العدد 3831 - الأحد 03 مارس 2013م الموافق 20 ربيع الثاني 1434هـ

الرئيس السوري يرفض التنحي ومستعد للحوار مع «من يسلم سلاحه»

بريطانيا تصف الأسد بأنه «يعيش في الأوهام»

بشار الأسد - مقاتل من الجيش الحر قرب مطار عسكري في حلب - REUTERS
بشار الأسد - مقاتل من الجيش الحر قرب مطار عسكري في حلب - REUTERS

أكد الرئيس السوري، بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة بريطانية نشرت أمس الأحد (3 مارس/ آذار 2013 ) استعداده للتفاوض مع المعارضين «الذين يسلمون سلاحهم» بشأن إنهاء الأزمة في بلاده، مجدداً رفضه الرحيل من سورية، لأن التنحي عن السلطة «لا يحل الأزمة».

ورأى الأسد في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» أنه «لو كان صحيحاً» أن تنحيه عن السلطة يحل الأزمة كما يقول بعض المسئولين الغربيين، فمن شأن رحيله «أن يضع حداً للقتال». لكنه أضاف «من الواضح أن هذا تفكير سخيف، بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر».

وتابع «لا يمكن لأي إنسان وطني أن يفكر بالعيش خارج وطنه. أنا كسائر المواطنين السوريين». وقال الرئيس السوري «وحدهم السوريون يمكنهم أن يقولوا للرئيس ابق أو ارحل، تعال أو اذهب، ولا أحد غيرهم».

وجدد الأسد استعداده للتحاور مع المعارضين لحل الأزمة في بلاده، وقال «نحن مستعدون للتفاوض مع أي كان، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم»، مضيفاً «يمكننا بدء حوار مع المعارضة، لكن لا يمكننا إقامة حوار مع الإرهابيين».

وأعلنت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا أخيراً تأييدها لفتح حوار بين المعارضة السورية وممثلين عن النظام، متمسكة في الوقت ذاته بضرورة تنحي الأسد.

وأعلنت الأمم المتحدة من جنيف إثر لقاء بين الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون والموفد الدولي إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي السبت استعدادها لـ «تسهيل قيام حوار» بين النظام السوري والمعارضة.

من جهة ثانية، انتقد الأسد في حديثه إلى «صانداي تايمز» الدول الغربية، لا سيما بريطانيا التي أعلنت تأييدها رفع الحظر عن تسليح المعارضين السوريين.

وقال «بصراحة بريطانيا معروفة بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ قرون (...) أنا أتحدث عن الانطباع السائد في منطقتنا».

وأكد الرئيس السوري أن «المشكلة مع هذه الحكومة (البريطانية)، هي أن خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الإرث من الهيمنة والعدائية».

وتابع «كيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين أنهم يريدون إرسال معدات عسكرية إلى الإرهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟».

وأضاف «إذا أرادوا أن يلعبوا دوراً عليهم (...) التصرف بطريقة أكثر عقلانية ومسئولية. وإلى أن يحصل ذلك فنحن لا نتوقع من مشعل حرائق أن يكون رجل إطفاء».

وطالب الأسد كل من يريد وقف العنف في سورية أن يضغط على بعض الدول «للتوقف عن تزويد الإرهابيين بالمال والسلاح».

وقال «إذا كان أحد يريد بصدق وأشدد على كلمة بصدق، أن يساعد سورية وأن يساعد في وقف العنف في بلدنا يمكنه القيام بأمر واحد هو الذهاب إلى تركيا والجلوس مع (رئيس وزرائها رجب طيب) أردوغان ويقول له: توقف عن تهريب الإرهابيين إلى سورية، توقف عن إرسال الأسلحة وتأمين الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين (...) وأن يذهب إلى قطر والسعودية ويقول لهما توقفا عن تمويل المقاتلين في سورية».

واتهم الأسد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بأنها «تدعم الإرهاب في سورية بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكرياً أو سياسياً».

وجدد تحذيره من تداعيات استمرار الأزمة السورية. وقال «قلت مراراً إن سورية هي بمثابة خط تماس جغرافياً وسياسياً، واجتماعياً، وآيديولوجياً. لذلك فإن اللعب بهذا الخط ستكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الأوسط».

وفي تعليقه على المقابلة، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ أمس (الأحد) إن الرئيس السوري بشار الأسد «يعيش في الأوهام» لأنه لا يستطيع أن يرى أن يديه ملطختان بالدماء التي تسفك في بلاده.

وقال هيغ إنه سيعلن هذا الأسبوع عن تقديم المزيد من المساعدات للمعارضة السورية على شكل معدات غير قتالية، رافضاً استبعاد احتمال تسليح مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل.

وقال هيغ في مقابلة مع تلفزيون «بي بي سي»: «هذا الرجل يقود هذه المذبحة». وأضاف «الرسالة التي نوجهها له هو أننا نحن بريطانيا نرسل الطعام والمأوى والبطانيات لمساعدة الشعب الذي شرد عن منازله وأسره بسببه».

وتابع «نحن من يرسل إمدادات طبية لمحاولة رعاية من أصيبوا بجروح وتعرضوا لإساءات من قبل الجنود العاملين لحساب هذا الرجل».

وأضاف «الأسد يعتقد، وتقول له الدائرة المحيطة به، إن كل ما يحدث هو مؤامرة دولية، وليس ثورة وتمرداً حقيقيين من شعبه». وأشار إلى أن «هذه (مقابلة الأسد) ستصنف على أنها أكثر المقابلات الواهمة التي يدلي بها قائد وطني في هذا العصر».

ميدانياً، قتل 34 عنصراً من قوات النظام في هجوم لمقاتلي المعارضة على مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب في شمال البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وقال المرصد إن «مقاتلين من عدة كتائب سيطروا فجراً على أجزاء كبيرة من المدرسة خلال اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ثمانية أيام».

وفيما يسيطر مسلحو المعارضة على مناطق واسعة من ريف حلب وأجزاء كبيرة من مدينة حلب ويشنون منذ أكثر من أسبوعين هجمات متواصلة على المطارات في المحافظة، أعلن الجيش السوري أمس الأول (السبت) سيطرته على طريق يربط محافظة حماة (وسط) بمطار حلب الدولي، ما من شأنه أن يخفف الضغط على المطار الواقع إلى شمال المدينة.

كما سيطر مقاتلو المعارضة السورية ليل السبت أمس على سجن في محافظة الرقة (شمال) بعد اشتباكات استمرت أياماً.

العدد 3831 - الأحد 03 مارس 2013م الموافق 20 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 9:15 ص

      زائر 7

      نعم كلام الوزير صحيح استيلاء المعارضة على صواريخ اسكود لايعتبر خطر لأن الصواريخ لها شيفرة والشيفرة عند الحكومة السورية وعند الحكومة الروسية مش حي اللة تفكرها لعبة الصواريخ من دون شيفرة تعتبر عديمة الفائدة ولاتنطلق بل ممكن ان تنفجر في نفس المكان اذا حاولوا اطلاقها وهي تحتاج الى اشخاص مدربين ومؤلين جيد قديستغرق تدريبهم لسنوات يعني مثلك اي شي اكتب وانت لاتعلم ماذا تقول

    • زائر 16 | 6:25 ص

      متغطرس

      هل صحيح يوجد بالعالم رئيس يفكر بطرية بشار الاسد , لا يعرف أين وصل الجيش الحر الا يسمع الان وعندما ما ألة اليه سوريا يقول نريد جوار ويضع شرور . خلي شروطك اليكم لا نريدها , الله مع الجيش الحر السوري . الم يسمع بشار الاسد تصريحات وزير الخارجيه البريطاني بالامس .

    • زائر 15 | 4:22 ص

      ## الشعب السوري يريد حاكمآ وطنيآ كالاسد

      الشعب السوري يطالب الاسد بالقضاء على اي ارهابي تلطخت يده بدما السورين الشعب السوري يطالب بالقضا على كل شخص هدم بيوت الله وبيوت المواطنين الشعب السوري لا يريد حاكمآ لسوريا كحسني مبارك او مرسي او اي حاكم عربي ..... كل هولاء لا يخدمون شعبهم وانما يخدمون الصهاينة فقط وانما يريد حاكمآ وطنيآ كالاسد .

    • زائر 14 | 4:20 ص

      وقاحة تركية

      نذكر عندما هاجت تركيا و حشدت جيشها على الحدود السورية بسبب وجود عبدالله أوجلان المعارض الكردي في الأراضي السورية و هددت بالحرب إن لم يخرج.. الان المعارضة المسلحة و المرتزقة و الارهابيين يجولون و يسرحون في الأراضي التركية لضرب سوريا.. أليست هذه وقاحة و ازدواجية في المعايير ..أتمنى أن أرى اليوم الذي تشرب فيه تركيا و حلفاؤها الصهاينه و العرب من نفس كاسهم المسموم

    • زائر 13 | 3:58 ص

      حقاني

      عدرا بريطانا لو الاسد يعيش الاوهام جان سقط ليش ماتقولون خل الغرب يعيشون في اوهام ،والدليل بدايه الازمه السوريه بشهر اوباما قال ال نوري المالكي شهران وسيسقط الاسد فرد عليه المالكي ولا حتى سنتان وفعلا مرت ع الازمه سنيتن ولن يسقط ،في هده الحاله من يعيش في الاوهام؟!

    • زائر 11 | 2:36 ص

      زائر 7 سكود يوم انه مع الجيش النظامي ما كانو يعطونه اي اهتمام لانه عارفين انه مستحيل يقصف فيه اسرائيل

      في حزيران عام 2006 حلّقت أربع طائرات إسرائيلية مقاتلة من طراز اف 16 فوق القصر الجمهوري بالقرب من اللاذقية وأعلنت إسرائيل حينها بأن التحليق تم في إطار عمليات الجيش الروتينية خاصة وإنها ترصد تصرفات سورية تتعلق بمنحها الحماية لرؤساء المنظمات "الإرهابية" وفي مقدمتهم حماس.
      ووفقا للمصادر الإسرائيلية، فقد حلّقت الطائرات فوق القصر الجمهوري حيث تواجد بشار الاسد داخله الأمر الذي لم تعلق عليه سوريا فورا لكنها وبعد فترة بسيطة من الإعلان الإسرائيلي الرسمي اعترفت سوريا بتحليق الطائرات

    • زائر 7 | 12:08 ص

      يعرفك من طابخك يا لبن - طبعا أنت أدرى بهم ، وهم تربوا على أيديكم ولن يخونوا التربية والحليب

      تطرق وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون إلى تقارير تحدثت عن أن تنظيمات جهاد عالمي في سوريا استولت على صواريخ (سكود) تابعة للجيش السوري وقال إنها لا تشكل تهديدا لإسرائيل.

    • زائر 10 زائر 7 | 2:27 ص

      شرايك بالي عنده السكود والجولان مغتصبه من عشرات السنين؟؟ وشوف شنو يقول الممانع مو الصهيونيين

      هدد رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، وهو ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه
      وقال مخلوف (41 عاماً)، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، انه "إذا لم يكن هناك استقرار هنا (في سوريا) فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل. لا يوجد طريقة ولا يوجد أحد ليضمن ما الذي سيحصل بعد، إذا لا سمح الله حصل أي شيء لهذا النظام".

    • جعفر الخابوري | 11:13 م

      الحقيقه

      ي نحو منتصف ليل 18 فبراير/شباط سقط صاروخ على حي جبل بدرو في حلب، فقتل 47 شخصاً على الأقل، بينهم 23 طفلاً. بحسب السكان المحليين، بدأت القوات الحكومية قصف موقع الهجوم بعد نحو 20 دقيقة من سقوط الصاروخ، فجرحت عدة أشخاص. وقبيل السادسة من مساء 22 فبراير/شباط، سقط صاروخ على حي طريق الباب في القسم

    • زائر 2 | 9:18 م

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      اللهم عجب في سقوط طاغية الشام الله إرنا فية يوماً أسودا ياقوي يا عزيز

    • زائر 12 زائر 2 | 2:56 ص

      اللهم آمين

      ان شاء الله النصر قريب باذن الله

اقرأ ايضاً