العدد 3832 - الإثنين 04 مارس 2013م الموافق 21 ربيع الثاني 1434هـ

دوام الحال من المحال

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

النكسة التي يمر بها فريق برشلونة في هذا الموسم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن دوام الحال من المحال وأن الأيام دول يتداولها الناس، وما أنت عليه اليوم لن يستمر إلى الأبد.

برشلونة الذي تسيد الساحة العالمية خلال السنوات الخمس الماضية بكتيبة خيالية من النجوم نراه متذبذبا خائفا دون أفكار أو ابداع، ولذلك عوامل كثيرة لعل أبرزها التراجع الحاد في مستوى أبرز نجومه وخصوصا الثلاثي تشافي الذي بات خارج الخدمة وميسي وإنيستا.

إلى جانب تراجع مستوى قلبي الدفاع، فبويول لم يعد قلب الأسد كما كان، وبيكيه افتقد القدرات البدنية الهائلة، وكذلك حال ألفيس على الجهة اليمنى، فبعد أن كان يوصف بالدراجة الهوائية لفرط تحركاته ذهابا وايابا بات عالة على فريقه.

وفوق كل ذلك كان رحيل صانع أمجاد الفريق المدرب بيب غوارديولا مؤثرا وتبعه مرض البديل تيتو فيلانوفا، لتضيع القيادة في مرحلة صعبة في الوقت الذي كان فيه الخصوم يتقدمون على مختلف الصعد فنيا وتكتيكيا وفرديا.

برشلونة بات منهار بدنيا وغير قادر على اللعب بأسلوبه الضاغط كما يفعل سابقا، كما أن الفريق بات مكشوفا من الناحية التكتيكية أمام جميع الفرق في ظل غياب رأس الحربة الحقيقي القادر على خلخلة دفاع الخصوم.

لا شك في أن دولة برشلونة وصلت إلى مرحلة التغيير، فلم يعد بالإمكان السير بنفس الوجوه، والفريق بحاجة إلى اعادة تكوين وهو ما تبرع فيه عادة إدارة برشلونة سواء بالاعتماد على لاعبي النادي أو الاعتماد على الانتدابات الخارجية.

التغيير هو سنة الحياة، وعندما كان برشلونة في بداية عنفوانه كان ريال مدريد في نهاية دولته والقصة تتكرر.

ربما قد يتمكن الفريق من التتويج بالدوري المحلي أو تخطي ميلان في دوري الأبطال على رغم صعوبة المهمة، لكن المؤكد أن أداء الفريق بصورة عامة منذ انطلاق الموسم لم يكن كما كان، وربما هو السر الذي دفع بيب غوارديولا للرحيل في الوقت المناسب ليحافظ على اسمه وتاريخه الذي صنعه، فهو بذكائه استشعر المستقبل ففضل الهروب قبل غرق المركب.

مستوى الفريق على رغم تصدره الدوري بفارق كبير كان متذبذبا والفرق كانت تخسر منه خوفا ورهبة، وعندما تزول الرهبة سينكشف الكثير والمباريات المقبلة في الدوري ودوري الأبطال ستكون حافلة على مختلف المستويات بعد أن انكشف الفريق فنيا وتراجع معنويا وارتفعت معنويات الخصوم.

الأمور باتت معقدة أمام برشلونة والعودة باتت أصعب، وما يتضح لنا أن سنة الحياة هي التداول والتبدل، حتى قيل أن الثابت الوحيد في الحياة هو التغيير!.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3832 - الإثنين 04 مارس 2013م الموافق 21 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:30 ص

      برشلونه مدرسة أجيال وليست وليدة لحظه حتى تنتهي

      غريب هو الاعلام في تعامله مع نكسة برشلونه وكأن الفريق اصبح حاله حال فرق المؤخرة فعندما يفوز يعلو التمجيد وعندما يخسر مباراتين او ثلاث تجعلون تهولون الامر وكأن الفريق قد انتهى وان زمنه قد ولى ، برشلونه حتى في موسم السداسيه المعروفة تعرض لكنسه في جزئيه من الموسم وقيل عنه نفس الكلام الذي يتداول حاليا الفريق لاننكر انه يحتاج بعض التجديد ولكن لاتنسوا الضغوطات وغياب المدرب وباقي الامور المؤثرة على الفريق ككل ان الفريق يمر بكبوه وسيعود قويا في فتره وجيزه

    • جعفر الخابوري | 11:25 م

      مظلومية

      ثمة في بعض الاعلام العربي وبعض الرموز الدينية التي يفترض انها صديقة للثورات العربية اصرار على القفز على الحقائق وتشويه ثورة البحرين وبالتالي الامعان في ظلم شعبها الوديع والمسالم بعد ان ظلمه حاكمه لمدة اربعة عقود متتالية !
      اذ كيف تصبح ثورة شعب البحرين بين ليلة وضحاها في نشرة فضائية صديقة مجرد 'دهس شرطي من قبل متظاهرين مصرين على الاعتصام وتعكير صفو البلاد رغم عروض الحاكم المستمرة للحوار ...' ؟!
      وكيف ايضا تصبح هذه الثورة الشعبية المستضعفة 'طائفية وليست ثورة

    • زائر 2 جعفر الخابوري | 6:25 ص

      رد على الزائر (1)

      شدخل! هذا مقال عن "برشلونة".. مقال رياضي!

اقرأ ايضاً