العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ

«العدسات» نهارية وهي مسبب رئيس للحساسية... العريِّض: إعـادة النـور للعيــن قــيــــد الـبـحــث..

أكد استشاري طب وجراحة العيون حسن العريّض أن «زراعة الشبكية أو زرع شريحة إلكترونية صغيرة الحجم في العين لاستقبال الضوء وعلاج العمى عملية مازالت قيد البحث في المختبرات العلمية وينبغي علينا الانتظار قليلاً كي نرى النتائج».

وكشف العريّض في لقاء مع «الوسط الطبي» أن «التهابات الملتحمة أبرز أمراض العين في البحرين»، مشيرًا إلى أن «السبب الرئيس لهذا المرض يعود إلى الاستخدام الخاطئ للعدسات اللاصقة التي تُعَد مسببًا رئيسًا كذلك للحساسيات وقرحة القرنية، بجانب الكحل البلدي المليء بمادة الرصاص».

ونبّه العريّض الموظفين العاملين على أجهزة الكمبيوتر لساعات طويلة إلى «ضرورة أخذ استراحة لدقيقتين كل نصف ساعة أو ساعة لتجنب تبخر المادة المرطبة للعين الذي يؤدي بدوره إلى جفاف العين وتبخر المادة الرطبة عليها والمعروف في أوساط أطباء العيون بداء الكمبيوتر البصري»... وهذا هو نص اللقاء:

• ما هي الأمراض الشائعة في البحرين؟

- التهابات العيون بصفة عامة منتشرة في أرجاء العالم وليس البحرين فقط، وتكون في مواسم معينة، وخصوصًا التهابات الملتحمة الفيروسية والبكتيرية التي تؤدي إلى احمرار العين والحكة وإفرازات أخرى، إضافة للدموع وعشى من الضوء القوي، وهذه الأمور قد تكون بسبب التهاب الملتحمة البسيطة أو التهاب في القرنية وهو مرض خطير، وفي حالة الالتهابات الخفيفة يجب على المريض تجنب نلقها للآخرين؛ لأنها مُعدية.

• وكيف يمكن للمريض الحد من انتشار العدوى؟

- المرض ينتقل بين الأشخاص بعدة طرق، فمثلاً مسك العين التي تعاني من الالتهاب باليد ومصافحة الآخرين إحدى سبل انتشار المرض، إضافة لذلك هناك اعتقاد شائع بأن المريض بنزلة البرد يجب أن يبقى في الأماكن المغلقة؛ لأن الفايروس في الأمكان الدافئة ينتقل بشكل أكبر بين الموجودين. لهذا فإن تهوية المكان وعدم لمس العين وملامسة الآخرين تؤدي إلى تقليل نسبة انتشار العدوى.

• هل الالتهابات المنتشرة في البحرين لها ارتباط بالبيئة ونمط الحياة؟

- طبعاً هي مرتبطة بالبيئة كما يؤثر فيها نمط الحياة والعادات المتبعة في المجتمع، إضافة للمفاهيم الخاطئة، ليس فقط على مستوى البحرين بل المنطقة والعالم ككل، ففي المجتمعات المتقدمة يقومون بالتعامل مع المرض بشكل أسرع؛ ما يحد من دائرة انتشاره ويؤدي إلى الشفاء خلال أيام بدلاً من أسابيع، وقد يكون التلوث سببًا من المسببات.

• ما هي أبرز الأخطاء الشائعة والمضرّة بالعين التي قد يرتكبها المريض قبل إصابته بالمرض أو بعده؟

- أعتقد أن العدسات اللاصقة في مقدمة هذه الأمور، فعدم اتباع التعليمات الصحيحة في استخدامها، كالتنظيف وساعات استعمالها، علاوةً على ظاهرة استخدام أكثر من شخص للعدسات ذاتها ولاسيما الملونة منها، وعدم لجوء كثيرين لاستشارة الأطباء قبل اتخاذ قرار استخدام العدسات اللاصقة سبب كافٍ لانتشار الحساسيات وأمراض العين.

ونحن الأطباء لا ننصح باستخدام العدسات اللاصقة في ساعات النوم، حتى في حال تأكيد اختصاصي البصريات إمكانية الإبقاء على العدسات مدة شهر كاملة في العين بصفة متواصلة، فإن ذلك أمر خاطئ؛ وهو ما يؤدي إلى أمور سلبية كالحساسيات والتقليل من مقاومة القرنية وجمع المايكروبات التي تسبب القرحة في القرنية التي هي في الأساس معدومة المقاومة، وفي المحصلة فإن العدسات بحد ذاتها ليست مشكلة، بل إن كيفية استخدامها هي بيت القصيد.

كذلك تكحيل عيون الأطفال من أبرز الأخطاء الشائعة في المجتمع والمضرّة بالعين، وخصوصًا الأطفال حديثي الولادة، فالكحل «البلدي» المستخدم مليء بمادة الرصاص إضافة لحمله كمية من الجراثيم وهو يسبب التهاب العين بسبب تركيبته الكيماوية، جنبًا إلى جنب مع عدم التزام بعض المرضى بإرشادات استخدام الدواء والفهم الخاطئ، كالتوقف عن استخدامه قبل انقضاء المدة المحددة من قبل الطبيب.

• ما هي أبرز الحالات التي تقوم بعلاجها أخيراً؟

- في الواقع فإن أبرز الحالات انتشارًا في الوقت الراهن هي ظاهرة جفاف العين، ففي السابق قبل 40 عامًا كان مرض «التراخوما» هو المنتشر، والجفاف يصيب النساء في الغالب في سن 40 عامًا وما فوق؛ بسبب بعض التغيرات في طبيعة الجسم والإفرازات الهرمونية التي تؤدي بدورها إلى جفاف الغدد المسئولة عن إفراز المادة الدهنية في العين؛ وهو ما يعطي شعورًا بحكة بسيطة وثقل في العين إضافة للدموع والاحمرار.

وهذه الأعراض تزيد اثر التعرض أكثر لشاشة الكمبيوتر لمدة طويلة، وعلاجها يتم عبر الاستخدام المتواصل للأدوية، غير أن البعض يشفى منه ويعتقد أنه لا يحتاج لمواصلة استخدامها، وهو أمر ليس صحيحاً، فالجفاف مرض مزمن ويحتاج الشخص لمواصلة علاجه باستمرار.

• هل هناك علاقة بين التعرض لشاشات الكمبيوتر لفترة طويلة وأمراض العيون؟

- إجهاد مطالعة شاشات الكمبيوتر أمر منتشر بشكل كبير حاليًا، فبقاء العين في مرحلة تركيز عالٍ لفترات طويلة لا شعوريًا يؤدي إلى تعرضها لتيارات كبيرة من الأشعة، ومن ثم تتبخر المادة المرطبة على العين؛ إذ من المفترض أن تكون حركة العين (الرفة) طبيعية كل5ٍ أو 10 ثوانٍ، غير أن التركيز يمنع ترطيب العين.

• وما هو المعدل الطبيعي للتعرض لشاشات الكمبيوتر في اليوم؟

- هذا الأمر يتغير من شخص لآخر، ولكن نحن الأطباء ننصح الموظفين العاملين على شاشات الكمبيوتر لساعات طويلة بأخذ استراحة على فترات والأفضل هو إغماض العين لإراحتها، ومعدل هذه الراحة قد يكون كل نصف ساعة أو ساعة بحسب حاجة الشخص ولمدة دقيقة أو اثنتين، وفي الواقع نحن نطلق على ذلك اسم «داء الكمبيوتر البصري»، وعلاجه يتم عبر مرطبات تباع في الصيدلات ولا تحتاج إلى وصفة طبيب.

• ما هي آخر التقنيات المستخدمة في البحرين لعلاج أمراض العين؟

- هناك العديد من التقنيات الحديثة لتشخيص وعلاج العين، ولو قارنت بين معلوماتي عن الأمر قبل 40 عامًا وبين اليوم فقد أعتبر التغير قفزة علمية هائلة جدًا، وفي الحقيقة فإن الأمور تتغير بمعدل أسبوعي وهذا ما يدفعنا نحن الأطباء للاطلاع بشكل يومي على أحدث الأبحاث والدراسات. وأبرز التقنيات الحديثة تتركز عن أمراض الشبكية والقرنية، ونحن نحاول في البحرين توفيرها بقدر الإمكان، والإشكال أن هذه التقنيات مكلفة بشكل كبير.

إضافة لتقنيات علاج القرنية وتصحيح الأخطاء الانكسارية بالطرق الحديثة كقصر النظر وطوله، هناك الأجهزة المتطورة التي تعطي التحويرات وتضاف لطرق علاج القرنية، وآخر صيحات العلاج هي معالجة أمراض القرنية المخروطية بطرق لم نكن نحلم بها يومًا وباتت حقيقة اليوم.

• كشف بحث علمي أخيراً أن زراعة الشبكية ستؤدي لمعالجة العمى، ما رأيك؟

- هذا الأمر مازال في مختبرات البحث ولم يُخترَع بعدُ علاج يعيد النور للمصابين بالعمى لمعاودة الإبصار، فلا يوجد إلى الآن انجاز عملي يساعد المريض على ذلك، وقد عملت الكثير من الأبحاث في هذا الصدد، وإن كان ذلك بخصوص زرع الشبكية أو زرع شريحة إلكترونية صغيرة الحجم في العين لاستقبال الضوء، فعلينا الانتظار كي نرى النتائج أولاً.

• هل يمكن أن تنجح محاولات زرع الشبكية لعلاج العمى نهائيًا في يومٍ ما؟

- أعتقد أنه في يومٍ من الأيام ستكون هنالك تقنيات تساعد المريض على الإبصار، غير أن الحديث عن زرع العين غير ممكن، إلى الآن هو غير متاح، ولكن تطورات العلم رهيبة ومتسارعة، غير أنه في الأفق لا يوجد مثل هذا الاختراع المحلي.

• وما هي طموحاتك مستقبلاً؟

- في الحقيقة أنا أطمح اليوم للاتجاه للزراعة، فلدي اهتمام كبير بهذا الجانب، فقد أنشأت مزرعتي الخاصة التي أحاول قدر الإمكان منحها بعض الوقت والوجود فيها بشكل دوري لمدد متفاوته في اليوم، فالزراعة تمنحني صفاء الذهن والتركيز، الذي يستمده الشخص من سحر الطبيعة، ولا يعني ذلك أن أنفصل عن العلم والطب أبدًا.


بروفايل

- الدكتور حسن حميد العريض.

- تخرج من جامعة الاسكندرية ، كلية الطب في عام 1968.

- حاصل على شهادة الزمالة البريطانية والبورد الأمريكي

- شغل منصب رئيس قسم طب و جراحة العيون في مجمع السلمانية الطبي بين العامين 1981-1993.

- عضو كبار هيئة التحرير في مجلة البحرين الطبية.

- رئيس رابطة أطباء العيون سابقاً.

- نشر وحاضر الكثير من الأبحاث الطبية في كيفية تصحيح الرؤية بإستخدام التكنلوجيا الحديثة ،ومؤشرات التشخيص في الكشف المبكر عن القرنية المخروطية وغيرها من الأبحاث في مجال طب العيون.

العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً