تعالوا لنتخيّل أننا قمنا بعمل استفتاء عربي! زمن هذا الاستفتاء: مفتوح... منذ منتصف القرن الماضي، حتى يومنا هذا.
المكان: أي (شارع) عربي.
والاستفتاء، يحمل سؤالاً واحداً فقط، يقول: من هم أبطالك في هذا العصر؟ وضع ما تشاء من الأسماء، في هذا الاستفتاء: علماء، أدباء، علماء دين، ساسة، أكاديميون، قادة، فنانون، رجال أعمال، مجرمون، طغاة! وانظر كيف ستكون النتيجة؟
أكاد أجزم - بل أنا على قناعة - أن الأسماء الآتية ستحصل على نصيب الأسد من الغالبية، وهي: بن لادن، صدام والزرقاوي!
السؤال الذي يجب أن نواجهه (من دون أن نراوغ فيه): لماذا؟
ألا يحمل هذا (الشارع العربي) أي وعي؟ هل يعاني حالاً من حالات الغباء المزمن التي لا ينفع معها أي علاج؟ أم أنه - منذ البداية - أصيب بالإحباط تجاه أي شيء، لذلك تعلّق بعشق الخارجين عن القانون؟ هل العيب فيه، أم في الأنظمة التي ربّته، وعلّمته، وحكمته طوال عقود؟
(2)
هذا الشارع... كيف تشكّل بهذا الشكل؟
هل لأن هذا (الشارع) عديم الإضاءة، ومليء بالمطبات، والحُفر، والمستنقعات وصل إلى هذه النتيجة؟ أم لأنه مليء بالفقر والعوز والكبت واللافتات الكاذبة؟
أين الخلل؟ ومن المذنب؟
هل هو (الشارع) وسكانه؟ أم الذي قام برصف هذا الشارع بالمخبرين... وشجّره بالقمع... وأضاءه بالأحلام الكاذبة؟
(3)
العالم العربي، بحاجة إلى إعادة «سفلتة»
العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ