العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ

عندما يهيم الكبار في الأجهزة الذكية

حتى قبل أن يشتري هاتفه الذكي مؤخراً، لم يكن العالم الافتراضي الذي خلقته شبكة «الانترنت» يشكل لوالدي شيئاً من اهتمامه، وأتذكر جيداً أنه كان ينزعج بشدة عندما نطيل التحديق في هواتفنا، وبخاصة عندما كان بعض اخوتي منصرفا عما حوله لفرط انشغاله باستخدام الهاتف. كان يعرف أن مستخدمي هذه الهواتف مأخوذون أكثر شيء باستخدام برنامج المحادثات الشهير «الواتس اب»، والذي لم يكن يعرف منه إلا اسمه وقليلٌ من ماهية استخدامه، ولربما كان يستصغر كل هذا الشغف ويرى فيه مادة لا تستهوي سوى جيل الشباب.

لكن المؤكد، أن أبي الأمس لم يعد كأبي اليوم لا في اهتماماته ولا في تقييمه الشخصي لمستخدمي هذه الأجهزة، فبعد مدة قصيرة جداً من اقتنائه أحد هذه الأجهزة وانضمامه لجيش المستخدمين، صرنا نخشى على رقبته من كثرة حملقته في الهاتف، وشغفه في استخدام التطبيقات المتعددة التي يتيحها.

مشهدٌ قريبٌ آخر، بطلته والدة زوجتي، فهي نموذج آخر على قدرة الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية على تغيير عادات الكبار وميولهم وتشكيل اتجاهات جديدة في شخصياتهم أو لربما تفجير رغبات هم أنفسهم ما كانوا يتوقعون أن تتفجر في مثل هذا الوقت؛ فوالدة زوجتي تذهلك وانت تراها مأسورة باللعب في «الآيباد»، لدرجة أنها أحياناً لا تسمح لأحد أن ينتزعه من يدها.

لاشك أن والدي ووالدة زوجتي يمثلان نموذجين من آلاف النماذج الدالة على «تولع» الكبار باستخدام الهواتف والأجهزة الذكية، بعد أن كان يُعتقد انها من تقنيات جيل الشباب فقط، فلا يكاد أن يخلو مشهد من مشاهد الحياة في البيت/ الحي/ العمل/ الأسواق وغيرها، إلا وتلحظ أن هنالك اتجاها جديدا نشأ بين الكبار في السن باستخدام هذه التقنيات الحديثة.

ان الكمّ الهائل من التطبيقات التي يتيح استخدامها كل من: الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، يعتبر من عوامل جذب الكبار في الإقبال على تملكها واستخدامها؛ وخاصة أن بعض الاتاحات تتواءم مع اهتماماتهم، كالتدفق السريع والوافر للأخبار، أو اشباع حب الاطلاع المتعمق في بعض الجواب الدينية/ السياسية/ البيئية/ التاريخية/ وغيرها عبر استخدامات بعض التطبيقات أو التطبيقات المساعدة كـ«اليوتيوب» مثلاً.

المثير ان فئة الكبار لم يلحظ انها تأثرت برياح التقنيات التي جاءت في فترات سالفة كتأثرها بتقنيات هذا اليوم، فـ «الماسنجر» مثلاً كبرنامج محادثات مشهور لم يسترع انتباه هذه الفئة، كما لم نر نزوعاً عندهم في استخدام تقنية «البلوتوث» مثلاً، الأمر الذي يؤكد فعلاً ظهور اتجاه جديد لديهم يتمثل في توجههم نحو اقتناء آخر التنقيات في هذا الخصوص والاستفادة منها.

وإن كان ليس ثمة عيب أو مشكلة في أن تتوافر مثل هذه التقنيات بين يدي الكبار في السن، وخاصة ان المعرفة والاستخدام الواعي للتقنيات لا ينبغي أن يقف عند حد، بيد أن المسألة الخطرة هي وقوع هذه الفئة بما تمثله من منظومة قيمية وازنة في محظور الإدمان وفقدان السيطرة عند استخدام هذه الأجهزة.

العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:01 ص

      هههههههه

      الوالدة الله يحفظها مدمنة انقري بيرد

    • زائر 7 زائر 6 | 4:28 ص

      ....

      هههههههه حبيت .. الله يحفظ كل أمهاتكم ان شاء الله ويطول باعمارهم

    • زائر 5 | 1:41 ص

      زين له للمراقبه له

      حلاوتهم ..امي كانت دايما تهاوشني انا وخواتي وتقول
      لا تدخلون الكيمز وولا شات ولاضيفون بالبيبي مسن.....وفي الصباح ..تخبرنا ليش ساهرين لثلاث الفجر ..اتصلون صلاة الليل...اتغربلنا يوم شرى ليها ابوي بيبي ههههههههه فديتها الغالية

    • زائر 4 | 1:29 ص

      هذه الجمله أعجبتني !

      صرنا نخشى على رقبته من كثرة حملقته في الهاتف، وشغفه في استخدام التطبيقات المتعددة التي يتيحها.
      ههههههههههههههههه

    • زائر 3 | 12:54 ص

      bahraini

      السلام عليكم ،،قبل فتره ذكر لي احد المعارف انه لا يحب وظيفته الجديده رغم ان الراتب افضل من السابق ،،في البدايه توقعت لانها وظيفه جديده ولم يتعود عليها بعد ،، لم اكن مصيبا في التخمين ،،السبب كان انه لا يستطيع ان يستعمل ال i phone وقت الدوام !!

    • زائر 2 | 12:04 ص

      الكستنائي

      الهواتف الذكية مفيدة جداً , لكنها في نفس الوقت لها سلبيات منها:
      1- التسبب بالحوادث.
      2- مضيعة الوقت.

    • زائر 1 | 11:25 م

      ..

      إي و الله ..
      قبل بس نقعد اني و خواتي نحووس في التلفون و امي و ابويي يطالعونه
      احين بعد الغذا او العشا ،
      الكل يحوس في التلفون حتى امي و ابوي
      قمت احس ان التكنلوجيا صفعتنا بمجيئها !

اقرأ ايضاً