العدد 1528 - السبت 11 نوفمبر 2006م الموافق 19 شوال 1427هـ

الحمام... ساعي بريد وجاسوس عالمي

قد لاتصدق حين تنظر إليه أن له كل هذه الوظائف والأسماء، فهو تارة يباع بآلاف الجنيهات، وتارة أخرى قتيل الخصوصات، وهو أيضا رمز من رموز السلام... إضافة إلى ذلك فإنه ساعي بريد أمين وجاسوس حربي مشتعل الذكاء، وهو كذلك بطل رياضي لسباقات التتابع.

أجل، إنه يخفي هذه المواهب خلف ريشه البديع... فيقف الإنسان منبهراً أمام هذا الطائر العجيب المتعدد الملكات والمواهب، في القديم عرفت الجيوش سلاح الحمام الذي جند فيه الحمام لخدمة أغراض عسكرية، وظل كذلك وسيلة اتصال إلى أن ظهر البريد واللاسلكي، الذي أدى إلى اندثار المراسلات عن طريق الحمام الزاجل، وأصبح يستخدم كرياضة فقط تقوم على أساس التسابق بين أنواع الحمام المختلفة، ورياضة استخدام الحمام كانت مقصورة علي الأمراء والأثرياء فقط، فقد كانوا يتنافسون على إطلاق الحمام للتسابق في سباقات تشبه سباقات الخيل من مسافات أقصاها 30كم ثم زادت إلي 100 كم، وكان ذلك حدثا تناقلته أوساط الهواة الذين أظهروا اهتماما بهذا التسابق.

وفي الوقت الجاري انتشرت في أوروبا هواية سباق الحمام بشكل كبير، وأنشئت الاتحادات الخاصة بذلك والتي تنظم المسابقات، ويبدأ السباق بوضع برنامج زمني تحدد فيه مسافات السباق وتعلن على جميع المتسابقين قبل السباق بوقت كاف، ليستعد كل متسابق لتنفيذ البرنامج. وقبل السباق بيوم واحد يسلم الهواة الحمام الخاص بهم إلى لجنة التسلم التي تنظم المسابقة، مع كشف بمواصفات كل حمامة ورقم حلقتها المعدنية المثبتة في أرجل الحمام وتاريخ مولدها وسلالة الحمام ونسبه. وهذا بمثابة البطاقة الشخصية لكل حمامة... وعندما يبدأ السباق يتم تركيب حلقة جديدة في رجل كل حمامة، وهذه الحلقة تحوي الرقم الخاص بالسباق، السؤال الذي يفرض نفسه: كيف يعود الحمام إلى مسكنه أو المكان الذي انطلق منه على رغم الكيلو مترات؟ يؤكد العلماء أن مخ الحما م به خلايا عصبية مغناطيسية تتأثر بالمجال المغناطيسي الذي يعيش فيه، ومن هنا يتعرف على مسكنه ويعود إليه مرة أخري، وتغذية الحمام الجيدة ومسكنه النظيف تتحكم في قدراته ومواهبه.

الحمام مثل البشر

لأنواع الحمام المختلفة شخصيات مختلفة مثل البشر تماماً، فلكل نوع صفاته ومميزاته الخاصة، ومن تلك الأنواع: الإسكندرون - البغدادي - الدراجون - المراسلات، وله مواصفات خاصة مثل قوة تحمله الطيران لمدة تصل إلى 16 ساعة متواصلة، والقدرة علي العودة إلي مسكنه من مسافات بعيدة تصل إلى 1000كم وتصل سرعته في الطيران إلى 95 كم في عكس اتجاه الرياح وإلى 125 كم في اتجاه الرياح... وإلى 60كم إذا كانت الرياح جانبية وهو لا يطير في خط مستقيم - كما يعتقد البعض - وإنما يطير في خط متعرج... وكما قلنا إن شخصيات الحمام كشخصيات البشر، فهناك حمام ذو شخصية قوية، وهناك حاد الذكاء وهناك العنيد... وهناك أيضا الكسول الخامل.إن الذي يتحكم في شخصية الحمام نوعه، فللحمام فصائل ونوعيات وعائلات متنوعة شهيرة... وسلالات منها فان هي - مانيرن - فان بروانه... وتعتبر سلالة الحمام بمثابة بطاقته الشخصية

العدد 1528 - السبت 11 نوفمبر 2006م الموافق 19 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً