العدد 1523 - الإثنين 06 نوفمبر 2006م الموافق 14 شوال 1427هـ

20 عاما!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

يكمل خلال العام الجاري مدرب فريق مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون عامه العشرين على رأس الإدارة الفنية للفريق وذلك في ظاهرة فريدة من نوعها قلما تتكرر في الملاعب العالمية، فكيف يمكن أن تتكرر في الملاعب العربية؟!

فيرغسون ومانشستر يونايتد وجهان لعملة واحدة، فقد ارتبط الاسمان ببعضهما بعضا ارتباطا وثيقا منذ أن تولى هذا الاسكتلندي تدريب المان يونايتد في العام 1986 وقاده من فريق مغمور إلى أغنى ناد في العالم.

في سجلات السير فيرغسون مع مانشستر الكثير من الإنجازات التي تحققت بعد صبر طويل، وتوجت في العام 1999 بالبطولات الثلاث الدوري والكأس الإنجليزيين إضافة إلى دوري أبطال أوروبا وحينها منحته ملكة بريطانيا لقب السير (فارس) وهو أعلى وسام في بريطانيا.

فيرغسون وعلى رغم مضي 20 عاما على توليه الإدارة الفنية لمانشستر فإنه مازال الرجل القوي الذي يهابه الجميع في بريطانيا والعالم، حتى أن مدرب تشلسي البرتغالي مورينهو المعروف بالتعالي والغرور اعترف بقوة السير فيرغسون وقال إنه يشعر بالغيرة والحسد تجاه تفوق فيرغسون على جميع منافسيه، وقال مورينهو: «ربما أتحدث مثله إلى الناس وأجعلهم يرتجفون قليلا عندما أبلغ الستين من عمري وأظل في بطولة الدوري نفسها لمدة 20 عاما لأنال احترام الجميع».

فعلا، هو المدرب الأعظم في تاريخ مانشستر بل الأعظم أيضا في تاريخ الدوري الإنجليزي، إذ لا يضاهيه أي مدرب آخر في السجل والإنجازات، حتى أن عدوه اللدود مدرب أرسنال أرسين فينغر وعلى رغم الصراع الدائر بينهما يحمل احتراما كبيرا لفيرغسون، وقال: «لا أعتقد أن هناك منافسة أخرى مشابهة في تاريخ الدوري الإنجليزي لتلك المنافسة الدائرة بيننا».

مانشستر يونايتد وعلى رغم جميع الصعوبات والمطبات احتفظ بمدربه العتيد ورفض التخلي عنه في أي لحظة فبقي 20 عاما وليس 20 يوما كما يحدث لدينا عندما يرحل المدرب مع أول هزيمة!

منتخب البحرين الوطني مثلا استبدل منذ العام 2000 إلى 2006 قرابة الستة مدربين بواقع مدرب واحد كل عام، أما الأندية المحلية فحدث ولا حرج، إذ قد يصل النادي الواحد إلى استبدال أربعة مدربين في الموسم.

هذا الواقع لا ينطبق فقط على البحرين وعلى الأندية البحرينية وإنما يشمل جميع الدول الخليجية والعربية التي تحدث فيها إقالة المدربين مع كل هزيمة.

الاستقرار الفني والإداري بشرط وجود العقليات الصحيحة في المكان المناسب قادر على صنع الأمجاد والإنجازات على عكس التغيير السريع والعاطفي في كل كبوة. في الدول المتقدمة يلعب الاستقرار الفني دورا رئيسيا في نجاح الفريق، إذ ان أكثر الفرق نجاحا هي أكثرها استقرارا. ففي إنجلترا أيضا أكمل مدرب أرسنال الفرنسي الماكر أرسين فينغر عامه العاشر مع الفريق قبل أيام قليلة، كما أن مدرب تشلسي مورينهو يقضي عامه الثالث مع الفريق وعقده يمتد لخمس سنوات أخرى، ومن المحتمل بقاؤه أكثر من ذلك.

في إيطاليا الوضع كذلك أيضا بوجود أنشلوتي مع ميلان لأكثر من 5 أعوام حاليا، كما أن مدرب جاره الانتر مانشيني وعلى رغم الإخفاقات المتتالية فإنه يكمل عامه الثالث مع الفريق.

برشلونة في إسبانيا أيضا يسير مع ريكارد للعام الرابع على التوالي، في حين أن خصمه ريال مدريد يشهد منذ الاستغناء عن المدرب دل بوسكي وقدوم فلورنتينو بيريز لرئاسة النادي حالة من التخبط وعدم الاستقرار شبيهة بما هو موجود في الملاعب العربية ما أدخل الفريق في دوامة من الإخفاقات ربما ينقذه منها الرئيس الجديد والمدرب الإيطالي القدير كابيللو.

نحن بحاجة فعلا في الوطن العربي وفي البحرين خصوصا إلى استقرار فني يعطي المدرب الفترة الكافية للإنجاز وتطبيق برامجه وخططه، ففريق المحرق ومع الخسارة في مباراة الذهاب في نهائي البطولة الآسيوية أقال مباشرة مدربه البرازيلي ألينهو.

الأجهزة الإدارية بحاجة إلى أن تدرك أن أي مدرب ومهما مبلغ في درجات التدريب فإنه معرض لارتكاب الأخطاء في التغيير وفي التكتيك وغيرها، كما أن اللاعب يخطئ أيضا في داخل الملعب، والإداري يخطئ في خارجه.

الصبر والاستقرار مفتاحان مهمان للنجاح الدائم أما الاستعجال والتغيير المستمر فإنه وإن نجح في فترة بسيطة إلا أن آثاره السلبية وإخفاقاته تمتد لفترات طويلة، فهل نصل إلى مرحلة الاستقرار أم نبقى في دوامة التخبطات؟

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1523 - الإثنين 06 نوفمبر 2006م الموافق 14 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً