العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ

عندما تفشل في هز الشباك تأتي العقوبة منطقية وواقعية

رؤية فنية لمواجهة منتخبنا والإمارات

بقلم - المدرب الوطني جاسم محمد 

09 يناير 2013

هناك مقولة دائما تتردد في أوساط كرة القدم وتحديدا بين المدربين وهي «عقوبة كرة القدم» وتظهر عندما تفرط بالمباراة بعد إهدار الفرص وغياب ميزة التهديف التي تمنح أي منتخب أو فريق أفضلية الفوز وتحقيق الانتصار.

تلك المقولة تجسدت على أرض الواقع خلال مباراة منتخبنا الوطني مع شقيقه الإماراتي عندما رفض لاعبو «الأحمر» كل فرص الفوز بعد إهدار كم وفير من الهجمات لتأتي العقوبة في نهاية المباراة ويخرج خاسرا لتزداد مهمته صعوبة وتعقيدا في عملية الحسابات للتأهل عن المجموعة الأولى بعد توقف رصيده عند حاجز النقطة، فيما قطع «الأبيض» الإماراتي تذكرته في الدور نصف النهائي بوصوله للنقطة السادسة.

منتخبنا في هذه المباراة كان أكثر تنظيما وأكثر إصرارا للخروج بالنتيجة الإيجابية التي تمنحه الأفضلية، وكانت الروح القتالية والحماس الكبير لتحقيق الفوز واضحة بالمقارنة مع مباراة الافتتاح مع عمان، إلا أن إهدار الفرص وعدم التوفيق الذي لازم لاعبي منتخبنا كان له أثر سلبي في نهاية المطاف في مقابل توفيق كبير صاحب لاعبي المنتخب الإماراتي.

عموما، منتخبنا فرط في الفوز وخرج خاسرا بصورة دراماتيكية، إلا أن أمله ما زال باقيا ومصيره معلقا بأقدام لاعبيه في المباراة الثالثة التي سيواجه خلالها منتخب قطر الباحث هو الآخر عن خطف بطاقة التأهل الثانية عن هذه المجموعة، والأمل ما زال موجودا لمنتخبنا بشرط تحسين الجانب الهجومي الذي بقي مفقودا في مباراتين متتاليتين.

فيما سيكون المنتخب الإماراتي بعيدا عن الصراع وهو يواجه المنتخب العماني ومنطقيا فإنه سيكون في محطة استراحة بعيدا عن الضغوط استعدادا لمعركة نصف النهائي.

طريقة لعب المنتخبين

لعب منتخبنا الوطني بطريقة متغيرة ومتحولة، الطريقة كانت تشير إلى 4/3/3 في الشق الهجومي مع مساندة حقيقية من سالمين وضياء للثلاثي، فيما تتحول الطريقة إلى 4/5/1 في الشق الدفاعي بعودة عايش والحسيني لمساندة لاعبي خط الوسط.

أما المنتخب الإماراتي فلعب بالطريقة الاعتيادية 4/4/2 ولكنها تتحول في الشق الدفاعي إلى 4/5/1، بعودة علي مبخوت لمساندة لاعبي خط الوسط من أجل سد الفراغات والمساحات الخالية في هذه المنطقة.

اعتمد منتخبنا في الشق الهجومي وعند الاستحواذ على الكرة على أسلوب لعب الانتشار عبر الحسيني وعايش مع تحركات سالمين وضياء في منطقة المناورات، وهو الأمر الذي كان له تأثيرا كبيرا في أفضلية منتخبنا في الكثير من الأوقات، إلا أن السلبية كانت واضحة في تحركات الظهيرين عمر والحوطي ومساندتهما للاعبي خط الوسط وتقدمهما بصورة متقطعة مع بعض الجوانب الإيجابية لدى عبدالله عمر بالتقدم في بعض الأحيان، في حين كان دور الحوطي مقتصرا على الجانب الدفاعي بصورة كبيرة وانطلاقاته كانت قليلة جدا وربما يعود ذلك لتواجد إسماعيل الحمادي في الجهة اليمنى للمنتخب الإماراتي.

فتح اللعب عن طريق الأطراف كان السمة البارزة في صفوف منتخبنا، وهو ما جعل منتخبنا يحصل على بعض الفرص ولعل أبرزها كرة فوز عايش في الشوط الأول.

الجانب الإيجابي في الشوط الثاني هو الرغبة الكبيرة من لاعبي منتخبنا في تعديل النتيجة والهجوم المركز الذي شنه المنتخب على مرمى الإمارات، وكانت تغييرات المدرب كالديرون واقعية ومنطقية وجاءت بالإيجابية على أداء منتخبنا فكان الطرف الأفضل والأكثر خطورة على المرمى.

هفوتان مكلفتان

الجانب الدفاعي لمنتخبنا كان قوامه تشكيل حوائط وجدار دفاعي في منتصف الملعب مع عودة الثنائي الحسيني وعايش والهدف من ذلك كان منع لاعبي منتخب الإمارات من التسلل لمناطقنا عبر تقليل المساحات والفراغات أمامهم، بالإضافة إلى سد أي منفذ أمامهم يتمكنون من خلاله الوصول لشباكنا، علاوة على تطبيق أسلوب الضغط المباشر على حامل الكرة في منطقة الوسط، ولعل التغيير الأول في المباراة الذي أجراه مهدي علي دليل قاطع على نجاح لاعبي منتخبنا على بتنفيذ الأسلوب.

ونقطة إيجابية كانت واضحة في طريقة لعب منتخبنا وهي إجبار لاعبي الإمارات على التقدم، وهو ما جعل الفراغات واضحة في الدفاعات البيضاء، وسمح لنا ذلك الحصول على بعض الفرص عبر الكرات المرتدة السريعة والتي لم نتمكن من الاستفادة والاستثمار فيها.

خط الدفاع كان أداؤه جيدا في الرقابة والتغطية في غالبية الفترات، عدا كرتي الهدفين بعد تقدير الخاطئ فيهما كلفنا اهتزاز شباكنا مرتين، وبالتالي خسارة المباراة.

أسلوب إماراتي مكشوف

الأسلوب الإماراتي كان مكشوفا وخصوصا أنه يعتمد في المقام الأول على الاحتفاظ بالكرة أكبر وقت ممكن، مستفيدا من الانتشار الجيد للاعبيه على أرضية الملعب، بالإضافة إلى امتلاكه مجموعة متجانسة ومتفاهمة بصورة كبيرة ويملكون الحلول الفردية بالمهارة الكبيرة، إلا أن الطريقة الفنية لمنتخبنا والتنفيذ الجيد للأسلوب والطريقة التي لعب منتخبنا عبر تكثيف منطقة الوسط بالكثير من اللاعبين أدى إلى غياب الفاعلية البيضاء.

والسلبية الإماراتية في النصف الساعة الأولى كان لها دور واضح في الدفع بالمدرب مهدي علي في إجراء تغيير تكتيكي واضح في طريقة اللعب عبر الزج بإسماعيل مطر بدلا من الحمادي وتحويل علي مبخوت للجهة اليسرى، وهي قراءة تحسب للمدرب وخصوصا أن التغيير أعاد للإمارات التوازن المطلوب في الملعب.

كاد المنتخب الإماراتي يدفع الثمن غاليا في طريقة أدائه في الشق الدفاعي وخصوصا مع الانتشار المبالغ فيه للاعبيه في ظل تواجد لاعبي المنتخب البحريني المكثف في منطقة المناورات وتطبيقهم أسلوب الضغط المباشر، وهو ما أدى لخسارة الكرة في الكثير من الأوقات بسبب غياب التركيز في عملية التمرير.

دفاع المنتخب الإماراتي كان مفتوحا بصورة واضحة وتسلل منها لاعبو منتخبنا في الكثير من المحاولات، ولو استثمر لاعبونا نصف الفرص لخرجوا بفوز مستحق وثمين.

الكرات الثابتة

لم يستغل المنتخبان الكرات الثابتة الكثيرة والمتعددة التي حصلوا عليها طوال المباراة سواء الركلات الركنية أو الكرات الثابتة خلف منطقة الجزاء وخصوصا مع التنفيذ الخاطئ الذي كان واضحا على غالبية الكرات، بالإضافة إلى التمركز والتموضع الجيد للاعبي الدفاع.

سلبية الاحتفاظ بالكرة

عملية الاحتفاظ بالكرة كان مفقودا من المنتخبين بسبب الروح القتالية العالية من الجانبين وخصوصا لدى لاعبي منتخبنا الوطني ودفاعهم القوي في منطقة المناورات والارتكاز وعدم منح لاعبي الإمارات الحرية في التصرف بالكرة.

أما منتخبنا ففشل هو الآخر في عملية الاستحواذ والاحتفاظ بالكرة لسببين رئيسيين الأول غياب التركيز والدقة في التمرير وهو ما أوقعهم في الكثير من الأخطاء، والثاني الاستعجال وعدم التمركز الصحيح في الثلث الهجومي.

العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً