العدد 3806 - الأربعاء 06 فبراير 2013م الموافق 25 ربيع الاول 1434هـ

والمفصولون ليسوا أرقاماً

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لم يكونوا من فئة واحدة أولئك الذين اعتصموا أمام وزارة العمل قبل يومين؛ إذ ضم الاعتصام عمالاً وأطباء ومهندسين وإعلاميين وممرضين ومهنيين وموظفين من مختلف القطاعات. بعضهم جاء مع أطفاله الذين حملوا لافتات تعبّر عن أوضاعهم الإنسانية. فأي ذاكرة هذه التي ستتخلق في وجدان طفل اعتاد أن يرافق والده أو والدته إلى اعتصام المفصولين للمرة الـ16 أمام وزارة العمل خلال عامين، يكبر فيها الطفل كثيراً حين لا يعرف من الهم شيئاً، فكيف به حين يرى همّ والديه أمامه؟ لا يلام أولياء الأمور أبداً على اصطحاب أطفالهم في مثل هذه التجمعات التي يطالب بها المرء بحقه في عودته إلى العمل بعيداً عن السياسة؛ إذ لابد أن يتعلم كيف يدافع عن حقه منذ صغره، وكيف يطالب به بمختلف الطرق المشروعة، ولكن من يلام هنا هو رب العمل الذي لم يلتفت إلى هذا الطفل أو ذاك وهو يمضي رسالة إقالة ولي أمر في عنقه أطفال بحاجة للرعاية التي تتطلب أن يكون راتبه في يده، وتتطلب أن يرى الطفل أباه عائداً من عمله حاملاً معه ما يحتاج وهو مرتاح البال يشعر بأهميته في مجتمعه الذي يخدمه بعرق جبينه.

في اعتصام المفصولين يوم الثلثاء، جاء المفصولون للاعتصام أمام وزارة العمل وفي قلوبهم بعض أمل بأن يقابلهم أي مسئول في وزارة العمل لإطلاعهم على آخر المستجدات بشأن قضيتهم، ولكن ذلك كان مجرد أمل ضاع مع الريح. وما أثار الشجن هو وجود بعض الأطباء المفصولين الذين لم يذنبوا ولم يقترفوا خطأ طبياً يستحق الفصل من العمل، الأطباء الذين وقعت رسائل فصلهم قبل تاريخ النطق بحكم المحكمة عليهم، وكأن الفصل جاء بنية مسبقة ليكمل مشهداً تراجيدياً لا يروق لأبناء الوطن ممن عرفوا قلوب هؤلاء وانسانيتهم، إذ يكفيهم ما عاشوه ويعيشونه كل يوم من مشاهد دموية و «غازية» بطلها قرى البحرين وأبناؤها. مشهد تراجيدي لم يكن ضمن مسرحية أو فيلم سينمائي سينتهي قريباً، وإنما مشهد واقعي لا نعلم إن كان مخرجه سينهيه قريباً أم أن الوضع أعجبه.

ولم يكن الأطباء هم المفصولون الجدد الوحيدون في هذا الاعتصام؛ بل كان هناك بعض العمال والموظفين ممن فصلوا بعد فترة السلامة الوطنية، وبعضهم فصل مؤخراً، جاءوا لينضموا لقائمة المعتصمين أمام الوزارة التي مازالت تصرّح بأن هذه النسبة أو تلك هي نسبة المفصولين الذين عادوا إلى أعمالهم وكأن هؤلاء مجرد أرقام يجب أن نفرح لتقليصها!

ملف المفصولين ليس مجرد نسب وأرقام، هو ملف شائك يرتبط بحالات انسانية عاشت أكثر من عامين في العوز والحاجة بسبب فصل معيليها. حالات تمثل كفاءات تعطلت حتى بات بعضها يخشى نسيان حرفته بسبب طول المدة على الرغم من احتياج الوطن لهم، والدليل على هذه الحاجة اعلانات الوظائف التي تنشرها الجهات ذاتها طلباً في من يحل مكان هؤلاء.

نتمنى أن تتعامل وزارة العمل مع هذه الحالات باعتبارها حالات إنسانية بعيداً عن عالم الأرقام، وتضغط على الجهات الفاصلة بإعادة المفصولين جميعهم، وأن يغلق هذا الملف قبل الدخول في الحوار إن كانت الحكومة جادة في رغبتها في إيجاد حل لأزمة البلاد.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3806 - الأربعاء 06 فبراير 2013م الموافق 25 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 6:40 ص

      الرقم في منطق الحدث

      ربما يبين الرقم العدد لأي شيئ, ربما يكون الرقم 1 , ربما نتجاهل هدا الرقم لضئالته, ولكنه يعني الكثير حينما نعرف الهدف من هدا الرقم. دعونا نتعرف على أسباب تجمع هؤلاء المفصولين ونجد حلا وافيا لقضيتهم, ساعتها سنعرف قيمة الأرقام. (محرقي/حايكي)

    • زائر 11 | 5:04 ص

      أنا مفصول

      أنا مفصول منذ عامين والحميدان يقول إن العدد المتبقي 91 مفصولاً!!! وأنا أقول للمسؤولين الفصل من العمل كعقاب أو ردع لا يزيدنا إلا إصراراً على المطالب المشروعة من خلال الميثاق والدستور ولو وصلت بي الحاجة أكل رغيف خبز يابس.. تحياتي للصحافية القديرة سوسن دهنيم

    • زائر 10 | 3:59 ص

      في الصميم

      ولله ياأخت دهنيم هذيه القضيه ليست في يد لاوزير العمل ولاهم يحزنون في في يد الواحد الوحد في هذا البلد وهو الذي أمر بفصلوقطع ارزاق الذي شارك في التظاهرات والذي لم يشارك ونفسه الذي اصدر الاوامر بدهس سيارات الذينه كان متوجدين في الدوار أنتقاما منهم ولكن و الرفيق العلاء هو قادر على أن يأخد وينتقم لهم وهو السميع العليم.

    • زائر 8 | 2:38 ص

      غدا تدور الدوائر على الحقود المغامر

      الذي غامر بحقده وقلبه الاسود على زملاء كانوا معه هي الايام نداولها بين الناس

    • زائر 7 | 2:29 ص

      المواطن المنسي

      أشد الظلم ضراوة هو ذلك الذي لايكتفي بالسطرة على المواطن ونهبه وسلبه بل يحاول أكثر من هذا.. أن يجعه راضيا بمصيره !! أو شاكا للمتعدي عليه لأنه نسي أن يبقي له ثغرة من فراغ يأوي إليها لم تلتفت لها دواه التعميمات وامراسيم والقوانين.. لقد تقرر فجأة إما أن تكون عاطلا أو مفصولا

    • زائر 6 | 2:23 ص

      جامعة البحرين

      وطلبة جامعة البحرين المفصولين الله يساعدهم

    • زائر 5 | 2:04 ص

      سوف يقطع الله من قطع ارزاق الناس ان عاجلا ام آجلا

      من يتعدى على ارزاق الناس فإنه يكون على الدوام عرضة لسخط الله الذي سيلاحقه

    • زائر 4 | 1:27 ص

      أنا لله وأنا اليه راجعون

      سؤال هل نحنوا في بلد إسلامي ديمقراطي أم نحنوا في حديقة حيوانات مفترسله هل نسيتم الحساب يوم ألقيامه مالكم كيف تحكمون

    • زائر 3 | 11:48 م

      شكرا جزيلا

      شكرا للكاتبة القديرة على الإهتمام بالمفصولين. نعم المفصولين ليسوا رقما أو أرقاما بل عوائل تعاني من العوز وليست المدة شهر أو شهرين بل سنتين كاملتين.
      كنت أحد المفصولين لمدة سنة أو أكثر وجربت طعم العوز ولازلت أحس بطعمه وعائلتي لازالت أيضا تعاني من تبعات ذلك الفصل القبيح.
      رجعت للعمل ولكن ذلك لا يعني أني نسيت زملائي من المفصولين الذين لازالوا مفصولين.
      للعلم، حتى الذين رجعوا لأعمالهم لازالوا يعتبرون خونة!!!

    • زائر 2 | 11:29 م

      كبيرة يالبحرين

      اذا كان الطفل يشارك في اعتصام او تجمع فهذا دليل على مدى الديمقراطية والحرية في هذا الوطن .

    • زائر 9 زائر 2 | 3:01 ص

      مشاركة الأطفال؟؟

      مشاركة الأطفال في الإحتجاجات أو المسيرات تعني أن الجميع اصابه الضرر والظلم ومسه السوء من فرط ظلم

    • زائر 1 | 10:29 م

      الظلم البائن في قضية المفصولين

      هناك مفصوليين تمت عمليات فصلهم بشكل منسق من بعد تداعيات الأزمة، والتي شملت العديد. مثال على ذلك موظفين الأسواق الحرة فصلوا فصلاً تعسفياً والوزارة أقرت بعدم قانونية فصلهم. لكن الشكوى لله وحده لا شريك له

اقرأ ايضاً