العدد 3769 - الإثنين 31 ديسمبر 2012م الموافق 17 صفر 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الإمام المُجتبى... وحِفظ الدين والأمَّة

كثيرة هي مواقف الإمام الحسن بن علي الزكي سبط رسول الله (ص)، التي أثبت من خلالها عظمة شخصيته، وتحمله للأمانة والمسئولية الربانيَّة إلى حدِّ التضحية في سبيل الله وحفظ الشريعة مهما كان الثمن.

ومن أهم ذلك مصالحته للخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان في (26 من شهر ربيع الأوّل سنة 41 للهجرة)، لعدة أسبابٍ نتعرض لأهمها لاحقاً.

ترجمة الإمام الحسن

هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، وأُمه سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص)، ويكَنَّى بأبي محمد، ويُلقب بالتقي، والزكي، والسبط وغيرها.

وُلد على المشهور في (15 من شهر رمضان السنة الثالثة للهجرة)، في المدينة المنورة، وتوفي مسموماً في (7 أو 28 من شهر صفر للسنة التاسعة والأربعين من الهجرة)، ودفن في المدينة المنورة بالبقيع، وقبره هناك معروف.

عاش مع جدّه المصطفى (ص) سبع سنين وأشهراً، ومع أبيه سبعاً وثلاثين سنة، وبقيَ بعده عشر سنوات حتى شهادته.

وصفه المؤرخون بأنه أبيض مشرب بحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين، كثَّ اللحية ذا وفرة كأنّ عنقه إبريق فضة. قال فيه واصل بن عطاء، مؤسس مدرسة الاعتزال: «كان للحسن بن علي سيماء الأنبياء وبهاء الملوك، ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله (ص) مثل ما بلغ الحسن».

سبب الحرب

السبب الرئيس لنشوب الحرب نستبينه في رسالة الإمام إلى معاوية، فبعد حَمْدِهِ لله وثنائه عليه، وعَجَبِهِ للوثوب على حقوق أهل البيت وسلطانهم، قال: «فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يا معاوية على أمر لست من أهله».

أسباب الصُلح

1- الحرب النفسية: التي اتبعها الخليفة الأموي بشأن الجيوش القادمة من الشام، وعدم قدرة الكوفيين على المقاومة.

2- خيانة قادة الجيش: من خلال استمالتهم بالدراهم والدنانير، ومواعدتهم بالعطايا والجوائز، الأمر الذي بلغ بالبعض أنْ يكتب للخليفة الأموي: «لو شئت جئنا بالحسن إليك أسيراً، ولو شئت قتلناه».

3- تفرُّق الجيش: بسبب خيانة القادة، وعدم تجانسه في الأصل، فلقد قسَّمه المؤرخون إلى خمس فئاتٍ أساسية: مخلصون للإمام، وخوارج، وأصحاب فتن ومطامع، وشكّاكون لم يعرفوا الواقع وحقيقة الأمر والغاية من هذه الحرب، وأصحاب عصبية قبليَّة ونوازع شخصية.

مُعزُّ المؤمنين

إنّ الأسباب الثلاثة السالفة الذكر أعلاه نجدها في جواب الإمام الحسن لأحد الخوارج، وهو علي بن محمد بن بشير الهمداني، حينما دخل عليه في المدينة المنورة فسلم بقوله: «السلام عليك يا مذل المؤمنين»، فأجابه الإمام: «وعليك السلام. اجلس، لست مذل المؤمنين، ولكني مُعزُّهم، ما أردت بمصالحتي معاوية إلا أن أدفع عنكم القتل عند ما رأيت من تباطؤ أصحابي عن الحرب، ونكولهم عن القتال».

ومن جوابٍ له أيضاً حين سأله رجل : لماذا صالحت؟ فأجاب (ع): «إني خشيت أن يجتث المسلمون على وجه الأرض فأردت أن يكون للدين ناع».

إنّ الإمام الحسن المجتبى قمة شاهقة من قمم الشخصيَّات الإسلامية التي بذلت كل ما ملكَته في سبيل الله ودينه. فسلامٌ علَيه يوم وُلد ويوم استُشهد ويوم يُبعث حيّا.

أحمد عبدالله


يا مَن يستحق الذكر

في مستشفى الأطفال كنت حزين...

لي طفلٌ في الردهة عليل...

يعاني ومعه عانيت أمريّن...

يبكي من ألمٍ واحدٍ حيث بكائي من ألمين...

ابتعت من كشكٍ في الشارع قلماً ودفترا...

هما سلاحيّ منذ زمانٍ وحتى الحين...

لتثبيت ما في القلب من خواطرٍ وكلمات...

فما يواسيني سواها...

حتى لا تضيع كما ضاعت سواها...

فتوالت كتابة الصفحات...

تجاوزت السؤال كيف ومتى وأين...

لاح في الذهن ذكر شخصٍ يستحق الذكر...

في زمنٍ لا يستحق الذكر فيه كثيرون...

ممن يُذكرون يومياً...

كان على البال فهو ساكنه...

وجال في الخاطر فهو يواسيه...

صنعت المجد حياةً في عُمُرٍ كان بدايته مسك، وختامهُ مسك...

جُدّت بالنفس الفانية لتحيا حياةً باقية...

في قلوب المظلومين والمحرومين والتعساء..

والأحرار والبؤساء...

دماً يتدفق في الجسم ليعطيه فرصة كي يحيا...

كي يمضي بدرب الشوك يدوس عليه كي يحيا...

يدوس على الجمر كي يحيا...

يدوس برجليه المتقرحتين على الأرض ليكمل مسيرته ثابتاً كي يحيا...

قدمٌ على الأرض ثابتة ويدٌ على الجرح توقف نزيفه كي يحيا...

فدرب حياة الكرامة ملئوه الشوك والجمر والجراحات..

فتحمّل يا هذا الجسم كي تحيا...

يا من تلهم النفس أن تقول هكذا...

وتحيا هكذا...

فعلمتها الحياة...

يا من تلهم النفس الصبر والعزيمة والسلوان...

في زمنٍ لا أمن فيه ولا أمان...

فالموت في الحياة بلاء...

وأكثر من تراهم أحياءً هم موتى يأكلون ويشربون ويتناسلون...

لم يحيوا حياتك البسيطة بل حياتهم مرفهة ومريحة وممتازة...

لكنك مت ميتةً ممتازة فحييت من جديد حياة خالدةً بامتياز...

بينما مات كثير منهم ميتة بائسة فماتوا للأبد...

ولم يذكرهم بالخير أحد...

ذكرك يعطينا الأمل...

أن في الحياة فرصة وأمل...

ولا أمل من غير عمل، فلنعمل...

نروي تاريخك فيعطينا العزيمة...

حيث الخذلان يتربص بنا في كل مكانٍ وزمان...

في زمانٍ كثير النعام...

ممن يدفنون الرأس في التراب باحثين عن حشراتٍ يحيوا بها...

ولماّ رفعوا الرأس وجدوك شامخاً تأبى للرأس الكريم انحناءً...

فدفنوا الرأس من جديد...

كما صرخت في كربلاء وحيداً ولم يكُ لك من معين...

فلا معين اليوم رغم كثرة المنادين...

فمن المنادين من ناصر الأعداء في الليل...

وفي الصباح يصيح يا لثارات الحسين...

صرخت صرختك (هيهات منا الذلة) فأحييت الأموات المظلومين وأمت من هم أمامك بالدنانير والسيوف ظالمين...

(لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد)...

(الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم، فإذا مُحِّصوا بالبلاء قلّ الديانون)...

بيانات ثورتك تلك يا حسين في كربلاء...

فتعلم منها غاندي أن يكون مظلوماً فانتصر...

أنت مجد حيث جعلك الأحرار مجداً...

بينما لا مجد لمن صنع بيديه مجداً برشاوى المال وبطش السيف...

حتى ولو كتب فيهم الشعراء والكتّاب وملئوا الأوراق بأفاعي الكلمات...

قد تلقفت عصا ثورتك تلك الأفاعي...

وألقي الشعراء والكتّاب في حضرتك ساجدين...

فلا مجد لهم...

ولا عذر لهم...

سوى أنك تستحق الذكر في كل حينٍ...

فنجم من كتبوا لأجله أفل...

وبقيت أنت نوراً ساطعاً في سماء الحرية والكرامة...

والحر لا يحب الآفلين...

والعاقل لا يحب الآفلين، فهم زائلون...

فكان ذكرك كتاباً مبينا...

لا يمسه إلا قلوب الطاهرينَ...

فكتاب الله حيٌ ما حيي الأحرار والمؤمنونَ...

فهو حيٌ في كل حين...

يُحييه من عمل به ليكون ناصع البياض وسط حالك السواد...

والبياض يصبح أنصع بياضاً في ظلمات السواد...

ثورتك يا حسين لتغيير الفكر لا لتغيير الحكم...

لتحرير الضمير لا لتحرير قصر الخلافة...

ثورة لكسب الكرامة لا لكسب الغنائم...

فانتصرت ثورتك رغم قتلك وأنصارك...

انتصرت من يومها ولليوم...

كلما انتصر مظلومٌ تنتصر...

اسمك يعطينا الأمل ويبقينا بانتظار الفرج...

انتظار من يعمل ويجتهد...

لا انتظار من يتكاسل فيتثاءب لينام فيستيقظ ليغط في النوم من جديد...

انتظار المتفكر الواعي لا انتظار الهمج الرعاع الناعقين مع كل ناعق...

وبعد ساعاتٍ من معاناةٍ...

أخذت طفلي ورجعت للبيت...

وحمدت الله الذي لا يحمد على مكروه سواه...

حيدر محمد الوائلي


مكافحة الفساد (4)

الركن المعنوي لجريمة الرشوة

تعكس جريمة الرشوة إرادة فاسدة ومعيبة لمن يرتكبها من الموظفين الحكوميين لما لهما من مردود سلبي على المنظومة الحكومية وبما يبعث على عدم الثقة في إنجاز العمل الحكومي، ذلك أن الخدمات التي قدمها الموظف العام هي من صميم عمله ويتقاضى عليها أجراً من الحكومة.

وبعد أن تطرقنا في المقال السابق إلى أن الجريمة لا تقوم إلا بتوافر ركنيها المادي والمعنوي، وتحدثنا عن الركن المادي، لذلك سنتناول الركن المعنوي في هذا العمود.

فالركن المعنوي يعني توافر عنصري العلم والإرادة، ويقصد به علم الجاني بالجريمة، أما الإرادة فهي نية ارتكاب هذه الجريمة رغم علمه بوجود قانون يعاقب عليها.

وتعتبر جريمة الرشوة جريمة عمدية؛ لذا يتخذ ركنها المعنوي صورة القصد الجنائي بعنصريه، فيجب أن يعلم المرتشي بتوافر أركان الجريمة جميعها، فيعلم أنه موظف عام، أو مكلف بخدمة عامة، أو من في حكمه، ويعلم أنه مختص بالعمل المطلوب منه، أو يدعي ذلك، وبالمقابل الذي يقدم إليه، إنه نظير أداء العمل الوظيفي وبصورة أبسط أن تكتمل الصلة بين أداء العمل والمقابل بوضوح في نفسية الجاني.

فإذا انتفى العلم بأحد العناصر السابقة انتفى القصد الجنائي كعلم الموظف أنه تم تعيينه في الوظيفة العامة، كما لو لم يتم تبليغه بقرار تعيينه أو اعتقد خطأً أنه عزل من وظيفته بناءاً على كتاب مزور.

كما يتطلب القصد الجنائي اتجاه إرادة المرتشي إلى الأخذ أو القبول أو الطلب، ومن المبادئ الأساسية لتوافر القصد الجنائي وجوب أن يعاصر القصد لحظة ارتكاب الفعل، فيجب أن يتوافر القصد الجنائي لحظة القبول والأخذ والطلب، ولا يكفي أن يتوافر في لحظة لاحقة.

وفي جميع الأحوال يقوم القصد الجنائي باعتباره قصداً عاماً لا خاصاً، والقصد لدى الراشي والمرتشي هو قصد اشتراك في جريمة الرشوة ومن ثم تحدد العناصر طبقاً للقواعد العامة للاشتراك في الجريمة.

والجدير بالذكر أن المشرِّع البحريني قد توسع في تحديد مقابل الرشوة فقد تكون مادية أو معنوية، ومثال المادية هو النقود والملابس أو شيكاً أو فتح اعتماد بنكي أو سداد دين في ذمته، وقد يكون معنوياً مثل حصول المرتشي على ترقية أو مجرد رضى رئيسه عنه، كما يكون مقابل الرشوة ظاهراً أو مستتراً وقد يكون غير مشروع في ذاته كمواد مخدرة أو أشياء مسروقة أو شيك بدون رصيد أو لقاء جنسي يهيء للمرتشي بأن تسمح الراشية له بأن يأتي أفعالاً مخلة بالحياء. ولا يشترط القانون شيئاً في تناسب الرشوة بين قيمة مقابل الرشوة وأهمية العمل الوظيفي.

هذا وسنكمل في المقال المقبل عقوبة الرشوة .

وزارة الداخلية


الحب القديم

يمر عام بعد العام أقول يمكن حبنا يكبر

أنلاقي كل مشاعرنا بدل ما تجينا تدبر

وعلى بالي تهب أنسام ذكرانا وأتحسر

ولي أرجع لرسايلنا ألاقيها أوراق تصفر

جمل فقدت كل معانيها ومضمونها اتبخر

عام جديد يحل بعد أيام فيه أجزم نتمرمر

كم فرشت دروب بورد حب أبيض وأحمر

شلت من غصونها الشوك خوفي لا تنضر

ليالي وراها أيام عدى العمر وأنا أتصبر

حبيبي لي للعظام كسور لها علاج وتجبر

ولقلوب لي كسرها من حبايبها أبد ما تجبر

لي لقلوب تكره يطير الحب مثل حمام البر

ما لها منازل معلمه لا تعرف بأي مكان إتقر

الحب يبغه سكن دافي دفه قلبي ما يصفر

تلاقيه للمحب مخلص لوجاه منه ظرف يقهر

يا غناتي للصبر آخر وأخاف قلبي منك ينفر

أبووليد

العدد 3769 - الإثنين 31 ديسمبر 2012م الموافق 17 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً