العدد 1520 - الجمعة 03 نوفمبر 2006م الموافق 11 شوال 1427هـ

تشويه الدين الإسلامي بسبب الجهل

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

قرأت منذ أيام مقالاً لاحد رجال الدين في صحيفة محلية وهو يشرح لنا معاناة ممرضة مظلومة في نظره وتمارس عملها كممرضة بصورة اضطرارية مخالفة للدين الإسلامي (في رأيه) لإنها تقوم بمداواة المرضى الرجال ويطالب هذا الشيخ بأن تقوم وزارة الصحة فصل المهنة رجالاً ونساء.

هل يستطيع ان يفسر الشيخ لنا دينياً ماذا كانت مهمة النساء المسلمات في حروب نشر الدعوة الإسلامية غير تمريض الجرحى الرجال ليعودوا إلى الجهاد بخلاف النساء اللاتي برعن في القتال مثل خولة بنت الأزور؟ فمن أين إذاً جاء الشيخ برأيه الذي يصور بتهويل وبنفاذ الصبر لتكرار ما طالب المسئولين في وزارة الصحة برفع الظلم الواقع على هذه الممرضة التي تداوي الرجال وكأن الأولى بها أن تخلص لمهنتها وتنسى جنسها في سبيل عمل إنساني جاء ضمن مهنتها، ألم يفتي بعض رجال الدين بأن الدين الإسلامي لا يجد مانعاً في أن يعالج الطبيب الرجل المتخصص في ألامراض النسائية والتوليد النساء إذا كان ماهراً في مهنته أكثر من الطبيبات الموجودات ويطبق ذلك حتى في المملكة العربية السعودية.

الإسلام دين يسر لا عسر، أي لا تخالف هذه الممرضة بتطبيقها للمرضى الرجال تعاليم الدين الإسلامي ولا يخالف ما تقوم به تعاليم الدين الإسلامي الصحيح لا المحرف بالأراء الرجعية هذه الأيام للتقليل من شأن المرأة المسلمة وجعلها مواطنة من الدرجة الثانية على رغم ان الإسلام ساواها بالرجل وجعل لكل منهما وظائف رئيسية في الأسرة يكمل كل منهما الآخر ولا يمانع في مساعدة كل منهما الآخر في سبيل أدائها هذا لو طبق الرجال ذلك بينما ما يحدث في الواقع اليوم أن المرأة تعمل خارج البيت وتربي الأبناء وتقوم بتدريسهم وتطبخ الوجبات بينما الرجل يجلس مسترخياً لا يحاول مساعدة زوجته مادامت تساعده للإنفاق على الأسرة وبدل عن ذلك يتسلى بالخروج مع أصدقائه بعد العمل أو يطارد النساء مثلما نرى من مآسٍ أسرية تحدث في مجتمعنا اليوم. لماذا يطالب بعض شيوخ الدين النساء بعدم العمل والتفرغ لرعاية أطفالهن وتوفير الجو المريح لإزواجهن ولا يطالب الأزواج بالحسنى في معاملة زوجاتهن واسماعهن كلمات الحب والمودة والقيام بمسئولياتهم الإسلامية في تربية أبنائهم والإشراف على دراستهم ومن سينفق على المرأة لو قام زوجها بتطليقها بكل سهولة هل يستطيع رجال الدين أن يجدوا حلاً مشرفاً ودخلاً يتناسب مع عيشها مع زوجها عندما تخلت عن عملها وأصبحت بعد هذه السنوات غير صالحة للعمل في الحكومة أو المؤسسات وخصوصاً عندما تتقدم في السن بعد أن منحت هذا الرجل الناكر للجميل عصارة شبابها؟ بل إن بعض النساء يسمعن نصائح بعض رجال الدين ويتخلين عن طموحهن ويعشن حياة روتينية قاتلة، ثم يطردن إلى الشارع أحياناً مع أطفالهن لأن الزوج الظالم مل من زوجته ويريد الزواج من امرأة أصغر سناً، ولا يستطيع أن ينفق على أسرتين. هل يوجد قانون يلزم الرجل باعطاء زوجته نصف راتبه وممتلكاته حتى يمكنها من العيش بكرامة، أو هناك قانون يلزم الدولة أن تخصص معاشاً محترماً للمرأة المطلقة المظلومة التي لا يوجد لديها مصدر للدخل.

بودي من رجال الدين أن يغرسوا أخلاقيات الدين الإسلامي الفاضلة في نفوس الأزواج ويطالبوا بالقوانين التي تحمي أمثال هؤلاء النساء وأطفالهن، من التشرد والضياع والحرمان المادي قبل أن يطالبن النساء بترك وظائفهن والتفرغ لبيوتهن. إن ديننا الإسلامي دين حضاري أقل درجة من الرجل ويكفي أن أذكر هذا الحديث الشريف للرسول الأعظم (ص) الذي يظهر تحضر هذا الدين العظيم ويحقق أهدافه من توافر الحياة الأسرية المطمئنة لو طبق »خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي«

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 1520 - الجمعة 03 نوفمبر 2006م الموافق 11 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً