العدد 3829 - الجمعة 01 مارس 2013م الموافق 18 ربيع الثاني 1434هـ

القطان: شهود يوم القيامة لا يكذبون ولا تنفع معهم الرشاوى

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، إن الشهود في يوم القيامة لا يعرفون الرشاوى، ولا يكذبون كما قد يكذب شهود الدنيا، موضحاً بأنهم شهود يأتمرون بأمر من خلقهم.

وأوضح القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (1 مارس/ آذار 2013)، أن «شهود الدنيا، في قضية ما، قد يكذبون وقد يكونون شهود زور، وقد يبالغون في الحقيقة، وقد يمتنعون عن الإدلاء بالشهادة خوفاً من مهدد، أو طمعاً في مرغب، وقد تكون شهادتهم غامضة تحتاج إلى توضيح وتفصيل، وقد يحضرون للشهادة، وقد يمتنعون عن الحضور لشغل شاغل، أو عائق معوق؛ لكن شهود يوم القيامة، صنف آخر من المخلوقات، يختلفون تماماً عن شهود الدنيا، لا تنفع معهم الرشاوى، ولا يعرفون المجاملات، يؤمرون من خالقهم فينطقون، لا يزيدون ولا ينقصون، لا يكذبون ولا يمتنعون، شهادتهم واضحة، لا تحتاج إلى إيضاح، عباراتهم مفهومة، لا تحتاج إلى تفصيل، كلهم يرفع راية (أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ)».

ودعا إلى «ترك المعاصي والمنكرات، وترك ما نهى الله عنه، قبل أن يؤتى بشهود يوم القيامة، الذين لا تنفع معهم واسطة، ولا محاباة لأحد».

واستعرض القطان الشهود في يوم القيامة، مبيناً أن «الشاهد الأول: من شهود يوم القيامة: الأرض، نعم الأرض...، يا له من موقف صعب، ويا له من منظر مهول، الأرض، هذا المخلوق، الذي كان الإنسان يطأه بقدمه في الدنيا، ويعمل عليه المعصية، دون أن يعلم بأن هذا الجماد الصامت، سوف ينطقه الله يوم القيامة، ليكون شاهداً له أو عليه، يشهد بكل ما رأى من شرك وظلم وقتل وكذب وسرقة واختلاس ورشوة وربا، وغيبة ونميمة وقذف ودعارة، وغيره مما يغضب الله عز وجل، وكذلك تشهد الأرض بما حدث عليها من خير في جميع صوره...».

وأضاف أن «الشاهد الثاني من شهود يوم القيامة: الرسول (ص)، في ذلك اليوم الذي تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات، وتتحطم كل موازين الدنيا، ويبقى ميزان الآخرة، هو وحده الذي يحكم ذلك الموقف، يشرف الرسول (ص) بالشهادة على المكذبين والعصاة من أمته».

وتابع «الشاهد الثالث: الأنبياء، فكما أن الرسول (ص) يشهد على أمته، كذلك كل رسول يشهد على أمته، بما فعلوا وأساؤوا، فلا مجال للاستعتاب، ولا مجال للاعتذار، فاليوم يوم حساب، وما هو بيوم استعتاب».

وذكر أن «الشاهد الرابع: الأشهاد، وهم الملائكة والرسل والعلماء، هذه الشهادة الجماعية، من الملائكة الذين كانوا يعبدون من دون الله، والرسل الذين كانوا يكذبون بما جاءوا به من الحق، والدعاة إلى الله الذين كانوا يكذبون ويستهزئ بهم، يكونون هم يوم القيامة أصحاب الموقف، وهم الأشهاد الذين يشهدون ويفضحون الكفرة والمنافقين والمجاهرين من العصاة على جميع رؤوس الخلائق»، مشيراً إلى أن «الشاهد الخامس هو الملكان».

واستغرب أنه «ومع كثرة الشهود يوم القيامة، إلا أن هناك صنفاً من الناس الضالين المتنكبين عن الصراط، لا يعترفون بشهادة أحد، ولا يقبلون شهادة الآخرين عليهم، وإننا لنشاهد نماذج من هذا الصنف بيننا، لا يعترفون بأحد، وكل الناس في نظرهم أقل منهم، فهذا الصنف من البشر، لهم ما يصلح بحالهم وسلوكهم، هؤلاء يأتيهم الشاهد السادس: من شهود يوم القيامة: وهي جوارحهم، سمعهم وأبصارهم وجلودهم؛ لتكون شاهداً عليهم، وهناك تكون المفاجأة لهم...».

وقال: «بعد هذه السلسلة من الشهود، التي لا مفر للعبد منها، لا يملك العصاة والمجرمون أمام هذه الشهادات المتوالية، إلا أن يشهدوا هم على أنفسهم. وهذا هو الشاهد السابع من شهود يوم القيامة، وهو شهادة الإنسان على نفسه»، متسائلاً: «هل هناك ذلة وخزي بعد هذا، شهادة الإنسان على نفسه، لماذا يوصل الإنسان نفسه إلى هذا الحد، وهو بإمكانه ألا يحرج نفسه؟! لكنها شهوة المعاصي. والتساهل بالمعاصي نتيجتها هي هذه».

ولفت إلى أن «هذه الجوارح التي هي بإمرتنا، وتحت تصرفنا في هذه الدنيا، سنفقد السيطرة عليها في الآخرة، فإما أن تكون شاهدة علينا بخير، وإما أن تكون شاهدة علينا بشرّ».

وقال القطان: «فلنتقِ الله في جوارحنا وأعضائنا كلها، ولنعلم أنها ستنطق علينا غداً أمام الله عز وجل، وتكون الفضيحة هناك، كم من نظرة محرمة أطلقتها ستنطق عينك بها، وكم من خطوة مشيتها في معصية الله وأذية عباد الله، ستنطق رجلك بها، وكم من أشياء أخذتها وقبضتها بيدك، وأنت تعلم أنها ليست لك، ستنطق بها يدك، كم من اتفاقيات ومعاهدات وقعتها أيدي وهي تعلم أنها تخالف مراد الله عز وجل، ستشهد على أصحابها هناك. كم من ثروات ودنانير دخلت بطون أناس ظلماً وعدواناً، جوراً واحتيالاً، ستنطق أعضاؤهم بها، كم وكم من أمور وأشياء نُعمل هذه الجوارح بها، وننسى أنها ستشهد علينا».

العدد 3829 - الجمعة 01 مارس 2013م الموافق 18 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 1:02 م

      الويل لشاهد الزور

      الذي اودى بحياة بريء بشهادته

    • زائر 28 | 9:08 ص

      الحمد لله مازالت البحرين بخير.

      طالما هناك علماء مع الله وليس مع فئة دون فئة مثل الشيخ القطان شعب البحرين مازال بخير ،

    • زائر 29 زائر 28 | 10:57 ص

      والنعم فيه

      احترم هذا الشيخ بصراحه

    • زائر 27 | 8:51 ص

      أنا مسلم شيعي.

      أنا مسلم شيعي أقتدي بمثل هذا العالم الذي لايحب النفاق أين كان.. وهنيئا لنا نحن الشعب بأمثال هؤلاء العلماء الذين قلوبهم مفعمة بالايمان وفكرهم نظيف لايحمل بغض طائفي.

    • زائر 25 | 6:16 ص

      وينكم يوم الغدرة بل غدرات لا حصر لها في ظلم وقتل ونهب وسلب وشهادات زور ضد إخوانكم الشيعة الذي خرجوا لإصلاح النظام فقومتوا القيامة ولم تقعدوها حتى بيوت الله لم تسلم من هدمها وتدنيسها والكلام يطول

    • زائر 22 | 4:16 ص

      تحية اجلال واكبار ياشيخ

      من اعان على ظلم اخيه ولو بشطر كلمه فليتبؤا مقعده من النار . المستجار بالله .. الله يكون في عون النفوس المريضه التى لا تحرم شي ركضا وراء الصالح الدنيئة....

    • زائر 21 | 3:48 ص

      العنوان صحيح نتمنى ان يلتفت اليه الجميع

      والله غالب على امره.

    • زائر 20 | 3:47 ص

      عجب العجاب

      اذا كنا نعلم بان الجوارح راح تشهد علينا وهذا علم يقين عند كل مسلم ، فلماذا كل هذا الظلم والجور وشهادة الزور في المحاكم ( شهادة الاطباء زور ضد زملائهم ليترقو على حسابهم )

    • زائر 17 | 1:55 ص

      استمعت أمس للخطبة و كانت رائعة ... ام محمود

      أسبوعيا استمع لخطبة الجمعة لأني أستمع لإذاعة القرآن الكريم بشكل دائم و من سنوات طويلة و تعجبني أصوات مشاري العفاسي و ماهر المعقيلي
      الاسبوع الماضي كانت الخطبة عن الأمن و الخطيب ركز على طرف واحد و لم يذكر الطرف الثاني و هو رجال الأمن والتعامل الخطأ
      أما الشيخ القطان فكلماته بالأمس كانت رائعة خاصة في زماننا الذي يركض فيه الانسان وراء الملذات الحسيه و البصرية
      و الهواتف الجديدة زادت من معصية البصر
      يا ريت يكون لرجل الدين دور في القضاء على الدعارة المنتشرة بشكل رهيب
      خسارة للشباب هي من الذنوب الكبرى

    • زائر 26 زائر 17 | 8:33 ص

      {{{ كلمة حق }}}

      يا ريت الاخوه يستمعون لها ويشاركون بها لانها اذاعه غير مسلطه على اي مذهب برامجها دينيه تثقيفيه وقصص من الكتاب والسنة وفيها مشاركات دينيه تثقيفيه بعيده كل البعد عن التزمت والتعصب الديني وايضا هناك برنامج يذاع كل صباح قبل السابعه فيه قصص وبعدها يشارك الاطفا ل بالجواب عن العبره والاستفاده من هذه القصه ونتمنى الكل يشارك فيه لاننا فعلا نريد ان نسمع لهجات اهل البحرين الطيبين وخاصتا الاطفال منهم في هذا البرنامج 000 وشكراااا

    • زائر 12 | 1:01 ص

      بسم الله الرحمن الرحيم

      يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
      اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه

    • زائر 11 | 12:55 ص

      عليك نور فهل من متعظ

      القطان: شهود يوم القيامة لا يكذبون ولا تنفع معهم الرشاوى

    • زائر 10 | 12:08 ص

      استغفر الله

      سبحان الله

    • زائر 8 | 11:37 م

      أحسنت يا شيخ ياويل من وشا كذب وقطع رزقي

      ايام السلامه الوطنيه وشا احدهم كذب وحرمنا لقمة العيش ولكن ما هي الا ايام معدوده من عمرنا ونقابل الحكم العدل حتى وان كنت كافر في نظر من وشا فالله ياخذ حق كل مظلوم حتى لو كافر

    • زائر 24 زائر 8 | 5:51 ص

      وانا يا أخي أقف معك وأقول نفس الكلام ..

      وحبذا لو فضيلة الشيخ وجه النصيحة لمن يهمهم الأمر أي لمن قطع أرزاقنا ظلماً وجوراً .. ويا ريت وجه النصيحة أيضاً للمشايخ الذين شجعوا ووقفو بجانب من أمر بذلك ولكل المسئولين الذين غدروا بالمواطنين في كل شيء .. نتمنى من فضيلته في خطب قادمة أن يوجه النصح مباشرةً لكل شخص معني بظلم الناس .. وله الشكر الجزيل.

    • زائر 7 | 11:31 م

      في الصميم

      ودعا إلى «ترك المعاصي والمنكرات، وترك ما نهى الله عنه، قبل أن يؤتى بشهود يوم القيامة، الذين لا تنفع معهم واسطة، ولا محاباة لأحد».
      حفظك الله يا شيخ

    • زائر 3 | 10:35 م

      عدل ومضبوط الكلام

      هذا اللذي حصل عندنا من بعض الدوائر الحكومية والشركات
      ليس من مهدد وانما شهدوا زورا لكي يحصلوا على الامتيازات
      اللتي عند الآخر .
      اذا لم يحاسبوا في الدنيا فسوف يحاسبون في الآخرة

    • زائر 2 | 9:33 م

      احسنت

      اللهم اشهد انك بلغت

اقرأ ايضاً