العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ

القطّان يحذر من السحرة ويطالب بتشديد العقوبات عليهم

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

من جهة أخرى، قال خطيب جامع أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس (الجمعة): «إذا كنا نعيش اليوم في عصر تفشي الأمراض المستعصية الجسدية والنفسية، أجارنا الله وإياكم منها، فإن الحصانة في القرآن والذكر، تربى عليه النفوس، وتعمّر به البيوت، ويحصّن به الأولاد، ما انتشر القلق والأرق والاكتئاب، وكثر المس والسحر والعين وما يسمى بالطب والعمل، إلا لما غفلنا عن الله تبارك وتعالى، وأهملنا أنفسنا من الحصانة الشرعية، وإذا كان التداوي مشروعاً، فيجب الحذر كل الحذر من الذهاب إلى المشعوذين والسحرة والدجالين، والكهنة والعرافين، الذين كثروا بشكل عجيب ومخيف لا كثرهم الله، طلاسم وخرافات، وحروز وخزعبلات، يكذبون بها على الناس، ويوهمون أن فيها شفاء، وهي والله الداء، لابد من وضع العقوبات الرادعة على هؤلاء السحرة الأشرار، فقد آذوا عباد الله، فرقوا بين الأب وابنه، وبين الزوج وزوجه، فيجب التبليغ عنهم، ولا يجوز الذهاب والتردد عليهم».

وتحدّث عدنان القطان في خطبته أمس (الجمعة) تحت عنوان «الابتلاء بالمرض»، وقال: «هناك نعمة عظمى، ومنّة كبرى بعد نعمة الإيمان والإسلام، يغفل عنها كثيرٌ من الناس، ويقصرون عن أداء شكرها، وهي نعمة لا يحسها إلا من فقدها، ولا يشعر بها إلا من يئن تحت وطأة الأمراض والأسقام، ومن يرقدون على الأسرة البيضاء، ويتململون ويتقلبون على فراش المرض، لا يعلم بحالهم إلا الله، كانوا بالأمس يرفلون بثوب الصحة والعافية، واليوم يشكون إلى الله ضعف قوتهم، وقلة حيلتهم، وفشو الأمراض في أبدانهم، حتى أفقدتهم التلذذ بطيب المنام، وشهي الشراب والطعام، والحمدلله على قضائه وقدره، لذلك رغّب الإسلام، وحثّ نبي الإسلام (ص) على استغلال نعمة الصحة والعافية واغتنامها بالعمل الصالح قبل أن تحلّ بالإنسان العوائق، ويقع في المآزق، وتكتنفه المضايق».

وخاطب القطان الأصحاء قائلاً: «فيا أيها الأصحاء، يا من ترفلون بثياب الصحة والعافية، احمدوا الله تعالى واشكروه على هذه النعمة، في سلامة من منغصات الألم، ومكدرات المرض، واستثمروا صحتكم فيما يقرّبكم إلى الله تعالى مولاكم، فكم من مريض والله يتمنى أن يعود صحيحاً معافى، وكم من عليل يرغب أن يكون سليماً ليعمل وليعمل، ثم هل تؤمن غوائل الدنيا وبلاياها ومفاجئاتها لا سيما في مثل هذا العصر الذي تنوعت فيه الحوادث، وكثرت فيه الكوارث، وجدّت أمراض وانتشرت علل وأسقام، لم تكن في الأسلاف الذين مضوا».

وأضاف «عجيب وغريب أمر ابن آدم، كتب الله عليه الضعف والعجز، فالشوكة تؤلمه، والزكام يقعده، والصداع يؤرقه، وأصغر الحشرات تطرحه، وهو في حال الصحة يتكبر على الله عزّ وجلّ، ويشمخ بأنفه، ويحاد الله في شرعه وأمره، ويخالفه في ترك الفرائض الواجبات والوقوع في المعاصي والمظالم والمحرمات».

كما خاطب القطان من ابتلي بالمرض، وقال: «يا من ابتليتم بمرارة المرض، احمدوا الله واشكروه على كل حال، فلا حيلة للإنسان في دفع قضاء الله وقدره، فعليكم بالصبر والتحلي بالرضا، والتخلي عن الجزع والضجر والتسخط، حققوا الإيمان بقضاء الله وقدره، فإن له أثراً كبيراً في بثّ الطمأنينة في النفوس ورفع المعنويات، أقبلوا على الله، وألحوا عليه بالدعاء».

وتحدّث في خطبته عن فوائد المرض، وأوضح أن «من فوائد المرض أن الله يخرج به من العبد الكبر والعجب والفخر، فلو دامت للعبد أحواله، لتجاوز وطغى ونسي المنتهى، لكن الله سلّط عليه الأمراض والأوجاع وخروج الأذى والريح ليعلم أنه ضعيف، فالعبد يجوع كُرهاً، ويمرض كرهاً، ويموت كرهاً، ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً. فمن كانت هذه طبيعته فلماذا يتكبر ولماذا يتغطرس؟، كما أن من فوائد المرض أن يعلم المريض أن المرض مقدر من عند الله، وأن يتيقن أن الله أرحم به من نفسه ومن والدته والناس أجمعين، وأن يعلم أن ما أصابه هو عين الحكمة من الله، وأن الله أراد به خيراً، وأن ما أصابه علامة على محبة الله له، وأن يعلم المريض أن الجزع لا يفيده، وإنما يزيد من آلامه ويفوت عليه الأجر، كما أن من فوائد المرض أنه سبب للجوء العبد وانكساره بين يدي الله عزّ وجلّ».

ووجّه القطان حديثه للأطباء والممرضين، وقال: «أيتها الطبيبات والممرضات: الطب أمانة، والتمريض مسئولية، فاتقوا الله في أنفسكم، واتقوه في مرضاكم، أخلصوا لله في أعمالكم، وراقبوه في كل صغيرة وكبيرة، حذار من المقاصد الدنيوية، والتكالب على حطام الدنيا الفانية، اهتموا أيها الأطباء بمرضاكم، أدوا الأمانة، واحذروا الخيانة، تخلقوا مع المرضى بالأدب والخلق الطيب والكلام اللين والصبر الجميل، والرفق والملاطفة، والبشاشة والابتسامة، بعيداً عن التكبر والعجب والتعالي والغرور، الطبيب داعية، ومعلم، ومرشد، تثبتوا عند التشخيص، وترفقوا في المعاملة، واضبطوا الوصفات، اعتزوا رعاكم الله بإسلامكم، أدوا الصلاة، وتعلموا من العلم الشرعي ما يتعلق بمهنتكم، وتمتعوا بالغيرة على الأعراض، فكثرة الإمساس تقلل من الإحساس، واستغلوا أوقات المرضى وفراغهم بما يعود عليهم بالمنفعة في دينهم ودنياهم، ذكروهم بأوقات الصلاة وكيفية الوضوء، لمن لا يعرف ذلك. فكثير من المرضى شفاهم الله يتساهلون في ذلك، مع أن الصلاة لا تسقط عن الإنسان أبداً، ما دام عقله معه، ويصلي المريض على حسب حاله، قائماً أو قاعداً، فإن لم يستطع فمضطجعاً، ويتطهر بالماء، فإن عجز عن استعماله فليتيمم، وبالمقابل فإننا نوصي المرضى والمترددين على المستشفيات، باحترام الأطباء والممرضين، وإجلالهم وتقديرهم، ونحذرهم من الإساءة إليهم أو إهانتهم، بالقول أو الفعل».

وأكد القطان أن «الصحة والعافية أهم ما رزقه العبد، وهي على أنواع كثيرة، منها: صحة العقيدة، وسلامة الفكر والعقل، صحة الأرواح والقلوب، وأخطر الأمراض أمراض القلوب، بسبب المعاصي والكبائر والذنوب، وكم من مهتم بصحة جسده وبدنه، في غفلة عن قلبه وروحه».

العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 11:23 ص

      نتمنى يا فضيلة الشيخ

      وندعو أن ينزل السحر على أعضاء البرلمان، كي يفتر تفكيرهم ويتكلموا عن هموم المواطن والامه بدل المواضيع التافهة وخصوصاً عن قضية المفصولين وإرجاعهم لأعمالهم .. وبعد ذلك سنتحمل مصاريف فك السحر عنهم ليعودوا كما كانوا .. وشكراً لفضيلتكم.

    • زائر 8 | 4:26 ص

      bahraini

      السلام عليكم ،،كلام الشيخ في محله ،،البحرين مسحوره والدليل بحرنة الاجانب !!

    • زائر 4 | 1:25 ص

      الحمدلله

      بس السحرة؟ او ليس في هالمجتمع حرامية وفاسدين وقتلة؟ الايستحقون ان تتكلم عليهم بالحق ايها الشيخ الجليل؟

    • زائر 1 | 11:22 م

      السحرة وأزمة البحرين

      كل ما تعاني منه البحرين نتيجة سحر و طبوب فهذا السحر حرك البعض لهدم المساجد و فصل الموظفين و انتهاكات بحق المعتقلين و سقوط ضحايا و نشر العنصرية بين فئات الشعب

اقرأ ايضاً