لطالما استمرّ الجدل على مستويات عدة بشأن ماهية متطلبات المجتمع البحريني المعرفية والثقافية، الحاجة التي أفرزتها عدة عوامل متمثلة في تغير أسلوب الحياة ونسقها؛ ما يجعل تطور حاجات الفرد وتبدلها حتميْيَن هما الآخران.

ويدور هذا الجدل من أجل رفع مستوى جودة الحياة بما يتلاءم والحاجات التي يقرّرها الأفراد حينًا والمختصون حينًا آخرَ؛ لذلك تعدّدت أوجه المعرفة وهي المرآة التي تعكس متطلبات العقل والجسم والروح، فكانت الصحافة التي تحرص على المعارف العامة أو السياسية أو الاقتصادية أو المعارف الثقافية والأدبية، وظلّ الجسم يشكو من تقصير حوله بعد كل هذا الإسهاب في شأن الروح والعقل، وكان البلسم لهذا القصور ملحق «الوسط الطبي»، المتخصص الحصري في شئون الطب والصحة.

ولمّا كان الطب هو قلب هذا الملحق ومحوره، ولمّا كان الإنسان النبض الذي يحرك هذا الإصدار منذ يومه الأول، فبالصحة تزهو الحياة وتتحقق آمال الفرد وطموحاته، ولن تنجح مساعي العقل السليم بلا مساندة جسم سليم يعينه في معترك النجاح والتطور وتعمير الحياة والاستمتاع بها من دون منغصات، فكانت هذه فسحة تجدد المعرفة وتزرع الصحة بجوانب حياتنا، دون إغفالها لنزع الضار والخاطئ من المفاهيم التي غزت عاداتِنا الصحيةَ وسيطرت على أنماط معيشتنا اليومية.

يبقى أنْ نتذكر أنّ كل ما يدور في هذا العدد هو الصحة لا المرض، العافية لا التعلل، والمعرفة لا الوسواس الذي يصاحب الاستزادة في العلم أحيانًا؛ لذلك هي دعوة لمزيدٍ من الاهتمام والمراعاة بصحة ذواتنا وكل من حولنا، والتي تتحقق بالعلم والوقاية، فيزيد بريق تاج الصحة فوق رؤوسنا، وننعَم بالحياة.