العدد 3787 - الجمعة 18 يناير 2013م الموافق 06 ربيع الاول 1434هـ

اللهجات في البحرين: اسم المفعول

تناولنا في الفصول السابقة عدداً من الأسماء المشتقة: اسم الفاعل واسمي الزمان والمكان والصفة المشبهة, وجميعها تُشتق من الفعل المبني للمعلوم, وسنتناول في هذا الفصل اسم المفعول, وهو اسم مشتق من الفعل للدلالة على من وقع عليه فعل الفاعل, وهو مشتق من حروف الفعل المتصرف المبني للمجهول, مثل: سُرِق المال فهو مسروق, وبما أن الفعل المبني للمجهول غير مستخدم في اللهجات في البحرين فلن نتطرق لطرق اشتقاق اسم المفعول من الفعل المبني للمجهول وإنما سنتطرق لطرق اشتقاقه من الفعل المبني للمعلوم مباشرة.

اسم المفعول

من الفعل الثلاثي السالم

تتشابه اللهجات في البحرين في صياغة اسم المفعول من الفعل الثلاثي الصحيح, أي الذي لا يوجد به حرف علة, حيث يصاغ على وزن مَفعول أي بزيادة ميم مفتوحة أولاً، وواو قبل الحرف الأخير كما في حمل: محمول، وعمل: معمول، ويلحق به المصاغ من الفعل مضعف اللام مثل: مدَّ واسم المفعول منه ممدود, وكذا الفعل المعتل المثال أي الذي أوله حرف علة مثل: وقف واسم المفعول منه موقوف.

وتختلف اللهجات في البحرين عن اللغة العربية الفصحى في صياغة اسم المفعول من الفعل الصحيح المهموز؛ ففي اللغة العربية الفصحى يصاغ على وزن مفعول فيقال في أمر: مَأمور وفي أكل: مأكول وفي أخذ: مأخوذ, أما في اللهجات في البحرين فقد تقلب الهمزة إلى ياء فيأتي اسم المفعول من أخذ: ميخود، ومأخود، ومن أكل: ميكول ومأكول, أما اسم المفعول المصاغ من الفعل أمر فهو: مأمور, فقط.

اسم المفعول

من الفعل المعتل الأجوف

الفعل الثلاثي المعتل الأجوف هو الفعل الذي يكون وسطه حرف علة, فإن كان في وسطه حرف الألف فهو على نوعين, الأول يعرف باليائي, أي أن الألف أصلها ياء, كما في: باع: يبيع, أما النوع الثاني فهو الواوي, أي أن الألف أصلها واو, كما في: قال: يقول. وفي اللغة العربية الفصحى تصاغ قاعدة واحدة لصياغة اسم المفعول من الفعل الثلاثي المعتل الأجوف وهي: يُؤتَى بالفعل المضارع, ويحذف منه حرف المضارعة، ويوضع بدلاً منه ميماً مفتوحة, مثل باع: يبيع: مَبيع, وقال: يقول: مَقُول. ويعرف هذا المبدأ بمبدأ «النقص», وهذا قياس لهجة أهل الحجاز ويقابله مبدأ الإتمام والذي يعتبر من الظواهر الصرفية للهجة قبيلة تميم (عبد الباقي 1985, ص 443 - 445, والمطلبي 2007, ص 191). وتتبع اللهجات في البحرين, وكذلك اللهجات في الخليج العربي بصورة عامة, مبدأ الإتمام, وهو عند العامة في الوقت الحاضر لا يتطابق تماماً كما هو موثق عند لهجة تميم, فقواعد القياس تختلف لكل من الأجوف الواوي والأجوف اليائي, وهنا نعقد مقارنة بين اللهجات في البحرين ولهجة تميم وذلك في طريقة صياغة اسم المفعول من هذه الأفعال.

الأجوف اليائي

في اللهجات في البحرين يصاغ اسم المفعول من الفعل الثلاثي الأجوف اليائي على وزن مَفعول بعد أن تقلب الألف إلى ياء, مثال: باع: مبيوع, وشال: مشيول. وهذا يطابق ما جاء عن لهجة تميم, وقد فصل ذلك ضاحي عبدالباقي في كتابه عن لهجة تميم (عبد الباقي 1985, ص 443), حيث قال: «فيجيئون به (أي اسم المفعول) على وزن مفعول دون إعلال، فيقولون مثلاً: مبيوع، ومديون، ومخيوط، ومعيون، ومغيوم، ومطيوب، وقد نسب ذلك إلى بني تميم, وبهذه اللغة قال علقمة بن عَبَدة التميمي يذكر طائراً:

حتى تذكر بيضات وهيَّجه

يوم رذاذ عليه الريح مغيوم

كما وردت في شعر غير منسوب، قال الشاعر:

قد كان قومك يحسبونك سيداً

وإخال أنك سيد معيون

وأنشد أبوعمرو بن العلاء، وهو تميمي:

وكأنها تفاحة مطيوبة».

ثانياً: الأجوف الواوي

في اللهجات في البحرين يصاغ اسم المفعول من الفعل الثلاثي الأجوف الواوي بنفس الطريقة السالفة الذكر لليائي أي على وزن مَفعول بعد أن تقلب الألف إلى ياء, مثال: قال: مَقيول, وقاد: مَقيود. وفي حال كانت الواو في الفعل الأجوف أصلية فلا تبدل إلى ياء, ومن أمثلة ذلك الفعل عَوَج بمعنى ثنى؛ حيث يشتق منها اسم المفعول: معووج. وفيما يخص لهجة تميم فإنها لا تتشابه مع اللهجات في البحرين في صياغة اسم المفعول من الأجوف الواوي؛ حيث انقسمت اللهجة التميمية إلى قسمين, قسم يسير على مبدأ النقص السالف الذكر, كما في اللهجة الحجازية, مثال: قال: يقول: مَقُول, وقاد: يقود: مَقود. أما القسم الثاني والذي يمثله فرع من بني تميم وهم بنو يربوع, ومنهم من يعزيها إلى قبيلة بني عُقيل أيضاً, فبقوا على مبدأ الإتمام, فيشتقون اسم المفعول من قال فيصبح: مقوول, ومن قاد فيصبح: مقوود (عبدالباقي 1985, ص 444 - 445). ويلاحظ أن العامة في الوقت الراهن يقلبون الواو ياء, وهذا لم يذكر في لهجة بني تميم.

اللهجات العامية ولهجة تميم

تاريخياً, امتدت منازل تميم حتى البحرين وقد خالطت قبيلة عبدو قيس, وكذلك قبيلة بنو عُقيل كانت لها علاقة بالبحرين, وقد فصلنا ذلك في سلسلة سابقة نشرناها هنا ويمكن الرجوع إليها, إلا أن تشابه اللهجات في البحرين مع لهجة تميم في هذه الظاهرة لا يعني بالضرورة أنها متطورة عن لهجة تميم، «فإذا كانت الصيغة التميمية (يائية أو واوية) هي التامة، والحجازية هي الناقصة، فهذا لا يعني سوى أمر واحد، هو أن الصيغة التميمية تمثل مرحلة أقدم من الحجازية, وقد أشار القدماء إلى ذلك فسيبويه - وإن لم يحدد الناطقين - يقول: (وبعض العرب يخرجه على الأصل فيقول: مخيوط ...), وابن جني يقول في (مبيع): (وأصله مبيوع), والفيومي يقول: (وأما التمام فلأنه الأصل)» (عبدالباقي 1985, ص 447). ويخرج عبدالباقي بنتيجة مفادها أن من يتبع مبدأ الإتمام فإنه يحافظ على الأصل القديم للتصريف وأن ظاهرة النقص هي ظاهرة متطورة؛ وعليه فحتى ظاهرة الإتمام في اللهجات في البحرين هي متطورة عن الأصل القديم.

اسم المفعول من الفعل المعتل الناقص

الفعل الثلاثي المعتل الناقص هو الفعل الذي يكون آخره حرف علة, وتتشابه اللهجات في البحرين مع اللغة العربية الفصحى في طريقة اشتقاق اسم المفعول من هذا الفعل؛ حيث يُؤتَى بالفعل المضارع منه, ويحذف منه حرف المضارعة، ويوضع بدلاً منه ميماً مفتوحة وتوضع شدة على حرف العلة, مثال: دعا: يدعو: مَدْعُوّ وقضى: يقضي: مَقضيّ.

اسم المفعول

من الأفعال المزيدة والرباعية

في اللغة العربية الفصحى يصاغ اسم المفعول من الأفعال المزيدة والرباعية سواء كانت صحيحة أو معتلة من الفعل المضارع وذلك بإبدال حرف المضارعة إلى ميم مضمومة، وفتح ما قبل الآخر. بينما في اللهجات في البحرين فتختلف طرق الاشتقاق قليلاً, ويمكننا تفصيل ذلك فيما يلي:

الفعل المزيد بتضعيف العين

في اللهجات في البحرين تتحول الأفعال المزيدة الصحيحة والمعتلة التي تكون بصيغة فَعَّل يُفَعِّل إلى فَعَّل إيْفَعِّل , مثل: حمّر إيْحمّر وخيّط (أي خاط) إيْخيّط؛ وبذلك يصاغ اسم المفعول على وزن إمْفَعَّل مثل: إمْحمَّر وإمخيَّط. ويلحق به المصاغ من الفعل المضعف المعتل الآخر، مثل: نَـ?ـَّـى (أي نَقّى بمعنى صفى, وكذلك بمعنى انتقى أي اختار)، والذي يصاغ منه اسم المفعول إمْنـ?ـَّى (إمنَقَّى).

الفعل المزيد بحرف الألف

في اللهجات في البحرين تتحول الأفعال المزيدة الصحيحة والمعتلة التي تكون بصيغة فَاعَل يُفاعِل إلى فَاعَل إيْفَاعِل, مثل: ساخَطَ يساخط (أي غسل الوعاء غسلاً خفيفاً)؛ وبذلك يصاغ اسم المفعول على وزن إمْفَاعَل, مثل إمْسَاخَط.

الفعل الرباعي

في اللهجات في البحرين تتحول الأفعال الرباعية الصحيحة والتي تكون بصيغة فَعلَلَ يُفَعْلِل إلى فَعلَلَ إيْفَعْلِل مثل: غَربَل اِيْغَربِل وخربط إيْخربط؛ وبذلك يصاغ اسم المفعول على وزن إمْفَعْلَل مثل: اِمْغَربَل وإمْخربَط.

الفعل الرباعي المهموز والناقص

ويمثل هذه المجموعة الأفعال: أعطى يِعطي وأعمى يِعمي ويشتق منها اسم المفعول بإبدال ياء المضارعة بميم مفتوحة وكسر الحرف ما قبل الأخير أي تصبح: مَعْطِي, ومَعْمِي, بينما هي في الفصحى مُعطَى ومُعمَى, وقد تم قصر الياء قياساً لأن ما قبلها مفتوح.

اسم المفعول واسما الزمان والمكان

سبق أن ذكرنا في فصول سابقة أن اسم المفعول المشتق من الأفعال المزيدة والرباعية قد يكون هو ذاته اسم الزمان أو اسم المكان؛ وذلك إذا دل على مكان أو زمان مثل مستشفى, وهو مشتق من الفعل استشفى يستشفي, وهو لا يدل على من وقع عليه الفعل ولكنه يدل على مكان فهو اسم مكان أيضاً. وكذلك مُجتمَع من اجتمع يجتمع.

العدد 3787 - الجمعة 18 يناير 2013م الموافق 06 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:48 م

      امينة

      قولولي شو هو اسم المفعول للفعل شارك , طورد , عاد , شكى و لام , قاد , نسي

اقرأ ايضاً