ايطاليا تقريبا عن منصات التتويج على رغم أن أنديتها بلغت نهائي دوري أبطال أوروبا 13 مرة بين 1998 و2007 ففاز ميلان باللقب 6 مرات ويوفنتوس مرة واحدة، وبعد ذلك بلغ ناد وحيد نصف النهائي هو انتر ميلان بإشراف المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو العام 2010 ثم توج باللقب.

وفي ما عدا هذا الاستثناء الذي تحقق بفضل المعرفة التكتيكية الملازمة للأندية الايطالية، فان ايطاليا كشفت عن صورة باهتة الى جانب انجلترا واسبانيا وحتى ألمانيا.

وأسباب هذا التراجع الحاد في مستوى الأندية الايطالية عميقة ويخشى من أن تستمر لان ايطاليا لا تملك وسائل جذب النجوم الكبار بعد أن تحولت الأندية العملاقة الى بائعة لنجوم الدوري فتخلى انتر ميلان عن الكاميروني صامويل ايتو الى انجي ماخاتشكالا الروسي، وميلان عن السويدي زلاتان ابراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا الى باريس سان جرمان الفرنسي.

وبنظرة تحليلية معمقة الى واقع يوفنتوس بطل الدوري ومتصدر الترتيب الحالي يتبين انه كان عاجزا عن ضم مهاجم من مستوى عالمي يبحث عنه منذ فترة طويلة مثل الاوروغوياني لويس سواريز أو العاجي ديدييه دروغبا أو حتى من مستوى اقل في سلة تصنيف اللاعبين.

وباستثناء الاوروغوياني ادينسون كافاني في نابولي والعجوزين الايطاليين الحارس جانلويجي بوفون واندريا بيرلو في يوفنتوس، هجر النجوم العالميون الدوري الايطالي وبات على ايطاليا أن تنجب بنفسها مثل هؤلاء النجوم ولديها مثال حي في نادي ميلان هو الشاب ستيفان الشعراوي (20 عاما) متصدر ترتيب الهدافين الملقب بـ «الفرعون الصغير» لتحدره من اصول مصرية والذي يحلم ناديه بان يكون خليفة للهولندي ماركو فان باستن.

هذا فضلا عن أن الملاعب لا تعود في الأصل الى الأندية باستثناء ملعب تورينو الجديد الذي يملكه يوفنتوس وهذا الأمر لا يمكن تلك الأندية من الاستفادة في زيادة مداخيلها مع انخفاض نسبة الحضور من المتفرجين بشكل حاد.

برانديلي كاردينالا

لكن في قلب هذه اللوحة السوداء القاتمة للكرة في ايطاليا، يتألق المنتخب دائما بفضل موهبة المدير الفني تشيزاري برانديلي الذي قاد الى نهائي كأس أوروبا 2012 في بولندا وأوكرانيا منتخبا لم يكن اشد المتفائلين به يرشحه لبلوغ هذا الدور ولم يكن أبدا بين المرشحين لنيل اللقب.

وقال بانتاليو كورفينو، المدير الرياضي السابق لفيورنتينا عندما كان برانديلي مدربا له، «تشيزاري جيد في كل ما يعمل وأنا واثق من انه لو اختار طريق الكهنوت لأصبح كاردينالا».

وعلى غرار الجنرال جوزيبي غاريبالدي (القرن التاسع عشر)، وحد برانديلي ايطاليا حول مشروع ثوري في بلد يتميز باسلوب «اللعب الدفاعي». لكن للاسف تكرر المشهد في النهائي وسقط المنتخب امام اسبانيا صفر-4.

لكن في كل الأحوال، أعاد برانديلي الى الواجهة منتخبا كبيرا وحقيقيا يعتد به وهو منذ الآن احد المرشحين الأقوياء للفوز بكأس العالم 2014 في البرازيل التي يسير في تصفياتها بخطى ثابتة.

ويعول أيضا على أن القاعدة الصلبة التي بناها برانديلي قد تكتمل وتزداد غنى حتى ذلك الموعد بمهاجمين من الطراز الاول فالمشاكس ماريو بالوتيلي الذي تألق في كأس أوروبا وسجل ثنائية في مرمى ألمانيا (2-1) يتابع نجاحه مع المنتخب، كما نجح الشعراوي في افتتاح رصيده من الأهداف الدولية وديا في مرمى فرنسا (1-2) منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقد يكمل «الايطاليان الجديدان» من أصول غانية ومصرية مجموعة ممتازة من اللاعبين، مع دفاع يسيطر عليه فريق «السيدة العجوز» بوجود 4 لاعبين من أصل 5 بمن فيهم الحارس بوفون، ووسط متألق يقوده العبقري اندريا بيرلو، لهذا لم تقل ايطاليا الكلمة الأخيرة بعد.

العدد 3764 - الأربعاء 26 ديسمبر 2012م الموافق 12 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً