العدد 3766 - الجمعة 28 ديسمبر 2012م الموافق 14 صفر 1434هـ

هل كان يبيع ربيعاً؟

في عرباتِ السوق يبيعُ الولدُ الحالمُ

أغصانَ دعاءْ

ويبيع ربيعاً مخضرَّاً

وبلاداً خضراءْ

...

هل قلتُ: يبيع ربيعاً؟

هذا ولدٌ تعطي كفاه ربيعاً

تمنح عيناه الوردَ براءتَهَ

ليلوِّنَ ألفَ مدىً

ألفَ سماءْ

...

في عربات السوق المنكوبةِ بالبؤس...

وفي طرقات المنكوبينْ

يُبصرُ هذا الولدُ الناريُّ المستقبلَ

تكتبهُ بالجمر وبالحنَّاءْ

أقلامُ الشعراءْ

...

هذا الولدُ الحالمُ

يقرأُ آهاتٍ حائرةً فيموسقُها أنشودةَ نارٍ ودخانْ

يسمع أشعاراً فيدوزنها بلهيب الأحزانْ

ويهزُّ كراسي الطغيانْ

بشعاعٍ يخرج من عينيهِ ليملأ أفواه الجوعى

بالخبز المقموع المنقوع بملح الحرمانْ

...

هذا ولدٌ راضٍ بالكرسيِّ الخشبيِّ المكسورْ

مقتنعٌ بالسقفِ المنخورْ

يكبُرُ في رئتيهِ الحُلُمُ الورديُّ

فيشتعل السقفُ

ويشتعلُ الكرسيُّ

وتشتعل الرئتانِ كأنهما أعوادَ بخورْ

...

هذا ولدٌ لا حِزب لهُ

غيرُ المحرومينْ...

لا اسمَ لهُ

إلا العزَّةْ...

لا تاريخَ لهُ

إلا الثورةُ...

والثورةُ تعني أيضاً: تاريخ العزة للمحرومين

شعر: سوسن دهنيم

العدد 3766 - الجمعة 28 ديسمبر 2012م الموافق 14 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:31 ص

      رأيي

      كلمات تحمل معاني كثيره ـ رغم بساطة صياغتها الا انها انتقت معاني بليغه ـ كتبت بطريقة السهل الممتنع ـمودتي

اقرأ ايضاً