العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ

جدل حاد بين واشنطن وباريس بشأن دور الحلف الأطلسي قبل قمة في ريغا

يدور جدل حاد داخل حلف شمال الأطلسي بشأن دور هذه المؤسسة العسكرية في المستقبل، خصوصا في ما يتعلق بتحويلها إلى قوة عالمية إذ تقف فرنسا والولايات المتحدة على طرفي نقيض من هذه المسألة.

والاثنين الماضي أصبح الخلاف الذي يأتي قبيل قمة للحلف في ريغا في لاتفيا، علنيا مع تأكيد وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري معارضتها لإدراج دور الحلف في شراكة عالمية تقوم بمهمات غير محددة.

وفي اليوم ذاته أعربت مندوبة الولايات المتحدة في الحلف فكتوريا نولاد عن تطلعات أوسع للحلف العسكري. وقالت نولاند «نريد أن يصبح الحلف قادرا على إظهار أن لدينا حلفا يتولى مسؤوليات عالمية وأن لديه قدرات عالمية متزايدة لمواجهة هذه التحديات والقيام بها بالتوافق مع شركاء عالميين».

أما الرأي العالمي فقد لخصت انقسامه وزيرة الدفاع الفرنسية في مقال نشرته صحيفة «الفيغارو» الفرنسية اليومية. وقالت «في الوقت الحالي يتحدث البعض عن احتمال توسيع مهمات الحلف في اتجاهين... أحدهما جغرافي يشتمل على تطوير شراكات جديدة مع بلدان أخرى والأخر وظيفي ينص على العمل في المجال الميداني خصوصا في إعادة اعمار الدول الخارجة من أزمات».

ورأت اليو ماري في المقال الذي يحمل عنوان «يجب أن يبقى الحلف منظمة أوروبية - أطلسية» أنه يجب الإقرار بمساهمة دول مثل استراليا واليابان في القوة الدولية لإحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) التي تعمل تحت قيادة حلف الأطلسي. إلا أنها أضافت إن ذلك «يجب أن لا يغير الطبيعية الأساسية للحلف (...) وهو أن يكون حلفا عسكريا أوروبيا أطلسيا».وقالت إن خلق شركاء عالميين للحلف «سيضعف التضامن الطبيعي بين الأوروبيين والأميركيين الشماليين» ويعطي الانطباع «بان الغرب يشن حملة ضد من لا يشاطرونه الرأي».

وتتناقض آراء اليو ماري بشكل كبير مع آراء واشنطن التي ترغب في تسليم الحلف الأطلسي مهمات إعادة الإعمار في أفغانستان.

وقالت اليو ماري إن هذا التكتيك يهدف إلى استبدال «المنظمات القادرة على تنفيذ هذه المهمات، خصوصا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي». وأضافت إن «تحويل الحلف الأطلسي إلى منظمة مهمتها إعادة إعمار الاقتصاديات والديمقراطيات في وقت واحد لا ينسجم مع شرعية الحلف أو مقدراته».

وشاركت قوات «إيساف» هذا العام في قتال شرس ضد مقاتلي طالبان في أفغانستان خصوصا في جنوب البلاد.

ودعا الحلف الأطلسي حلفاءه إلى تقديم التعزيزات لمساعدة القوات البريطانية والكندية والهولندية لكن بدون جدوى بسبب قيام الحلف بعمليات في مناطق أخرى.

وقالت نولاند في تصريحات بعد ساعات من نشر مقال اليو ماري انه في الفترة من الآن وحتى القمة التي تعقد في 28 إلى 29 نوفمبر/ تشرين الثاني في ريغا فان «الحلفاء سيقضون وقتا طويلا في العراك والخلاف حول الكلمات التي نستخدمها في وثائق ومذكرات الحلف الأطلسي».

وحذرت من إن هذا سيكون «حوارا متوترا» في تأكيد منها على الآراء المختلفة بين الولايات المتحدة وبعض الحلفاء الأوروبيين الذين لم تسمهم.

وقالت نولاند إن الوضع في أفغانستان يعتبر الأكثر تحديا للحلف الأطلسي والاهم من بين مهماته. وأضافت «لذلك وفيما نسعى في مقر الحلف إلى أن نعكس في لغة المذكرات أفكارنا للشراكة العالمية، تذكروا أن الشراكة العالمية هي حقيقة واقعة وان الخروج من نطاق المنطقة هو حقيقة اليوم في أفغانستان».

أ ف ب

العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً