بعد خمسة أعوام من إثارة المغني المصري شعبان عبدالرحيم أزمة دبلوماسية بين مصر و"إسرائيل" بعد أن أطلق أغنية بعنوان "أنا بكره إسرائيل" سارت فرقة مسرحية بحرينية على هذا الدرب من خلال مسرحيتها الجديدة التي تحمل العنوان ذاته.
وبدأ فنانون وفنانات من البحرين والكويت مساء الإثنين الماضي عرضاً مسرحياً حافلاً بالسخرية السياسية اللاذعة من "إسرائيل" والأنظمة العربية وكذلك الإشادة بحزب الله اللبناني الذي يعتبره الكثير من العرب قد حقق انتصارا في المعارك التي دارت رحاها على مدار 33 يوماً بينه وبين "إسرائيل". ويوضع علم "إسرائيل" على الأرض أمام شباك التذاكر وكذلك في مدخل المسرح ليطأه الجمهور بأقدامه وهو في طريقه إلى مشاهدة هذا العمل الذي أنتجته شركة سكوب البحرينية. وتعد هذه المسرحية واحدة من ثلاثة أعمال مسرحية جديدة بدأ عرضها بالتزامن مع حلول عيد الفطر المبارك في البحرين.
وقال منتج المسرحية والمدير العام للشركة المنتجة ممدوح عباس الصالح: "إن هذا العمل مهدى للأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله لانتصاره على أعدائنا الكيان الصهيوني".
وأضاف الصالح "كممثلين تعد موهبتنا أداة نسعى من خلالها إلى التعبير عن وجهة نظر الرأي العام وإبداء دعمنا المقاومة".
وأشار إلى أن المسرحية تشكل محاولة لتغيير صورة المسلمين والعرب التي ترسمها وسائل الإعلام الغربية وكذلك محاولة لتوضيح المعاناة التي يمر بها العرب قائلاً: "نحن لا نكره اليهود ولكننا نكره الحكومة الصهيونية التي تحتل أراضي عربية".
ومن جانبه، قال مخرج المسرحية محمد القفاص: "إن هذا العمل يتناول أيضا رد الفعل الضعيف من قبل الأنظمة العربية على ما يجري بحق الأشقاء العرب في فلسطين ولبنان ومناطق أخرى من العالم العربي على يد آلة الحرب الإسرائيلية".
ومضى قائلا: "نحلم دوما بأن تكون لنا كرامة كأمة عندما نواجه (إسرائيل) التي يكرهها كل العرب، ولكن أين الفعل الذي يمكن أن يحقق ذلك؟".
وأضاف القفاص "لا ينبغي أن تظل كراهية (إسرائيل) مقصورة على الكراهية في القلوب فحسب وإنما يتعين إبداء هذه المشاعر من خلال سلوك وعمل وهذا ما تتحدث عنه المسرحية".
وقال الممثل الكويتي الشهير سمير القلاف وهو أحد أعضاء فريق العرض المؤلف من 45 شخصاً: "إن (أنا بكره إسرائيل) هي أول مسرحية سياسية بالكامل".
وأشار القلاف الذي يجسد أربع شخصيات في المسرحية التي تستمر مدة عرضها ساعتين كاملتين، إلى أن المسرحيات السابقة كانت تتناول موضوعات اجتماعية مع الإشارة إلى قضايا سياسية.
وقال:"(إسرائيل) تمثل بالنسبة إلينا التهديد الحقيقي نظراً إلى أنها تواصل قتل الأبرياء باستخدام أسلحة غير مشروعة باعترافها كما حدث في الحرب الأخيرة ولكن العالم لا يريد أن يرى ذلك".
وتنتقد المسرحية التي كتبها أحمد فردان موقف الحكومة البحرينية أيضا حيال قضايا مثل البطالة والإسكان. وعلى رغم أنه من المبكر القول ما إذا كانت النسخة المسرحية من "أنا بكره إسرائيل" ستحقق الأثر ذاته الذي حققته الأغنية التي تحمل الاسم ذاته قبل خمسة أعوام، يظل التعبير الفني عن كراهية "إسرائيل" موضوعاً يحظى بالشعبية لدى العرب
العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ