العدد 3776 - الإثنين 07 يناير 2013م الموافق 24 صفر 1434هـ

صمت إسرائيلي بعد اختيار هاجل للبنتاجون

نأت حكومة إسرائيل بنفسها اليوم الثلثاء (8 يناير/ كانون الثاني 2013) عن معركة تلوح نذرها في واشنطن بشأن اختيار الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسناتور الجمهوري السابق تشاك هاجل وزيرا للدفاع برغم تدقيق المنتقدين في سجله فيما يخص إيران وإسرائيل.

ولم يصدر على الفور أي تعليق من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك على إعلان أوباما أمس الاثنين ترشيح هاجل بعد أن ظلت شائعات تفيد باختياره تتردد على مدى أسابيع تعرض خلالها السناتور الجمهوري السابق لانتقادات لاذعة من بعض الشخصيات المؤيدة لإسرائيل.

وخرج على صمت الحكومة اليمينية مسؤولان صغيران نسبيا هما وزير الدفاع المدني آفي ديختر ونائب وزير الخارجية داني أيالون اللذان لا يتوقع استمرارهما في الحكومة بعد الانتخابات العامة يوم 22 يناير/ كانون الثاني.

وقال ديختر لراديو إسرائيل في مقابلة "كانت هناك بالفعل في الماضي ترشيحات تبدو مقلقة للغاية بالنسبة لنا وتبين في نهاية الامر أنها مختلفة تماما سواء للأفضل أو للأسوأ."

وتابع "لذلك أعتقد أننا يجب أن نتوخى الحذر. نحن لا نرشح الناس للهيئات المختلفة في الدول الأخرى بشكل عام وخصوصا في الولايات المتحدة. لهذا جرت العادة على أن نقول لمن يرشحون هناك: أهلا بكم."

والعلاقة متوترة بين نتنياهو المرجح فوزه في الانتخابات وبين أوباما الديمقراطي الذي فاز بفترة ولاية ثانية في نوفمبر تشرين الثاني برغم تأكيد كل منهما قوة التحالف بين الدولتين.

وفي بعض الأحيان أثارت اسرائيل التي تتلقى ثلاثة مليارات دولار سنويا في صورة منح دفاعية من الولايات المتحدة غضب إدارة أوباما بتهديدها بشن حرب وقائية على إيران في وقت تسعى فيه القوى العالمية للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني.

كما انتقد أوباما سياسة الاستيطان التي تنتهجها حكومة نتنياهو في الضفة الغربية المحتلة ويعتبرها الفلسطينيون سببا للأزمة المستمرة منذ عامين في عملية السلام.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الثلثاء إنها تأمل أن يغير تعيين هاجل سياسة الولايات المتحدة ويجعل واشنطن "أكثر احتراما لحقوق الأمم".

ونقلت صحيفة اسرائيل هايوم اليومية الموالية لنتنياهو اليوم عن مسؤول حكومي لم تذكر اسمه قوله إن اختيار هاجل "نبأ سيء جدا" مضيفا "من الواضح أن التعامل معه لن يكون سهلا."

وأشار المسؤول إلى أن وجود هاجل في وزارة الدفاع سيتيح للرئيس "أن يلعب دور الشرطي الطيب" مع نتنياهو.

ويرى كثير من الجمهوريين أن هاجل الذي ترك مجلس الشيوخ عام 2008 كان يعارض في بعض الأحيان مصالح اسرائيل.

فقد صوت بشكل متكرر ضد العقوبات الأمريكية على إيران التي تعتبر اسرائيل برنامجها النووي خطرا هائلا وأدلى بتصريحات يستخف فيها بنفوذ ما سماه "اللوبي اليهودي" في واشنطن.

وسعى هاجل للرد على مزاعم تحيزه أمس الاثنين وقال لصحيفة لينكولن جورنال ستار إن سجله يظهر "دعما صريحا وتاما لاسرائيل" وإنه قال "مرات عديدة إن إيران دولة راعية للإرهاب". ومضى هاجل يقول "تشجيع عملية السلام في الشرق الأوسط من مصلحة اسرائيل."

ولاقت تصريحاته على ما يبدو تأييدا من قبل أيالون وهو سفير سابق في الولايات المتحدة قال لصحيفة يديعوت أحرونوت الأوسع انتشارا في إسرائيل في تصريحات نشرت اليوم "التقيت به (هاجل) مرات عديدة وما من شك في أنه يعتبر إسرائيل حليفا حقيقيا وطبيعيا للولايات المتحدة."

ورغم الانتقادات الموجهة لهاجل يعتقد البيت الأبيض إنه قادر على حشد ما يكفي من التأييد من كلا الحزبين كي يصدق مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الديمقراطية على ترشيحه.

وانتقد هاجل الذي شارك في حرب فيتنام ونال أوسمة حجم الجيش الأمريكي وصرح لصحيفة فاينانشال تايمز عام 2011 بأن وزارة الدفاع "مترهلة" وفي حاجة إلى "التشذيب".

كما وجهت جماعات مدافعة عن حقوق المثليين انتقادات له بسبب تصريحات أدلى بها في 1998 وتساءل فيها هل بإمكان شخص "يعلن ميوله الجنسية المثلية صراحة" أن يصبح سفيرا كفؤا للولايات المتحدة.

واعتذر عن هذه التصريحات الشهر الماضي قائلا إنها "تفتقر إلى رهافة الحس".

ووصل الجدل الأمريكي حول هاجل إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية حتى أن معلقا في صحيفة يديعوت أحرونوت توقع أن يكون وجوده في وزارة الدفاع "كابوسا" لنتنياهو.

وألقى رئيس الوزراء خطابين أمس واليوم لم يشر في أي منهما إلى هاجل.

وهون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي ارينز من شأن تأثير ترشيح هاجل على استراتيجيات أوباما.

وقال لرويترز "في الولايات المتحدة الرئيس هو الذي يصنع السياسة وليس أعضاء مجلس الوزراء" مشيرا إلى ان الرئيس الأسبق رونالد ريجان الذي كان يعتبر ودودا مع اسرائيل كان يعمل مع وزير دفاع أقل تعاطفا وهو كاسبار واينبرجر.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً