العدد 3767 - السبت 29 ديسمبر 2012م الموافق 15 صفر 1434هـ

«الجمري الخيرية» تقيم ملتقى «الوطن يجمعنا» الثاني في بيت القرآن

تحت شعار: «تسامح... ثقافة البحرين الأصيلة»

ملتقى «وطن يجمعنا» للعام الثاني تحت شعار: «تسامح... ثقافة البحرين الأصيلة» - تصوير : محمد المخرق
ملتقى «وطن يجمعنا» للعام الثاني تحت شعار: «تسامح... ثقافة البحرين الأصيلة» - تصوير : محمد المخرق

المنطقة الدبلوماسية - زينب التاجر 

29 ديسمبر 2012

أقامت جمعية الشيخ الجمري الخيرية بالتعاون مع بيت القرآن، ملتقى «الوطن يجمعنا» للعام الثاني على التوالي، والذي دشن يوم أمس السبت (29 ديسمبر/ كانون الأول 2012) تحت عنوان «تسامح... ثقافة البحرين الأصيلة» بمشاركة نخبة من المختصين والمهتمين بالشأن الاجتماعي، وذلك بالتزامن مع الذكرى السادسة لرحيل الشيخ الجمري التي صادفت الثامن عشر من الشهر الجاري.

وفي ذلك؛ قالت رئيسة اللجنة الإعلامية في الجمعية منصورة عبدالأمير، « كان لقاؤنا الأول قبل عام تقريباً وهو لقاء سعت جمعية الشيخ الجمري الخيرية جاهدة إلى أن تعلن من خلاله منهجيتها، المنهجية ذاتها التي حملها الراحل الشيخ الجمري، وهي منهجية انطلقت من الدور الريادي الذي قام به على جميع الأصعدة؛ ومنها صعيد العمل الاجتماعي حينما اتخذ زمام المبادرة في جمع الكلمة في ظروف لعلها تشبه إلى حد ما ما تمر به البحرين اليوم».

وأشارت إلى أن «الملتقى لهذا العام يدشن للبحث في قيمة التسامح كقيمة إنسانية خالصة وحاجة تدعو إليها جميع الشرائع والقوانين والتي كانت أساساً لمساع جاهدة عمل الراحل الشيخ الجمري على جعلها عنواناً رئيساً وهدفاً سامياً في فكره وأساساً لجهوده المجتمعية وغيرها، حينما أخذ زمام المبادرة في ظروف تشبه ما تمر به مملكة البحرين اليوم، حينها بادر ليجمع الكلمة في وقت تلبدت فيه سماء العلاقات بين مكونات المجتمع البحريني، وانزوى الكثيرون في معاملتهم الطائفية،

إننا في جميعة الشيخ الجمري الخيرية، ورغبة منا في تحويل خسارة فقده وفراقه إلى طاقة فاعلة ارتأينا مواصلة دربه على صعيد العمل المجتمعي، وهكذا جاءت هذه الفعالية في العام الماضي، لنواصلها اليوم آملين أن نتمكن من استمراريتها ومن جعلها منتجة لطاقة مجتمعية فاعلة تسير بالبحرين نحو الوطن الذي يجمعنا».

العصفور: على العقلاء إدارة هذه المرحلة

وألقى في الملتقى رئيس محكمة الاستئناف الشرعية الجعفرية الشيخ ناصر العصفور ورقة عمل، أشار فيها إلى تلك الأزمات التي تحاصر الإنسان على أكثر من صعيد سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو غير ذلك تشكل تحدياً كبيراً في العالم المعاصر وفي الوطن، معتبراً أن ما هو أخطر على الأمم والمجتمعات البشرية هو الأزمة الأخلاقية؛ من ضعف القيم والمبادئ وتحول الفرد إلى الحياة العبثية من البحث عن الرغبات المجردة والأحقاد والعداوة والانتقام والإقصاء والازدراء ونبذ الآخر.

وذكر ان الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان ومنحه الإمكانات ليستثمرها في طريق البناء والتعايش وأن يرتقي بتفكيره في تعاطيه مع مختلف الأمور والقضايا وأن يتجاوز التفكير المحدود والمنحصر في دائرة الفهم الطائفي أو العرقي أو القبلي. وقال:»نحن كمسلمين نحتاج لفهم قيم الإسلام السمحة؛ فمفاهيم الدين والرسالات الكبرى أكبر من أن نحدها ونقولبها ونضّيقها بفهمنا ومحدودية تفكيرنا، وباعتقادي إن أخطر ما واجهته المجتمعات في القديم والحديث هو ضيق الأفق في التفكير وما نتج عنه من إرهاب فكري».

ورأى أنه في مجتمعاتنا عموما قد لا يستطيع الفرد أن يعبر عن قناعاته ربما بسبب الضغط الاجتماعي أو العقل الجمعي أو غيره الذي يصادر حق الفرد في التعبير عن رأيه في إطار دائرة الفكر نفسه حينما يكون بصورة مختلفة ومغايرة لما هو سائد ومألوف، معتبراً ذلك إشكالية مهمة يجب تسليط الضوء عليها.

وأضاف أن تلك المهمة الصعبة تحتاج إلى جهود مضاعفة وخصوصاً في أجواء التشنج والتحريض والتأجيج الطائفي الذي يجتاح العالم العربي والإسلامي ويهدد أمن واستقرار هذه المجتمعات ويفتح الباب على مصراعيه لفتنة عمياء طاغية، ورأى أنه من الضروري أن يعمل الجميع على الارتقاء بخطابه ومحاوراته وإعلامه.

وشدد على دور أهل الفكر والنضج والعقلاء لإدارة هذه المرحلة وتفعيل دورهم للدفع باتجاه الألفة والتعايش المشترك ومواجهة كل أشكال الإثارة المذهبية، مستدركاً أن هناك بعض من يفترض بهم أن يكونوا في موقع الحكمة؛ هم من يدفعون باتجاه الطائفية.

وتحدث عن الواقع البحريني، لافتاً إلى أن البحرين كشعب، عرف منذ القدم بالطيبة والتسامح والأريحية في العمل، داعياً إلى التمسك بها لصنع واقع ومستقبل يواجه كل الظروف الصعبة ويتسع للجميع بعيداً عن الإصطفافات والمنغصات.

المحمود: المتأسلمون الجدد هم من يزرع الشقاق

من جانبها، تحدثت رئيسة جمعية الاجتماعيين البحرينية ومنسقة مبادرة مؤسسات المجتمع المدني (البحرين، وطن يجمعنا) هدى المحمود، عن موضوع الملتقى، مشيرة إلى أن التسامح هو الاختيار الحر بألا نجد قيمة للكره أو الغضب والتخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين وأنه الرغبة في أن نفتح أعيننا على مزايا الآخرين بدلاً من أن نحاكمهم أو ندينهم وأن نتعاطف مع الآخرين وأن نشعر بالانفتاح نحوهم والتقبل مهما اختلفنا معهم في الدين أو المذهب أو العرق أو الجنس أو الرأي الفكري وأن نتفهم الفرق بين (الخلاف) و(الاختلاف)؛ فالجميع مختلفون لكن هذا لا يستدعي بأي منطق أن نتنازع أو نتحارب أو نستعلي على بعضنا بعضاً.

وأضافت أن جمعية الاجتماعيين البحرينية استشعرت أهمية التسامح كقيمة ومرتكز أساس يجب البناء عليه من أجل معالجة آثار الأزمة التي مرت بها مملكة البحرين ومست النسيج المجتمعي والعلاقات بين أفراد المجتمع, وكانت مؤمنة بأن الحلول لا يمكنها أن تكون ناجحة ومحققة لآمال الناس في ظل تمزق لُحمتهم المجتمعية، وفي ظل ما تصاعد من احتقان طائفي غير مسبوق، يهدد روابط ووحدة نسيج المجتمع، الذي تميزت به البحرين وحرصت على تعزيزه أجيالها المتعاقبة على امتداد التاريخ الحديث، منوهة إلى أنه وبناء على ما سبق دشنت الجمعية مبادرتها؛ واعتمد «البحرين - وطن - يجمعنا « شعاراً لمبادرة مؤسسات المجتمع المدني والتي استقطبت 19 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني (شبابية, نسائية, مهنية, ومبادرات أهلية)، مشيرة إلى أنها تهدف إلى استقطاب المزيد من مؤسسات المجتمع المدني والتصدي لكل محاولات زعزعة السلم الاجتماعي. وأشارت إلى مبادئ المبادرة والمتمثلة في ترسيخ مفهوم الانتماء والمواطنة، إشاعة روح الأخوة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، تعزيز روح التعايش السلمي وثقافة وقيم التسامح بين مكونات المجتمع، وتوجيه طاقات مؤسسات المجتمع المدني نحو ممارسة دورها الوطني في دعم الوحدة، محاربة كل أسباب ووسائل التفرقة والإقصاء والتمييز، فيما استطردت في بيان برامج عمل المبادرة وما تم إنجازه فيها.

وذكرت أن الجمعيات المشاركة في المبادرة اتفقت على ضرورة ألا يكون النزاع السياسي البحريني سبباً في ضرب النسيج الاجتماعي، وأن المشكلة في البحرين ليست خلافاً بين أبناء الوطن وإنما بين الجمعيات السياسية والسلطة؛ لذلك لسنا بحاجة إلى مصالحة وطنية بقدر حاجتنا للحفاظ على نسيجنا الاجتماعي وتقبل الرأي الآخر.

وفي حديثها عن الوضع الراهن في ظل المبادرة وملتقى «الجمعية»، رأت أن سوء إدارة الأزمة من جميع الأطراف أدى إلى ما وصلت إليه البحرين اليوم، ورأت أننا بحاجة إلى تعزيز ثقافة الاختلاف لا الخلاف ورفع أصوات المعتدلين، ومواجهة الجمود العقلي وما وصفته « بالمتأسلمين الجدد» الذين يستغلون الدين لمكاسب شخصية ويسعون لزرع الشقاق بين أبناء المجتمع على حد قولها.

العدد 3767 - السبت 29 ديسمبر 2012م الموافق 15 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 5:28 م

      وطن يجمعنا

      أتت هذه الفعالية إكمالاً لنهج الأب و المربي و القائد الراحل الشيخ الجمري رحمة الله عليه، فلنعمل جميعاً من أجل إكمال الطريق الذي مهده أبونا الشيخ الجمري و لنعمل معاً من أجل وطن يجمعنا جميعاً لنعيش بحب و سلام و لنكن كما عرفنا العالم شعب البحرين الخير المحب المسالم المضياف.

    • زائر 6 | 4:09 ص

      رحمك الله يا ابا جميل

      رحمك الله يا ابا جميل عشت محبوبا ومحبا للجميع وطيب الله ثراك وانت في غيابك تجمع الكلمة الطيبة وترعى الناس من بعدك

    • زائر 5 | 4:09 ص

      شكرا لكم شكرا لكم

      خالص الشكر لكل الجهود الخيرية التى يقوم بها القاءمون علي هذه الجمعية الخيرية والتى تحمل اسم المجاهد الراحل سماحة الشيخ عبد الامير الجمري تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته.
      اساس المشكلة الطائفية في البحرين سياسي (حسب وجهة نظرى واحترم من يختلف معي) ولكن هناك عوامل مصلحية وتاريخية تغذي هذا الاختلاف.
      واكبر دليل على وجهة نظرى رفض مجلس النواب قانون تجريم التمييز لان النواب هم نتاج هذا الجرم الطائفي البغيض.
      اود القول للطائفيين ان الجريمة سوف يدفع ثمنها هذا الشعب عاجلا او آجلا

    • زائر 4 | 3:47 ص

      هكذا كان

      كان حضناً لكل أطياف المعارضة واليوم ملاذاً لمشاريع الخيرين فكم أنت عظيم يا أبا جميل

    • زائر 3 | 3:47 ص

      قيمة التسامح في المجتمع

      التعايش المجتمعي هو الاساس في بناء المجتمع ورقيه ولطالما سجل المجتمع البحراني علامات مضيئة في التسامح وهو صفة تعارف الاجانب عليها واحبها الوافدين فالبحراني هو القلب النابض بالمحبة والتعاون والتاريخ يحكي قصص في هذا الجانب كثيرة

    • زائر 2 | 11:48 م

      خط الجمري

      أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام
      جهود مباركة انشاء الله

    • زائر 1 | 10:24 م

      حيا الله هذه الجهود

      لا أستطيع الا أن أنحنيي إحتراما وتقديرا لهذه الخطوة المباركة التي تدعو الي لم الشمل ونبذ الفرقة. نتمنى أن يكون هناك برنامجا لطول العام لمتابعة ما تم تقديمه من إقتراحات وتوصيات. جمعكم الله علي المودة والمحبة وكفي فرقة وتمزقا. بصوت العقل وتكاتف العقلاء سنصل إنشاء الله بهذا البلد الطيب وأهله الي بر الأمان.

    • زائر 7 زائر 1 | 8:52 ص

      كلمة حق

      يا حيالله الوجوه السمحه يا حيالله اهل الخير والمحبين للخير . والله نتمنى من كل قلوبنا ان نكون في تسامح ورضى بين الكل لان مهما كان نحن من جلده واحد ونسيج اجتماعي واحد وثقافه واحده ولنجعل الحب يجمعنا ولنجعل التسامح هو عنواننا ولنكون قدوة للدول التي تتصارع وتتقاتل من اجل من يكون هو الاقوى هذه البحرين بحرين العز ودار الامن والامان والله عايشين بخير واذا نطلب المزيد ناخذه بالطرق السلميه واذا كنى مظاليم هناك طرق قانونيه تأخذ الحق مهما كان وان لم يأخذ حقك في الارض الله سيعوضك بدال الخير خيرين .. وشكراا

اقرأ ايضاً