تحركت القوة الإفريقية باتجاه وسط مالي أمس الخميس (24 يناير/ كانون الثاني 2013) فيما تزايدت التحذيرات من تجاوزات يتهم الجيش المالي بارتكابها بحق أقلية الطوارق والعرب.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس في باريس إن طلائع القوة الإفريقية التي حصلت على تفويض الأمم المتحدة لأخذ مكان القوة الفرنسية «بدأت بالتحرك نحو البلدات في الوسط».
وقال إن ألف جندي من دول غرب إفريقيا وتشاد وصلوا بالفعل إلى مالي المنقسمة جزئين منذ أبريل/ نيسان الماضي.
وقال فابيوس إن «القوة الإفريقية تنتشر بسرعة أكبر من المتوقع» وأضاف «واضح أن ذلك يفرض عدداً من الصعوبات اللوجستية لكن يجب أن أقول إنني شاهدت جهداً كبيراً جداً من قبل اصدقائنا الأفارقة».
وقال رئيس أركان الجيوش الفرنسية إن الجنرال غريغوار دو سان-كوينتين سيتولى قيادة غرفة العمليات في العملية الفرنسية في مالي المعروفة بـ «سيرفال».
وقال مسئول دفاع مالي إن 160 جندياً من بوركينا فاسو وصلوا إلى مركارا (270 كلم شمال باماكو) «لتسلم القيادة من الفرنسيين» الذي يقومون بحراسة جسر استراتيجي على نهر النيجر.
وقال المصدر «إنهم في المكان ويمكن أن يتابعوا بعد ذلك إلى نيونو وديابالي» البلدتين الواقعتين على مسافة أبعد شمالاً مضيفاً «بعد الفرنسيين سيكون الأفارقة على الأرض».
وبعد أسبوعين على التدخل العسكري الفرنسي لمساعدة مالي على وقف التقدم الإسلامي باتجاه باماكو، برزت تقارير حول اتهامات للجيش المالي بارتكاب تجاوزات وتزايد المخاوف من شن هجمات تستهدف مجموعات إتنية.
وغالبية المتمردين المرتبطين بـ «القاعدة» الذين تطاردهم الجيوش هم اما من الطوارق أو العرب.
وقالت المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية، كريستالينا جورجيفا في تصريحات ترجمت إلى الفرنسية «نحن قلقون جداً من التقارير التي تتحدث عن إمكانية حصول هجمات وتقاتل إتني وتجاوزات بداعي الثأر».
وقال الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان إنه في بلدة سيفاري تم إعدام 11 شخصاً في معسكر للجيش المالي قرب محطة الحافلات ومستشفى البلدة، نقلاً عن شهادات من مصادر محلية.
وقال الاتحاد إن 20 شخصاً آخرين أعدموا في المنطقة نفسها ورميت جثثهم في آبار أو تم التخلص منها بشكل آخر، مضيفاً أن جنودا ماليين أعدموا شخصين من الطوارق في بلدة نيونو الواقعة في الوسط.
ودعت المنظمة إلى إجراء تحقيق فوري مستقل «لتحديد مستوى التجاوزات ومعاقبة المعتدين».
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان إن محققيها تحدثوا إلى شهود عيان رأوا إعدام الرجلين الطوارق في قرية سيريبالا قرب نيونو.
وذكرت المنظمة أن شهود عيان نقلوا «معلومات ذات مصداقية» عن جنود يعتدون جنسياً على نساء في قرية قرب سيفاري، ودعت الحكومة للتحقيق فوراً في تلك الحالات.
إلى ذلك، أعلنت مجموعة جديدة في مالي انشقت عن جماعة «أنصار الدين» الإسلامية المسلحة وتطلق على نفسها اسم حركة «أزواد الإسلامية»، عزمها على «المضي نحو حل سلمي»، في بيان تلقته وكالة «فرانس برس» أمس (الخميس).
وجاء في البيان أن «حركة أزواد الإسلامية تؤكد رسمياً أنها تبتعد كلياً عن أي مجموعة إسلامية وتدين وترفض أي شكل من أشكال التطرف والإرهاب وتتعهد بمكافحتها» مؤكدة «استقلالها وعزمها على المضي نحو حل سلمي» للأزمة في مالي.
ووجهت المجموعة الجديدة «نداءً إلى السلطات المالية وفرنسا لوقف الأعمال الحربية في المناطق التي تحتلها أي منطقتي كيدال وميناكا (شمال شرق مالي) ومن أجل خلق جو سلام سيتيح لنا المضي نحو إجراء حوار سياسي شامل».
وتأسست حركة أزواد الإسلامية إثر «عدة أيام من النقاشات والمشاورات» بين كوادر ووجهاء ومقاتلين «من الجناح المعتدل» من «أنصار الدين».
العدد 3793 - الخميس 24 يناير 2013م الموافق 12 ربيع الاول 1434هـ