العدد 3783 - الإثنين 14 يناير 2013م الموافق 02 ربيع الاول 1434هـ

في الذكرى الثانية لثورة تونس

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل عامين، في 14 يناير/ كانون الثاني 2011، انتصرت «ثورة الياسمين» التونسية بسرعة البرق، وأشعلت معها «الربيع العربي». قبيل هروبه، قال المستبد زين العابدين بن علي «الآن فهمتكم»... وهو قول ليس بعيداً عما قاله فرعون عندما أدركه الغرق «قالَ آمنتُ أنَّه لا إله إلا الذي آمنتْ به بنو إسرائيل وأنا مِنَ المُسلمين، آلآن وقد عصيتَ قبلُ وكنتَ مِنَ المُفسدِين» (يونس: 90، 91).

انقضى عامان منذ انطلاق موجة الاحتجاجات والانتفاضات والثورات العربية المطالبة بالديمقراطية، وشهدنا الكثير من الأحداث الجسام، كما شهدنا موجة مضادة للربيع العربي تتبنى الطائفية منهجاً وسلوكاً وهدفاً، وقد تبنت الأنظمة هذه الموجة لحرف مسار الربيع العربي الذي انطلق على أيدي شعوب المنطقة التي يئست من واقع فرضته القوى الخارجية قبل مئة عام، ومن ثم تولت أنظمة استبدادية إدامة البؤس والشقاء.

التحديات الماثلة أمام تلك الدول التي انتصر فيها الربيع العربي، مثل تونس، كبيرة جدّاً. فهناك تحديات سياسية تتمثل في مدى قدرة الإسلاميين الذين وصلوا إلى الحكم على الوفاء لمبادئ الديمقراطية والتعددية، وتداول السلطة المنتخبة، واعتماد نهج تصالحي مع الجميع، كما أن هناك تحديات اقتصادية تتمثل في إيجاد فرص عمل مجزية للشباب، وفي قيادة عملية تنموية حقيقية كما حدث في دول ناجحة مثل عدد غير قليل من دول شرق آسيا. وهناك تحديات أخرى تتمثل في قدرة هذه الأنظمة على حماية السيادة الوطنية، والابتعاد عن العنف وحفظ الأمن من دون الإضرار بحقوق الإنسان، ومنع استشراء الفساد في النخب الجديدة التي تتولى مهمات الدولة.

التاريخ سيحدد لاحقاً ما إذا كان الربيع العربي موجة تاريخية تغييرية في بنية المنطقة نحو الحرية والكرامة والديمقراطية، لكن إذا كانت هناك دولة ستنجح في تحقيق نتائج تاريخية؛ فإنها ستكون تونس، هذه البلاد التي تمتلك أكبر طبقة متوسطة في العالم العربي، وهي البلاد التي يمكن أن تحدث توافقا بين الإسلاميين المعتدلين الذين يمثلون الهوية الحضارية لشعوب المنطقة، وبين الحداثيين الذين لا يعادون هوية مجتمعهم، ويرتبطون في الوقت ذاته بالعصر الحالي بكل آفاقه الإنسانية الرحبة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3783 - الإثنين 14 يناير 2013م الموافق 02 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 6:54 ص

      علي نور

      مولم جدا جدا ان تجد من مثقفينا نحن ومن ابنائنا نحن ومن اخواننا نحن من يطلق على ما حدث في تونس بانها ثورة بينما يعتبر ما يجري عندنا احداث ..
      عيل شنو تسمي اللي عندنا كهربه مشوطه مثلا ؟؟

    • زائر 8 | 4:01 ص

      قرى البحرين

      السلام عليكم دكتور، ارجوا ان تكتب مقال عن قرى البحرين الجميلة من شارع البديع الي قرى المحرق و قرى المنطقة الجنوبية وما حصل لها من اعمال تخريب واهمال. الرجاء الكتابة عن هذه القرى يا دكتور. وشكراً

    • زائر 7 | 3:12 ص

      كما شهدنا موجة مضادة للربيع العربي تتبنى الطائفية منهجاً وسلوكاً وهدفاً،

      وشهدنا الكثير من الأحداث الجسام، كما شهدنا موجة مضادة للربيع العربي تتبنى الطائفية منهجاً وسلوكاً وهدفاً، وقد تبنت الأنظمة هذه الموجة لحرف مسار الربيع العربي الذي انطلق على أيدي شعوب المنطقة التي يئست من واقع فرضته القوى الخارجية قبل مئة عام، ومن ثم تولت أنظمة استبدادية إدامة البؤس والشقاء.
      صدقت يا دكتور ، هذا السلاح الفتاك الناجح ضد الشعوب واقصد ( الطائفية ) ومستمر منذ أمد بعيد والى الآن ساري المفعول و لم ينتهي مفعوله بسبب الجهل وعدم الثقافة ؟!

    • زائر 6 | 12:59 ص

      ما حدث في الوطن العربي كله كان متوقعا ولا زال المزيد متوقعا

      الشعوب تختزن وتسكت وتمتص ولكنها تحتقن وتحبط وبعد فترة من الزمن يأتي دور اغنية ام كلثوم اذا تقول ما تصبرنيش ما خلاص انا فاض بيه ومليت وهذا ما يحصل
      في تونس ومصر وليبيا واليمن والبرحين وسوريا وسوف يأتي على باقي الدول التي لم تأخذ الدرس ولم تتعلمه جيدا

    • زائر 5 | 12:52 ص

      الاصلاح ليس بسهولة التخريب هذه بديهية معروفة

      التخريب لا يحتاج الى الكثير من الوقت ولا الجهد ولكن الاصلاح يحتاج الى الكثير من الجهد والوقت والصبر خاصة في بلد انتشرت فيه الاوبئة المرضية النفسية من فساد ورشوة وتمييز وغيرها عندما تقدم حكومة تريد الاصلاح فلا بد ان تواجه
      بحوائط صد وممانعة ممن كانوا يعتاشون على الفساد ويدافعون عنه

    • زائر 4 | 11:58 م

      الفرق انت تعرفه يا رقم

      الطائفية

    • زائر 3 | 11:25 م

      عفوا دكتور

      لا ادري دكتور .. لماذا تسمي الذي جرى في تونس ثورة ... على الرغم انها جاءت كسرعة البرق .. وفي اعتقادي انها ثورة غير مكتملة ... بدليل الاضطرابات المستمرة .. وعندما تاتي للبحرين تقول انها احداث وليست ثورة وها هي تحفر في الصخر .. وانها خارج السياق الربيع العربي .. ما مفهوم الثورة اذن ؟ اليس الشعب البحريني خرج نصفه يطالب بالحرية والكرامة .. مالفرق بين تونس والبحرين ؟

    • زائر 2 | 11:13 م

      لا اوافقك

      لن تكون هناك دولة ناجحة مادامت الولايات المتحدة تهيمن على سياستها ومقدراتها، طبق هذا القول على اي دولة تابعة وستعرف حقيقة هذا المعنى يا دكتور

    • زائر 1 | 11:01 م

      الله يعين الشعبا لتونسي

      من دمار الى ادمر
      الله يعينهم

اقرأ ايضاً