العدد 3819 - الثلثاء 19 فبراير 2013م الموافق 08 ربيع الثاني 1434هـ

المعارضة في جنوب إفريقيا!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لنتصور ماذا سيحدث عندما يصل وفد المعارضة البحرينية إلى مطار بريتوريا بجنوب افريقيا في المستقبل القريب جدا... استقبله في المطار مندوب «شركة طوني بلير للعلاقات العامة وحلّ الأزمات العالمية المستعصية على الحل».

شركة بلير كانت قد انتهت من تنظيم ورشة عمل لـ «تجمع الفاتح»، لإقناعهم بضرورة الحوار طريقاً وحيداً لحلّ الأزمة البحرينية والبدء في مرحلة انتقالية للوصول إلى ديمقراطية حقيقية ونظام برلماني عادل في البحرين. إلا أن الوفد بعد عودته إلى البحرين لم يطبّق ما جرى الاتفاق عليه مع بلير، اذ أعلنت جمعية مؤيدة لاستمرار الوضع القائم انسحابها من الحوار الوطني لفي 18 فبراير / شباط 2013، وأعلنت جمعية أخرى مماثلة انسحابها ايضا ظهر اليوم التالي.

في المساء – عند وصول وفد المعارضة - أقام مسئول كبير في حكومة جنوب أفريقيا مأدبة عشاء على شرف الوفد البحريني المعارض، وحثّهم على الاستمرار في الالتزام بالطرق السلمية من أجل تحقيق تطلعاتهم المشروعة في نظام ديمقراطي كامل الصلاحيات، وقال: «اصبروا وتحمّلوا كما صبرنا وتحمّلنا، فالصبر زين يا جماعة الخير».

البرنامج الذي أعدته شركة بلير كان مكثفاً، وبدأ تنفيذه صباح اليوم التالي، حيث بدأت الجولة الأولى بكلمة افتتاحية عن التغييرات الديمقراطية التي تجتاح العالم، خصوصاً منطقة الشرق الأوسط.

في الجلسة الأولى، تحدّث الخبير الدبلوماسي في شركة بلير، قائلاً إن من الحكمة أن يفهم الجميع، الحكومة والمعارضة، أنه لابد من حوار جاد وصادق ومنتج وذي مغزى، ولا يجوز تضييع الوقت في حوار فارغ دون معنى. فقاطعه أحد أعضاء وفد المعارضة صائحاًًً: «صح.. صح الله لسانك»!

جلسة الحوار المفتوح، بدأها خبير استراتيجي بالقول: «كما أعلم أن بلدكم صغيرٌ جداً، نحو سبعمائة كيلومتر مربع، وسكّانكم أكثر من مليون نسمة بقليل، وأكثر من نصف السكان حالياً من الأجانب، فأنتم وحكومتكم وأنصارها جميعاً أصبحتم تمثلون أقليةً في بلدكم، فمتى ستجلسون معاً لإيجاد حل لمشاكلكم قبل أن تفكّروا بإقحام الجاليات الأجنبية في خلافاتكم»؟.

أحد المعارضين قال: «نحن من زمان نطالب بالحوار وحل المشكلات حلاًً جذرياً، بحيث لا نعود كل مرة إلى المظاهرات وتعود الحكومة إلى استخدام السجون واطلاق الرصاص ومسيلات الدموع والشوزن». وقبل أن يكمل قاطعه الخبير: «الشوزن؟ ماذا تعني؟»، فردّ عليه: «عفواً، معناه الرصاص الانشطاري الذي يستخدم لصيد الطيور، ولكننا نسمّيه في البحرين الشوزن، وأنا بروحي ما أعرف معناه». فردّ عليه الخبير: هل يعقل ان شرطة بلدكم تطلق عليكم شوزن، في أي قرن تعيشون أنتم الان؟ ألم أقل لكم أن الحوار هو أسلم الطرق لإنهاء المشاكل بين الطوائف؟».

رئيس وفد المعارضة الذي كان صامتاً طوال الجلسة، أزعجه التعليق الأخير، فرفع إصبعه طلباً للكلام، فأشار إليه الخبير برأسه: نعم، تفضل! فقال:

«نحن يا سيادة الخبير، لا نعاني من خلاف بين طوائف، ونحاول ان نتفاهم مع الشرطة ولكن مايفهمونا ولا نفهمهم...». فقال الخبير: «عجل ليش للحين ما تريدون تتحاورون مع الحكومة مباشرة »؟ فأجابه مستنكراً: «قول للحكومة هالكلام، كل مرة تتكلم عن حوار تجيب لنا ناس يعارضونا في كل شيء نقوله، وبعدين تقول اذا اتفقتون ساوافقكم على ماتتوافقون عليه!».

أدرك الخبير ان موضوع البحرين سيجنن مانديلا (في آخر عمره) اذا سمع به، ونظرا لصحته قرر الغاء لقاء الوفد البحريني المعارض معه، وثم نظر إلى ساعته واستدرك: لقد انتهت فقرات البرنامج، ونتمنى لكم حواراً ناجحاً بعد عودتكم إلى بلدكم وان لايصيبكم شوزن.

في اليوم الأخير، نظمت شركة بلير زيارةً سياحيةً إلى جزيرة روبن، حيث سُجن مانديلا 28 عاماً، وهناك سرح أعضاء الوفد وانتقلت ذاكرتهم لما حدث للكثير منهم في الزنزانات، وتذكروا ن هناك نحو الفين شخص في السجون حاليا، كما لم يتمالك بعض أعضاء الوفد دموعه حين تذكّر سنوات سجنه في القلعة، وبدأ يقص على أهالي جنوب أفريقيا ملاحم أخرى من الصبر من أجل الحرية.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3819 - الثلثاء 19 فبراير 2013م الموافق 08 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 11:51 ص

      ودي اصدق يحسين

    • زائر 25 | 7:41 ص

      ما هذا؟!

      مسامحة سيد، ولكن عرضك لما جرى يوهم القارئ بأن ما جرى ما هو لا مسخرة وتضييع وقت وكلام فاضي، وتضييع فلوس!
      هل ذهب الأخوان هناك لتبادل الحديث؟ وأخذ جولة سياحية في جنوب أفريقيا!؟
      صراحة لم أفهم إن كنت تستهزأ أم أن نقلك لما وقع فعلاً.
      حتى المقال قرأته كانت مضيعة وقت!!

    • زائر 24 | 7:06 ص

      مسلسل مكسيكي

      الحوار مثل المسلسل الممسيكي لو تطوف 10 حلقات بعدين تشوف بتعرف شصاير ف الجزء الاول للحوار نفس الجزء الثاني بس الممثلين غير

    • زائر 21 | 4:04 ص

      سيدنا

      انا بدات اشك في ان هؤلاء بحرينيين اساسا وبديت اشك في هذه الناس اللي كانت معانا على مقاعد الدراسة تضحك وتاكل وتشرب معانا انهم هم نفسهم اللي نراهم الان شخصيات تعيش التناقض والانفصام في شخصيتها عن الواقع المعاش وتحمل في نياط قلوبها كل هذا الاحقد والاجرام لاناس اختلفوا معاها سياسيا او لا يرون ما يرون هم

    • زائر 20 | 3:32 ص

      حوار الطرشان

      الحكومة لا تريد حوار او لا تريد ان تتنازل عن الحقوق الشعب المسلوبه و استاثارها بالمال و السلطة فالعربي يقول لا تنازل عن الوزارات السيادية و لا استفتاء للشعب

    • جعفر الخابوري | 3:20 ص

      حقوق مسلوبه

      بالبحرين المشكله هي حقوق مسلوبه
      الحل هي ارجاع تلك الحقوق كا مله غير منقوصه
      وارجاع الشهداء الى الحياة
      بسكم يابرلمان المولا ت بسكم

    • زائر 17 | 2:52 ص

      بارك الله فيك

      ماأعتقد معارضةالمعارضه بيفهمون لان التفكير مالهم موبالعقل اعتقد ابشي ثاني جهاز يمكن حجري او ديناصوري مادري شنهو

    • زائر 15 | 1:59 ص

      أخذتهم العزة بالأثم

      قال تعالى "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا" (هؤلاء أمامهم شيء محدد لن يحيدوا أبدا عنه وهو مصالحهم الشخصية في السلطة والمال وورائهم سادة أعلى هم ذوي المال وقد لا نبالغ اذا قلنا أن ورائهم متنفذون وقد تكون دول أيضا ممن عرفتوهم وعرفناهم لايبغون للبحرين ولا الاسلام من خير)

    • زائر 14 | 1:44 ص

      إن هؤلاء سوف يقعون في شراك الحكومة حيث تقدمهم على انهم مدافعين عنها

      إن هؤلاء الاشخاص حين يقدموا للعالم على انهم موالون للحكومة وهم بهذه العقلية الغريبة التي يتعجب منها العالم كما كان احدهم على القنوات يكرر مقولة
      اننا في افضل الديمقراطيات والله لا يغيير علينا فأضحك منه الجمهور.
      فهل تريد الحكومة ان تجعل هؤلاء اضحكوة للعالم المتحضر؟
      هل يعقل ان هناك احد يرفض الحرية والكرامة والديمقراطية؟
      هل يعقل ان هناك من يعشق العبودية؟
      نعم انهم معارضة المعارضة في البحرين

    • زائر 13 | 1:40 ص

      تدربوا من؟ وتعلموا من؟ هل هناك من ارضية لكي تبنوا عليها

      لكي تدرب انسان او تعلمه او تحاول مع شخص لا بد ان تكون له ارضية صالحة للتقبّل، فهل هذا موجود لهذه الفئة؟
      هنا مربط الفرس، فهذه الفئة غير قابلة للتدريب وغير قابلة للتعلم والمحاولة معها مضيعة للوقت والحكومة القتم الى هؤلاء وهي تعلم انها الفئة المعطّلة
      اي نعم انهم المعطّلة والحكومة تعمد الى ذلك ولكنها مخطئة فسوف تسيء لهؤلاء من حيث لا يعلمون ولا تعلم هي

    • زائر 11 | 1:07 ص

      بلير نفسه صاده احباط

      جماعة قالوا لكم ما نريد حكومة منتخبة وما نريد استفتاء على مخرجات الحوار. ويش تتوقعون منهم؟ اكيد خبراء شركة بلير استربوا من هالاشكال وصادهم احباط.

    • زائر 10 | 1:04 ص

      يعني هذا هو المتوقع

      يعني تتوقع هذا الشيء سيد؟ يعني ما رحنا ولا جينا. جمعيات الموالاة راحت ورجعت وهي مصر على تهميش المعارضة ورفض الاستفتاء والمعارضة رجعت مصرة على ضرورة الحوار الحقيقي والديمقراطية الحقيقية.

    • زائر 8 | 12:53 ص

      نعم حتى الشوزن

      نعم حتى الشوزن يستخدمونه رغم انه محرم دوليا ورم الادانت من كل المنظمات الحقوقية الدولية

    • زائر 7 | 12:37 ص

      حالتهم حالة

      بلد صغير ومو قادرين يحلون مشاكله. الحين يستعينون برئيس شرطة انجليزية واحيانا برئيس شرطة امريكية.واخرتها دورات تثقيفية في جنوب افريقيا. وشهالحالة

    • زائر 6 | 12:21 ص

      كأنك نسيت شيئا لم تذكره

      نسيت يا سيد أن الوفد تذكر سجن سانت هيلانة الذي نفي إليه عدد من الوطنيين من أمثال العليوات، وأيضا نسيت أن بعضهم تذكر سجن جدة وسالت دموع كثير منهم لما تذكروا تلك الأيام.
      تحياتي

    • زائر 5 | 12:19 ص

      ههههههههه

      الجماعه راحو جنوب افريقيا سياحه
      و ما عجبهم الكلام
      مساكين معارضة المعارضه
      يخلوا نفسهم في مواقف بايخه

    • زائر 4 | 12:18 ص

      حقيقة بلير

      لير صار سمسار وامسوي روحه فنان في حل الازامات. وهو احد مجرمي الحرب في العراق.

    • زائر 23 زائر 4 | 5:02 ص

      نقول وفد المعارضة فاشل

      يأتيك الرد أن بلير صار سمسار. من سألك عن بلير وأخلاقه وعمله؟

    • زائر 3 | 12:16 ص

      أبي أفهم لماذا الندوة في جنوب أفريقيا

      وهل هذه الندوة أو ورشة العمل تنظر إليها الحكومة تعلم بها وترى أنها طريق أو مخرج للأزمة ؟ أو أن شركة بلير حالها حال شركات العلاقات العامة التي تنضج بالكلام فقط ولكن لا عمل ولا فعل؟ ألم يكن بلير رئيس حكومة بريطانيا وله نفود على كل دول الخليج ، لماذا لا يتدخل حتى لو لم يكن رئيسا للوزراء حاليا ولكن له خاطر عند الحكومة نظرا للخدمات التي قدمها سابقا لحكومات الخليج. أدعوه للتدخل وطرح مبادراته عبر مستشاريه وخبرائه فقد يكون لديه مخرج من أزمتنا المستعصية, ولماذا ورشة عمل تخص البحرين تعقد في جنوب أفريقيا

    • زائر 2 | 11:24 م

      مقال ممتاز سيد

      احسنت سيدنا قد لمست الواقع بس انا عجبيني الخبير يسوي روحه ما يدري وش صاير في البحرين عجل ليش جاينهم

اقرأ ايضاً