العدد 3782 - الأحد 13 يناير 2013م الموافق 01 ربيع الاول 1434هـ

سكان بكين يخشون على صحتهم بعد وصول تلوث الهواء إلى مستويات خطيرة

أظلمت السماء فوق بكين بشكل ينذر بالشؤم.

فالشمس لا تكاد قادرة على اختراق السحابة الدخانية الكثيفة حيث صارت ناطحات السحاب - في المدينة البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة - لا ترى وسط العتمة.

ويمكن للمرء أن يشم رائحة احتراق في الهواء، في حين أن كثيرا من الناس يرتدون أقنعة الوجه.

وتقول امرأة (47 عاما): "أكاد لا أجرؤ على التنفس … إنه أمر لا يصدق".

يذكر أن سكان بكين معتادون على نوعية الهواء السيئة لكن لا أحد يستطيع أن يتذكر مروره بسحابة دخانية بمثل هذا السوء.

البعض يتملكه الخوف من أن التنفس قد يكون مميتا.

طوابير الناس الذين ينتظرون في مستشفى الأطفال صارت أطول من المعتاد.

وقال رجل يدعى تشو لصحيفة "فاشي وانباو": "ذهبنا بالأمس إلى الحديقة مع طفلتنا. ومنذ أن عدنا لم يفارقها السعال"، مشيرا إلى ابنته التي تبلغ عامين من العمر.

وأضاف: "أظهر الفحص وجود التهاب بالشعب الهوائية ".

يشار إلى أن عدد الأطفال المرضى قد ارتفع بشكل حاد، كما أن كبار السن على وجه الخصوص يعانون أيضا.

كما ذكر أن عدد المرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب والدورة الدموية آخذ في التزايد.

الوضع آخذ في التدهور منذ يوم الخميس الماضي.

ويوم السبت الماضي أظهر مؤشر تلوث الهواء المستخدم من قبل السفارة الأمريكية أن تلوث جسيمات الغلاف الجوي قد ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة.

فقد وصل إلى مستوى 472 "الخطير" ثم ارتفع إلى 728 قبل أن يصل إلى مستوى 845 الصادم في المساء.

ولم يكن المخترع الأصلي لجهاز القياس يتخيل أن هناك قيم أعلى من 500، لذا كان يتعين إيجاد قيمة من فئة "خطر للغاية".

حتى مؤشر قياس السلطات الرسمية التي لا ترغب في الاعتراف بأن هناك تلوثا خطيرا في الهواء وصل إلى أقصى قيمة وهي 500. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية "شينخوا" أن (قيم تلوث) جسيمات الغبار الدقيق القادرة على المرور مباشرة إلى الدم من خلال الرئتين، وصل إلى الحد الأقصى على أجهزة القياس.

وهناك إنذار رسمي من السحابة الدخانية ، لكن يسمح باستمرار قيادة السيارات، ومداخن المصانع لا زالت تضخ الملوثات، رغم القواعد الجديدة الصادرة هذا العام والتي تسمح بحظر كل ذلك عندما تكون الظروف "سيئة للغاية".

وتفاعل مدونو الإنترنت بسخرية مع القضية، حيث قال أحدهم: "بكين، أحبك حقا - حتى الاختناق".

ووفقا للأرقام التي نشرتها منظمة السلام الأخضر فإن السبب الرئيسي وراء الرائحة يرجع إلى حرق الفحم في محطات الطاقة والصناعة ومحطات التدفئة.

فالصين تولد ثلثي احتياجاتها من الطاقة من الفحم.

وقد ارتفع الاستهلاك بنسبة تصل إلى 44 في المئة خلال الفترة من عام 2005 إلى 2010 في البلد صاحب ثاني أكبر اقتصاد في العالم.هناك عدد متزايد من السيارات على الطريق، نصيب بكين وحدها منها أكثر من خمسة ملايين، أي أكثر بثلاثة ملايين منذ خمس سنوات مضت.

ووفقا لدراسة جديدة صادرة عن جامعة بكين ومنظمة السلام الأخضر فإن 572 شخصا لقوا حتفهم قبل الأوان نتيجة لتلوث جسيمات الهواء خلال العام الماضي في بكين وشانغهاي جوانجتشو وشيآن.

وقالت منظمة السلام الأخضر إن بكين وغيرها من المدن الكبيرة سيتعين عليها في نهاية الأمر الحد من استهلاك الفحم لتقليل عدد الجسيمات الموجودة في الهواء، والتحول إلى مصادر بديلة للطاقة المتجددة كبديل عن ذلك.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً