العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ

الشوفان غذاء وعلاج

تتسارع الخطوات وتتغير العادات في العالم وتنشأ عادات جديدة وأنماط حياة مختلفة عما اعتاد عليه الناس، وأكثر ما قد يتأثر بهذه التغيرات هي عادات الغذاء وتقاليد الصحة.

يعاني الكثيرون اليوم من الأمراض التي تنتج عن أنظمة غذائية سيئة وأسلوب حياة مضطرب جراء زيادة ساعات العمل واعتماد الناس على الأطعمة المحفوظة والمعلبة أو الوجبات السريعة من المطاعم، وهذا ما يجعلنا عرضة لبعض الأمراض بشكل أكبر.

ويعتبر الشوفان من الحبوب النجيلية التي يعتمد عليها الإنسان كمصدر للطاقة لسهولة توافره وأسعاره التي تعتبر في متناول اليد حول العالم، فضلاً عن فوائده الكثيرة التي تجعل منه الغذاء المناسب والصحي.

وتحتوي حبوب الشوفان على نسبة قليلة من الدهون المشبعة، ونسبة أعلى من البروتين والألياف والكربوهيدرات المركبة التي تتحول إلى سكريات بسيطة بصورة أبطأ مما يجعلها تساهم في تنظيم مستوى السكر في الدم وتقليل احتمالية الإصابة بمرض السكري، وتحتوي على نسبة عالية من المغنيسيوم وهذا يزيد من استفادة الجسم من سكر الجلوكوز وامتصاص الأنسولين.

كما تحتوي حبوب الشوفان على نسبة عالية من الألياف الفريدة التي تقوم برفع قدرة جهاز المناعة في القضاء على أي نوع بكتيريا يتواجد في موقع الالتهاب، وتساعد على سهولة وسرعة نقل المعلومة العصبية للإعلان عن وجود الالتهاب، ويركز كثير من اختصاصي التغذية على أهمية قشور الحبوب ومن بينها الشوفان لما لها من تأثير كبير في الوقاية من أمراض السرطان، من بينها سرطان الثدي وأنواع السرطان الأخرى التي تعتمد على معدل الهرمونات في الجسم، كما تقوم هذه الألياف بنوعيها الذائبة وغير الذائبة بتنظيم حركة الأمعاء وتحسين كفاءتها ومنع حدوث الإمساك.

وأظهرت العديد من الدراسات أن الألياف الموجودة في الشوفان تحتوي على خاصية التحكم في مستويات الكوليسترول والدهون المشبعة دون التأثير على الدهون النافعة، مما يقلل أخطار الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، وأشارت دراسة أمريكية أجريت على مجموعة من الرجال تناولوا الشوفان يوميا لمدة 19 عاما على أنهم أقل عرضة للإصابة بتوقف عضلة القلب المباشر بنسبة 29 في المئة من الرجال الآخرين.

ويعتبر الشوفان الغذاء الآمن للمصابين بالحساسية من مادة الجلوتين وخاصة الأطفال، فهو خال من الجلوتين بشكل تام مما يمكّن الآباء من استبدال الخبز العادي بخبز الشوفان لاتقاء أعراض الحساسية الحادة، وهو الحل الأمثل أيضا لكل الاشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا صحيا يحدد لهم السعرات الحرارية، إذ يعد الشوفان غذاء قليل السعرات الحرارية ويجعلك تشعر بالامتلاء وعدم الرغبة في أكل المزيد ويسيطر عليك الإحساس بالشبع لفترة أطول، وكوب الشوفان الممتلئ يحتوي على 130 سعرة حرارية فقط، لذلك يعتبر الشوفان الصديق الوفي للرجيم والمريح لكل متتبعي خطط الرجيم الصارمة.

ويشير الخبراء إلى أن الشوفان من أفضل المضادات للاكتئاب والاضطرابات العصبية ويقوم بإضفاء الإحساس بالهدوء والسكينة على الإنسان لمساهمته في تكوين مادة السيروتونين وهي العنصر الكيميائي الذي يلعب الدور الأهم في ظهور أعراض الاكتئاب.

وبالإضافة إلى فوائد الشوفان الصحية العديدة، فإنه يتميز بالطعم اللذيذ وسهولة مزجه أو إدخاله في وصفات الطعام اليومية، فيمكننا تناول الشوفان على الإفطار مع قليل من الحليب الساخن والقرفة والمكسرات، فالشوفان المطهي يعالج الإرهاق، كذلك يمكننا إضافة الشوفان إلى وصفات الكعك والبسكويت مع الفواكه الطازجة أو المجففة، كما ينصح خبراء التغذية بتناول كوب من الشوفان مع الزبادي وقليل من الفواكه الطازجة مساء كوجبة عشاء خفيفة سهلة الهضم وقليلة السعرات.

العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً