العدد 3795 - السبت 26 يناير 2013م الموافق 14 ربيع الاول 1434هـ

عنترة الحديث... وظلمُ ذوي القربى!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

صدق طرفة بن العبد في بيته الشعري الذي يقول:

وظلمُ ذوي القربى أشدّ مضاضةً.... على المرء من وقع الحسام المهنّد، فعنترة ابن شدّاد «الحديث» - وقد قيل عنترة وقيل عنتر - اتّصل بنا أكثر من مرّة بعد نشر مأساته في الأسبوع السابق، ولكنه كان يرجع منكسراً في كلّ مرّة يتّصل بنا، فمن الملاحظ أنّ «زهيراً» لم يصله الخبر، وعليه فإنّ المقال أصبح وراء الأطلال.

ظلمُ ذوي القربى شديد هذه المرّة، إذ عنترة لا يستطيع الحصول على لقبه من «مجلس العايلة»، فهو أصيل وليس هناك دليل على أصالته، وهو ابن «العايلة»، ولكنّ «العايلة» لا تهتم بشأنه، وقد ذهبت مطالباته ورسائله طي الكتمان، وأصبحت من الزمان، ولا حول له الآن ولا قوّة.

طلب منّا ابن شدّاد الحديث إيصال مطالبه وحقوقه إلى «زهير» و «ابنه»، لعله يحصل على الجواب، أمّا سبب عدم حصوله على لقبه الضائع، وأما إرجاع حقّه الذي لا يريد شيئاً سواه. فعدالة الأرض لم تأخذ مجراها إلى اليوم، بسبب المحسوبية والمماطلة وعدم الاعتراف بالابن، هذا الابن الذي يفدي «العايلة» بالغالي والرخيص، وبالنفس والجسد، ولم يتوجّه إلى المنظمات حتى تسنده فيأخذ حقّه، وحرصاً منه كذلك على عدم نشر المشكلات خارج إطار العائلة.

لماذا لا تحاول العائلة حل المشكلات وضمّ الأبناء، فعنترة ليس الوحيد من بينهم، فهناك فئة غير قليلة لم يتم الاعتراف بها، وهناك فئة أخرى ضُمّت إلى العايلة، ولكن بعد مضي فترة ومشكلات وأزمات تمّ سحب لقبها، فأوجد بذلك مشكلات جمّة لا حصر لها.

لا نريد أن يحزن عنترة، فالدنيا تسير وتدور، وقد يكون التأخير صلاحاً له، ونحن نعلم بمدى الغصّة التي في قلبه، هذا الرجل ذو الثمانين عاماً، الذي طالب والده قبل أن يموت بأن يكتب اسمه، والذي ضاع منه مع وفاة والده، كيف يستطيع اليوم الوصول إلى «زهير» و «ابنه»، فالحرّاس لن يوصلوه، والموظّفون لن يحاولوا إيجاع رأسهم، ومن يهمّه الأمر سيحاول طمس الموضوع حتى لا يصل إلى «الرئيس».

ويلك ويلك ويلك يا عنترة، هل لديك حيلة أخرى؟ وهل تستطيع مناطحة السحاب؟ ومن أنت ومن هم، أرجوك لا تنسى ذلك؟ واصبر على مر الجفا وعلى عدم قبولك، لأنّك لست شيئاً لأحد، ولأنّك فقير، فلا تنسى فقرك، حتى وإن كان أبوك من أعالي القوم وأجودهم!

إنّها بصمة عار على المجتمع، لأننا نضرب الأشدّين على من انتسب إلى نسب غير نسبه، ونطرق جميع الأبواب ونستخدم جميع الوساطات من أجل إزاحة النسب عن تلك العائلة، ولكننا لا نستطيع استرداد حقوق مَن له حقّ في الحصول على لقبه، وهنا نتساءل عن عدالة الأرض فهل من مجيب؟ تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات!

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال؟ (على قولة المعاودة).

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3795 - السبت 26 يناير 2013م الموافق 14 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 8:16 ص

      والله يا خوى ما اعتقد

      اللبيب بل لا شارة يفهم ادا كان عنده حس وطنى وظمير حيى يعاتبه فى كل ثانيه يراه امراه تصفع من يدعى انه رجل بئس الرجال انتم خسئتم ورب السماء

    • زائر 5 | 5:32 ص

      اللبيب بالاشارة يفهمو

      اللف شكر لج استاذة مريم على الموضوع القيم واتمنى ان يكون هناك مجيب لهذا الموضوع وعلى قولة المثل (( اللبيب بالاشارة يفهم ))

    • زائر 4 | 5:06 ص

      هل تم تحويل ملفات الفساد الى النيابة العامة؟

      اضحكتيني اختي الغالية. هل السؤال موجه للنواب؟ ان كنت تسألين النواب فأقول لك بأن هده الشماعة وضعت وستستمر حتى نهاية مدة المجلس في 2014 ويأتي نواب آخرون ليقولوا لنا أن هدا الملف خاص بنواب المجلس السابق حاله كحال الملفات السابقة. لكن زين دكرتيهم. (محرقي/حايكي)

    • زائر 3 | 2:19 ص

      يا أخت مريم .. ذكرتينا بأيام المدرسة .. وحامي الحمى عنترة

      بالمقابل نذكرك بأن عنتر أو عنترة لم يُهزم من قبيلته التي ظلمته .. والسبب أنه وجه أمره لخالقه ولم يشتكي للأمم المتحدة الخاصة في زمانهم لانها (أي الامم المتحدة الخاصة بهم) مثل أختها الحالية!! ولذلك انتصر ودلالةً على انتصاره ما زال الناس يتذكرونه ويعرفون الظلم الذي حل عليه .. كما ان بعض الشركات فضلت أن تكون أسماء منتجاتها بإسمه وذلك دلالة على قوته وسمعتهوأخلاقه وإخلاصه في حبه لابنة عمه.

    • زائر 2 | 1:43 ص

      زائر

      والله كفووو عليك بيض الله وجهك ولدت حره وإن شاء الله ستبقين حره

    • زائر 1 | 11:59 م

      عزيزتنا مريم ( للعلم )

      كما ضاع حق ( عنترة ) سيضيع بل ضاع حقنا في احالة الملفات المفسدة للنيابة ، وذلك بسبب غياب عدالة الأرض ، ولكن الحساب هناك عند عدالة السماء . وبين وصولنا لعدالة السماء بعد ان تفنى الأعمار تكون املاحقات بين البشر بين من يعض بالنواجذ على اموال ليست له بالأساس بل خوله الله في ادارتها وبين المحتاجين لها من سائر الناس والمسمون بالشعب فضرب وسحل وسجن وقتل لمن يطلب حق عنترة او يتجرأ ليطلب حقه .

اقرأ ايضاً